إدريس الكنبوري: مدعو “التنوير” في مجتمعاتنا اليوم يوجدون خارج التاريخ!

27 يوليو 2022 23:54

هوية بريس – متابعات

علق الكاتب والمفكر المغربي، الدكتور إدريس الكنبوري، على ما يشهده الغرب اليوم من حرائق وفيضانات وأوبئة وأمراض غريبة وشذوذ وغيرها، وكيف أنها تكشف عن شيء واحد ” وهو أن النموذج الليبرالي الغربي اقترب من محطته الأخيرة”.



وقال الدكتور الكنبوري، في تدوينة على حسابه على فيسبوك ” الحرائق التي ضربت أوروبا وموجات الحرارة غير المسبوقة مظاهر يقول الخبراء إنها راجعة إلى التقلبات المناخية التي تهدد البشرية اليوم؛ ويحملون الرأسمالية الغربية المسؤولية الأولى. لكن الرأسمالية لا تريد التراجع؛ إنها تندفع إلى الأمام في حرب أهلية بين الرأسماليات الكبرى في العالم؛ الصين واليابان والغرب بأطرافه. حرب أهلية قد تقضي على الجميع”.

وأضاف الكاتب المغربي ” الحرائق والفيضانات والأوبئة والأمراض الغريبة والشذوذ وغيرها؛ كلها تعني شيئا واحدا وهو أن النموذج الليبرالي الغربي اقترب من محطته الأخيرة”، موضحا أن ” التنوير الذي انطلق قبل أربعة قرون تقريبا في أوروبا تحول إلى كارثة إنسانية حقيقية لأنه استنفذ ما عنده”.

ونبه الكنبوري إلى أن العقل اليوم لم يعد ” هو الحاكم بل الغريزة التي تتلاعب بها الرأسمالية من أجل تحويل الإنسان إلى مجرد مستهلك سلبي بلا عقل؛ وليس الإنسان هو سيد مصيره بل الشركات هي التي تتحكم فيه؛ وليس المفكرون هم الذين يقودون الناس بل أصحاب المال؛ وليست الكنيسة هي التي تتحكم في أرواح البشر بل ملاعب الكرة.

المفكرون العقلاء في الغرب يقولون اليوم إن النموذج الغربي مات سريريا. دعاة التنوير الحقيقي أمثال هابرماس وادغار موران وغيرهما كثيرون يقولون إن التنوير انتهى والنموذج الليبرالي فقد بريقه”.

ليختم الدكتور الكنبوري تدوينته بالإشارة إلى أن ” الذين يدعون التنوير في مجتمعاتنا اليوم يوجدون خارج التاريخ. حظهم التعيس جعلهم يعيشون في اللحظة التي مات فيها التنوير في مكانه وتحول إلى أزمة في كل شيء. إنهم يدافعون على أسوأ ما وصل اليه التنوير وليس على أحسن ما بدأ به. بدأ بالعلم والمعرفة والأخلاق والمواطنة والبحث؛ وانتهى بالشذوذ والتفاهة والرقص والتمزق؛ لذلك نجد كل مدع للتنوير ينادي بأسوأ ختام وصلته الليبرالية والتنوير. إنهم يدافعون على سوء الخاتمة”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M