شبهات فساد تهز أسفي.. ثروات خيالية وشباب غارق في البطالة
هوية بريس – عبد الله التازي
أعاد الأستاذ محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، فتح ملف الفساد في مدينة وإقليم أسفي، بعد كشفه عن معطيات صادمة تضع عدداً من المسؤولين والمنتخبين في قفص الاتهام.
في منشور مطوّل، ذكّر الغلوسي بمحاكمة رئيس نادي أولمبيك أسفي، وهو برلماني سابق، على خلفية شبهات التلاعب في تذاكر مونديال قطر، مشيراً إلى أن هذه القضية عرّت ازدواجية المعايير؛ إذ تمت معاقبة شخص واحد، بينما ظل آخرون ممن تلاعبوا ببرامج التنمية ومستقبل المدينة بمنأى عن أي مساءلة أو محاسبة.
شبكات فساد وثراء فاحش
وأكد الغلوسي أن عدداً من المسؤولين والمنتخبين راكموا ثروات خيالية وشكلوا شبكات فساد حرمت أسفي من التنمية والتطور، محوّلة المدينة إلى “مستنقع من الأزمات”.
وأضاف أن بعض العائلات راكمت الثروة والنفوذ، في حين لم يحصد شباب المنطقة سوى الخيبات نتيجة البطالة وضيق ذات اليد، بينما اضطرت أسر عديدة للعيش على الكفاف، واستُغلت النساء في بعض الحرف بأجور زهيدة.
إفشال أحلام المدينة
وأوضح أن مسؤولين ومنتخبين ــ دون تعميم ــ تواطؤوا ضد مصالح الساكنة وأجهضوا تطلعاتها في التنمية والكرامة.
هؤلاء، كما قال الغلوسي، أصبحوا معروفين ليس بفضل نزاهتهم أو مثابرتهم، بل بسبب فسادهم وثرائهم الفاحش، بعدما كانوا لا يملكون شيئاً قبل دخولهم مواقع المسؤولية.
ورغم ذلك، يضيف ذات المتحدث، لم تتحرك المؤسسات المعنية لافتحاص البرامج أو الصفقات، التي تحولت إلى أدوات للاغتناء غير المشروع.
موظفون في قفص الاتهام
ولفت الغلوسي إلى أن الأمر لم يتوقف عند المنتخبين، بل شمل أيضاً بعض الموظفين في مؤسسات وجماعات محلية، ممن تولوا مسؤولية تدبير قطاعات حيوية وظهرت عليهم فجأة علامات الثراء المريب.
مطلب ربط المسؤولية بالمحاسبة
وأشار إلى أن سكان أسفي يتطلعون اليوم إلى فتح صفحة جديدة، تُبنى على محاسبة المتورطين في نهب المال العام، متسائلاً بلهجة حاسمة: “فهل حان وقت دفع الحساب؟”
وطالب الغلوسي النيابة العامة بفتح تحقيق قضائي شامل حول شبهات الفساد المالي والإداري بالمدينة والإقليم، على أن تتولاه الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، ضماناً لربط المسؤولية بالمحاسبة ومحاكمة من وصفهم بـ “لصوص المال العام”.
ويبقى الملف مرشحاً لمزيد من الجدل، في ظل تنامي المطالب الشعبية والحقوقية بضرورة وضع حد للإفلات من العقاب، وإعادة الأمل لسكان المدينة في مستقبل قوامه التنمية والكرامة.
