اتحاد علماء المسلمين يصدر فتوى حول تباعد المصلين وعدم رص الصفوف في الصلاة بسبب جائحة كورونا؟

09 مايو 2020 20:40

هوية بريس – عابد عبد المنعم

قال الهيئة الشرعيّة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأن الصلاة المفروضة في الوضع الحالي قد يطرأ عليها ما ينقص من بعض سننها وآدابها، ومن ذلك تسوية الصفوف واقتراب المصلين وسدّ الفجوات بينهم بسبب خوف اقتراب المسلم من أخيه خشية انتشار العدوى وانتقال الأمراض ونحو ذلك.

وللجواب عن هذه الصورة قالت الهيئة العلمائية:

أوّلًا: تأكيد ما اتفقت عليه المجامع والمجالس الفقهيّة واللجان الإفتائيّة من صحّة ترك الجمع والجماعات اتقاءً لضرر وباء كورونا ومنعًا لانتشاره بين الناس، وذلك لأنّ الشريعة المطهّرة مبنية في مصادرها ومواردها على اليسر ورفع الحرج ودفع الضرر والمفاسد الخاصة والعامة، وقد بيّنت الفتاوى السابقة الأدلة التفصيليّة على ذلك.

ثانيًا: الأصل في تقدير المفسدة المترتبة على تجمع الناس في مكان واحد هو للجهات الطبية المختصة المعنية بذلك، وما على المسلمين إلا التقيّد بالتعليمات الصحيّة الصادرة من هذه الجهات مع التذكير بأنّ هذه التعليمات واجبة الاتّباع شرعًا لما يترتّب على مخالفتها من إضرار بالنفوس قد يعرّضها للموت والهلاك، وقد قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}]النساء:29[.

ثالثًا: إنّ تسوية الصفوف في الجمع والجماعات وتراصّها وتعديلها وإتمام الصف الأول فالأول وسدّ الفُرَج

والخلل بين المصلين هو من الهدي الثابت عن نبينا- صلى الله عليه وسلم- فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: “سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاةِ” رواه البخاري (ح 690) ومسلم (ح433) ،وفي رواية البخاري: “سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ” وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاةِ وَيَقُولُ : “اسْتَوُوا ، وَلا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ” رواه مسلم (432)

وقد حمل جمهور الفقهاء الهدي النبوي في ذلك على أنّه من سنن صلاة الجماعة وآدابها وليس من واجباتها وفرائضها، واتفقوا على أنّ الصلاة لا تبطل بترك تسوية الصفوف وتراصها عمدًا ولا سهوًا.

رابعًا: إنّ حكم صلاة الجماعة والجمعة على الهيئة المذكورة صحيحة.

مع لزوم اتّباع إجراءات الوقاية الصحيّة المطلوبة سواء منها المتعلّقة بسلامة الأفراد من حيث العمر والحالة الصحيّة للمصلّين وخضوعهم للتعقيم قبل دخولهم المساجد، أو المتعلقة بالمكان من حيث التعقيم الصحّي ونحو ذلك،

وعندئذ لا حرج في تباعد المصلّين في الصف بعضهم عن بعض مسافة كافية للسلامة الصحية، فترك سدّ الفُرَج بين المصلين مكروه عند جماهير العلماء في حالة الاختيار والسعة، أمّا في حالة الحاجة والاضطرار فإنّ هذه الكراهة تسقط عن المكلف لقاعدة سقوط الكراهة عند أدنى حاجة.

وأما من فعل ذلك مع المخالفة للإجراءات المقرّرة من قبل الجهات الصحيّة المعنية القاضية بمنع التجمّعات في المساجد ونحوها، وبعيدًا عن إشرافها وإقرارها لذلك، فإنه آثم ويتحمّل المسؤوليّة الكاملة عن الآثار المترتبة على هذه المخالفة، وذلك من جهة مخالفتهم لما اتفقت عليه فتاوى المجامع والمجالس الفقهية من حرمة هذا الفعل وحرمة تعريض أنفسهم ومجتمعاتهم لخطر انتشار العدوى والمرض. والله ولي التوفيق

والله أعلم ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم .

والحمد لله رب العالمين.اهـ

آخر اﻷخبار
3 تعليقات
  1. سبحان الله هاد التسهيلات كاملة والتيسير كامل ومع ذلك الجهات الرسمية طبقت ما تمليه عليها قوانينها الوضعية وليس القوانين الشرعية.. ومع ذلك فالفتاوى تاتي متاخرة بعدما يمر الحدث المهم.. كان عليكم يا هيئة العلماء ان تفتوا حين وقوع الوباء بمثل هذه الفتاوى حتى تتخذ الدولة فتاواكم في نهجها لا العكس.. المشكلة ان علماءنا في واد ودولهم في واد اخر.. والصلاة بتباعد الصفوف ما سمعنا ولا علمنا من كتب الشرع و التاريخ ان المسلمين صلوا متباعدين الصفوف بمتر او مترين.. فالصلاة مرفوعة وغير مفروضة عن المسلم المريض مرضا معديا.. اما تراص الصفوف وتسويتها ففيها من الاحاديث التي تنهى عن تسوية الصف ما تقشعر منه القلوب..

    2
    1
    1. من أخبرك أن الصلاة مرفوعة وغير مرفوضة عن المسلم المريض مرضا معديا؟
      أضف إلى ذلك أن ما ذكرته مما له تعلق بتسوية الصفوف من الأحاديث صواب… لكن ما ذكروه هم في أصله صواب كذلك… فتسوية الصفوف متفق على كونها ليست من أركان الصلاة التي تبطل بعدمها الصلاة، ولا من الواجبات التي تنجبر بسجود السهو، غبقي أنها من سنن الصلاة التي قد يأثم تاركها عمدا ولا يترتب عليها فعل في الصلاة… ومن المعلوم أن أركان الصلاة بله الواجبات بله السنن قد تسقط للضرورة… فمن ذلك القيام مثلا في الصلاة أو السجود أو الركوع… ومن ذلك تسوية الصفوف عند عدم الإمكان… ولذا نجد أنه في صلاة الخوف أبيح عدم تسوية الصفوف بالطريقة المعتادة فيها…
      ثم إن المجامع الفقهية العالمية أفتت بهذا الأمر المتعلق بالصلاة بهذه الكيفية اليوم بسبب انتشار هذا الوباء حتى ولو كنت في البيت مع أهلك حال الحاجة الداعية إلى ذلك، كحال الحجر الصحي مثلا… فهو ليس رأيا شاذا صادرا عن هيئة بعينها… بل إننا نجد جميع من يصلي جماعة في المجامع والجوامع والمصليات يصلي كذلك حتى في المسجدين المعظمين (المسجد الحرام عند الكعبة والمسجد النبوي)…
      إذا تقرر هذا فإن الفتوى لها أهلها ولا ينبغي لكل من رام شيئا قوله، ولا من لا يعرف مخارج الأمور وقواعد الشرع ومسائله أن يقول في دين الله رب العالمين ما يراه… وليس من قرأ حديثا أو حديثين أو ثلاثا بل أو عشرا أو مائة أو سمع بفتوى أو فتويين أو ثلاثة له أن يتصدر الفتوى…
      والله أعلم.

  2. هذه فتوى اتحاد علماء المسلمين وهو هيئة لا تتبع فيما أظن أي جهة رسمية والمغرب له جهة رسمية مختصة بالفتوى وقد عملت الدولة برأيها في هذه النازلة ألا وهي إلغاء صلاة الجماعة في المساجد حتى يرتفع الوباء فلا ينبغي خلط الامور والسلام

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M