المغرب.. حصن الثوابت الإسلامية في مواجهة التيارات الإلحادية
هوية بريس – عبدالعالي الرجراجي
وضح الهجوم الذي يتعرض له المغرب على ثوابته الإسلامية وقيمه العريقة، مع إبراز أهمية الدفاع عن الهوية والرد على التيارات الإلحادية.
المغرب.. حصن الثوابت الإسلامية في مواجهة التيارات الإلحادية
يُعَدّ المغرب عبر التاريخ قلعة من قلاع الإسلام في الغرب الإسلامي، وموئلًا للقيم الروحية والحضارية التي صاغت هويته العريقة. فقد ظلّ الشعب المغربي متمسكًا بثوابته الدينية الراسخة: إمارة المؤمنين، والمذهب المالكي، والعقيدة الأشعرية، والتصوف السني. هذه الركائز لم تكن مجرد شعارات، بل شكلت عبر القرون الإطار الناظم لوحدة الأمة المغربية واستقرارها، وسط عالم يتقاذفه الانقسام والاضطراب.
غير أن هذه الثوابت أصبحت اليوم هدفًا لمحاولات تشويه متعمدة، يقودها بعض الأصوات الإلحادية والتيارات المتطرفة فكريًا، ممن يسعون إلى ضرب الهوية الجامعة، وتشكيك الناس في مرجعياتهم الروحية والثقافية. وتستغل هذه التيارات وسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، لبث أفكار دخيلة لا تنتمي لتاريخ المغرب ولا لروحه المتجذرة في الإسلام الوسطي المعتدل.
أهداف الهجوم
الهجوم على الثوابت الإسلامية للمغرب ليس أمرًا عرضيًا، بل هو جزء من خطة أوسع تهدف إلى:
– تفكيك الهوية الوطنية وفصل المغاربة عن تاريخهم وقيمهم.
– زعزعة المرجعية الدينية التي تشكل صمام الأمان أمام الانحرافات الفكرية والسلوكية.
– إضعاف الوحدة المجتمعية بخلق صراع بين الأجيال حول المرجعيات والقيم.
المغرب ومناعة الهوية
رغم هذا الهجوم، يظل المغرب بفضل مؤسساته الدينية وعلى رأسها إمارة المؤمنين، وبفضل وعي شعبه، قادرًا على مواجهة هذه التحديات. فالتاريخ يشهد أن المغرب واجه عبر قرونه غزوات فكرية وثقافية، وخرج منها أكثر قوة وتشبثًا بدينه وقيمه. والمغاربة، بحبهم العميق للإسلام واعتزازهم بموروثهم الحضاري، قادرون على التمييز بين الفكر الحر الذي يحترم الثوابت، والفكر الهدّام الذي يسعى لاقتلاع الجذور.
الخاتمة
إن مواجهة الإلحاد والتيارات المعادية للثوابت الإسلامية ليست مهمة المؤسسات وحدها، بل هي مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع والأسرة والمدرسة. ويجب أن يكون الردّ قائمًا على العلم والحوار الرصين، مع تعزيز الانتماء والوعي لدى الشباب، حتى يبقى المغرب دائمًا حصنًا منيعًا أمام كل محاولات التشويه والاختراق.
