جامعي: الترشح المستقل يخفي في عمقه “تبخيس” الأحزاب وتقزيم دورها

هوية بريس-متابعات
قال أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس، كمال الهشومي، أن “مشروع القانون التنظيمي للأحزاب السياسية جاء في سياق دقيق يطبعه حراك اجتماعي متجدد، ومساع رسمية لاستيعاب مطالب الشباب الغاضب من المشهد العام. وقد حمل المشروع في طياته تعديلات توحي بالاستجابة لهذه الدينامية، من خلال فتح باب الترشح المستقل، وتخصيص دعم مالي مباشر له، فضلاً عن تعزيز تمثيلية النساء على المستوى الجهوي.
وأردف هشومي في مقال له “إلا أن خلف هذا التجاوب الظاهري، يلوح سؤال جوهري لا يمكن القفز عليه: هل يمكن للدولة أن تستمر في توجيه الضربات المتتالية للأحزاب، وهي التي شكلت ولا تزال صمام الأمان في مسار البناء الديمقراطي الوطني ؟”.
وأكد الجامعي المغربي أن “تبني خيار الترشح المستقل، وإن بدا في ظاهره انفتاحاً سياسياً وتشجيعاً للمشاركة الشبابية، إلا أنه يخفي في عمقه نزعة نحو تبخيس الأحزاب وتقزيم دورها، بل ويمهد لمرحلة جديدة من صناعة أحزاب على المقاس، تفرغ العمل السياسي من جوهره وتفتح الباب أمام موجة من الشعبوية التي أثبت التاريخ خطرها على الدولة والمجتمع معاً”.
وأوضح المتحدث ذاته “فالديمقراطية ليست مجرد أصوات في صناديق الاقتراع، بل هي ثقافة مؤسساتية لا يمكن أن تختزل في مبادرات ظرفية أو ردود فعل آنية على احتجاجات الشارع والأحزاب، على علاتها وأزماتها البنيوية، تظل التجسيد الأرقى لهذه الثقافة، لأنها الإطار الشرعي الذي يؤطر المشاركة، وينقل المطالب إلى مؤسسات القرار، ويُحافظ على التوازن بين الدولة والمجتمع”.
وخلص الهشومي “ولئن استبشر بعض الشباب، بل وحتى بعض المنتمين إلى أحزاب سياسية بهذا المقترح وهرعوا إلى المنابر الإعلامية للتصفيق له، فإن ذلك يعبر عن انزلاق خطير نحو خطاب التبخيس الذي يفرغ الفعل السياسي من معناه ويحوّل الممارسة الحزبية إلى تهمة بدل أن تكون رافعة للمواطنة”.
@
Ajoutez un commentaire…



