إلى أبناء المشاريع الإصلاحية

12 ديسمبر 2015 22:43
الداعية خالد مبروك يكتب: قصتي مع مسلم جديد

سَفّانة إراوي

هوية بريس – السبت 12 دجنبر 2015

ما الذي ننويه حقا من انتمائنا للمشاريع الإصلاحية؟! هل نظن أن الانتماء دعم للمشروع بغض النظر عن همة الفرد في سبيل الهدف الذي جعل المشروع لأجله؟!

المشروع وسيلة لا غاية، وسيلة لتظافر الجهود وتكامل الأدوار على عمل رسالي ميداني فاعل لن يبرز أثره بفعل يد واحدة، لأن الواحدة لا تصفق أبدا!

عذرا إذ أقول بأنه بات لزاما علينا دق ناقوس تحذير للنظر في وتيرة تطور المشاريع الإصلاحية التي لا نراها إيجابية بالشكل الذي ينبغي، ومن أسباب ذلك فتور حس المسؤولية عند الفرد، عدم وعيه المنبه بمسؤوليته كسفير للدعوة إلى الله اعتبارا لدوره الاستخلافي على الأرض كمسلم أولا، وكعضو في مشروع إصلاحي ثانيا، وكمواطن يطمح لنهضة وطنه وأمته ثالثا، ثم كإنسان غيور على وضع الإنسانية في ظل فوضى العالم اليوم، أخيرا!..

الفرد الرسالي لا تحده المصالح الشخصية ولا تعيق مسيرةَ خدمته الدعوية آفاقُه ومطامحه، لأنها تصب حتما في الغاية التي يسعى المشروع لأجلها، وهي بناء فرد صالح مصلح، فاعل في مجتمعه، متفوق في مجال من مجالات الحياة العملية، متمسك بمبادئه وقيمه، وكلما تعلق هذا الفرد بواجبه تجاه محيطه، كلما تطلع إلى مزيد رفعة وطموح في مسيرته العملية والعلمية، لأنه يرى أمري رقيه ورقي مجتمعه سيان، بل وجهان لعملة واحدة، لا يمكن أن يحقق الثاني بغير الأول دوما!..

يجب على الفرد الرسالي أن ينظر لمهمته الاستخلافية بعين المتبصر للحكمة من وجوده في كل وقت وحين، لا أن يرتبط نشاطه بالحملات الموسمية ثم يفتر بعدها أو ينشغل بمصالح ذاتية تطغى على ذلك الحافز التكويني الذي يتردد صداه بعد كل مرة نمر فيها على حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إذ يصرح: “المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم”..

لأي غرض يا ترى سيحثنا الحبيب، الذي لا ينطق عن الهوى، على مخالطة الناس والصبر عليهم إن لم يكن الهدف التناصح والتواصي بالحق ونشر قيم الخير والفضيلة في المجتمع؟ أو ستكون تلك المخالطة الرسالية يا ترى رهينة بأمر دعوي موسمي، ننتظر أن يطرح وينزل فنكلم الناس فيه ثم نمضي دون أن يظل أثره في أنفسنا أولا وعلى حافات شفاهنا نسترسل في البوح به وتهذيبه، وننقب في كل وقت عن فرصة لطرحه وفك شفراته فيغدو القالب المؤطر لكلامنا العابر في حياتنا اليومية التي لا تخلو ثرثرتها من لغط وإطناب؟! أليس هذا الأخير ما يجب أن يكون؟!

بلى، فهذا أساس مشروعنا، بل أساس حياتنا التي وجدنا لأجلها، واخترنا الإسلام سبيلا لتنظيمها والنهوض بها على أسس الفطرة والخير والفضيلة.. فلم الفتور وقد بتنا على شفا حفرة من هاوية اندثار القيم الكونية السامية؟! أولسنا المعنيين بخطاب الله في كتابه عندما ينادي “يا أيها الذين ءامنوا” وغالبا ما يتبعها أمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!

لنعيد النظر في الهدف من انتمائنا وقبله الحكمة من وجودنا، حتما سيكون ذلك وقودا لعمل إصلاحي رسالي دائم وفعال…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M