اندلعت “شبه” أزمة بين أصحاب الفنادق في مصر ووزارة السياحة بسبب “البوركيني” والجدل الدائر حوله.
وفند مختصون في شؤون الموارد الطبيعية والصحية، مبررات بعض أصحاب فنادق وقرى سياحية في مصر، لمنع ارتداء البوركيني (لباس بحر شرعي)، في ظل تنامي السياحة الداخلية في وقت تعاني فيه السياحة الأجنبية من تراجع ملحوظ.
وفق عربي21 يرفض بعض أصحاب فنادق وقرى سياحية في مصر، ارتداء “البوركيني” داخل حمامات السباحة بدعوى أنه “ناقل للأمراض وملوث للمياه، مما يجبرهم على تغييرها واستهلاك كميات كبيرة منها يومياً، في الوقت الذي زادت فيه أسعار المياه عن مستوياتها السابقة.
ورفعت مصر مؤخرا أسعار المياه للاستهلاك التجاري إلى 2.40 قرشا للمتر المكعب بدلا من 200 قرشا بزيادة 20 بالمائة، لأسباب عدة لم يتضح إن كان من بينها البوركيني أو لا.
وأحدث “البوركيني” أزمة بين الفنادق من جهة، ووزارة السياحة من جهة أخرى، في أعقاب منع بعض الفنادق النساء والفتيات اللاتي يرتدينه من نزول حمامات السباحة.
وكانت غرفة الفنادق المصرية (مستقلة وتشرف عليها وزارة السياحة المصرية)، عممت مطلع الشهر الجاري، منشورا على الفنادق والقرى السياحية بمصر، بورود عدد من الشكاوى من قبل السياح المصريين بتعنت الفنادق معهم ومنع نزول السيدات إلى حمامات السباحة بالبوركيني.
لا أضرار
وقال سيد مصطفى، رئيس الإدارة المركزية لنوعية المياه بجهاز شؤون البيئة (حكومي)، إن “البوركيني” “ليس له أية أضرار بيئية على المياه، كما يدعي أصحاب الفنادق”.
وأضاف مصطفى أن “البوركيني” مصنوع من مواد صناعية بلاستيكية طاردة للمياه، ولا تتفاعل معها، وخالية من الألياف، مثله مثل المايوه العادي”.
ذريعة
وأكد عباس شراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة (حكومي): “غير ثابت علميا ما يدعيه أصحاب الفنادق من تلويث البوركيني للمياه، أو نقله للأمراض”.
وأضاف “شراقي” في حديثه: “أصحاب الفنادق يسوقون ذريعة لأنهم يرونه غير لائق ارتداءه في حضرة النزلاء الأجانب”.
من جانبها، رفضت آمنة نصير، عضو مجلس النواب المصري، وأستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، مسمى “المايوه الشرعي”.
تلوث
وقال عادل عبد الرازق، مالك أحد الفنادق بشرم الشيخ (شمال شرق مصر)، وعضو الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقا، (مستقل وتشرف عليه وزارة السياحة المصرية)، “أنا من أشد المعارضين لارتداء المايوه الشرعي، بسبب اعتراض الأجانب عليه؛ لما تسببه الخامة المصنوعة منه، من تلوث لمياه حمامات السباحة، إلا أنني كمالك فندق، لا أمنع ارتداءه لعدة أسباب”.
وأضاف “عبد الرازق”: “السياحة الداخلية تمثل النسبة الأكبر في إشغالات الفنادق والمنتجعات المصرية في الوقت الراهن”، مشيرا إلى أن نسبة الإشغال بفندقه 80 بالمائة منها مصريين مقابل 3 بالمائة أجانب”.
وأوضح أن “العوز الذي باتت فيه الفنادق والقرى السياحية، بسبب تراجع الحركة السياحية الوافدة من الخارج، يقف حائلا أمام منع المصريين الذين يساهمون بنسبة كبيرة في إنعاش إيرادات الفنادق في الوقت الراهن، من ارتداء هذه الملابس”.
تحذير
ووفقا للمنشور الصادر عن غرفة الفنادق، حذرت وزارة السياحة المصرية كافة المنشآت من حظر أو منع المحجبات من نزولهن حمام السباحة بالمايوه المغطى للجسم بالكامل (المايوه الشرعي).
إلا أن غرفة الفنادق المصرية في 2 غشت الجاري، أعقبت هذا المنشور بآخر أرجأت فيه تعليمات وقرارات الوزارة لحين دراستها جيدا، وعرضها على اللجنة المؤقتة القائمة بأعمال مجلس إدارتها.
اشغالات
وقال طارق شلبي، عضو جمعية مستثمري مرسي علم بالبحر الأحمر (شرق مصر)، إن “قيام بعض الفنادق بحظر المايوه الشرعي يضرب السياحة الداخلية، والتي تساهم بنسبة كبيرة في رفع الاشغالات الفندقية في الوقت الراهن”.
وأضاف “شلبي”، “على الفنادق المتعاقدة مع المصريين وضع اشتراطاتها قبل التعاقد بالسماح أو منع ارتداء المايوه الشرعي، فضلا عن إخطار الأجانب المتعاقد معهم أيضا، لمنع إثارة البلبلة”.
سياسات
وقال تامر نبيل، عضو جمعية مستثمري السياحة بالبحر الأحمر (شرق)، إن “كل منشأة فندقية تضع سياستها الخاصة بها؛ وعلى وزارة السياحة المصرية عدم إلزام الفنادق والمنتجعات السياحية بالسماح أو المنع لارتداء هذه الملابس”.
وأضاف “نبيل” أن فندق وحيد في البحر الأحمر يمنع ارتداء المصريين للمايوه الشرعي، وهذه حرية للفندق قد تكون هناك مخاوف من الأجانب لديهم من هذا اللباس”.
وقال نبيل إن “اشغالات الفنادق بمدينة الغردقة (شرق البلاد) بلغت نحو 75 بالمائة، الغالبية العظمى منها مصريين”.
إحصاءات
وصعدت السياحة الأجنبية الوافدة إلى مصر، بنسبة 52.4 بالمائة، على أساس سنوي، خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة مع الفترة المناظرة من 2016.
وأظهر مسح أجري استنادا على بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر (حكومي)، أن عدد السياح خلال النصف الأول من العام الجاري، بلغ 3.560 مليون سائح، مقابل 2.335 مليون خلال الشهور الستة الأولى من العام الماضي 2016.