الأستاذ ياسين العمري ينعي صديقه الأستاذ الخلوق صاحب الابتسامة الدائمة

هوية بريس – متابعة

نشر الأستاذ ياسين العمري في صفحته الرسمية على فيسبوك ينعي صديقه الأستاذ “انتقل إلى رحمة الله (بإذن الله تعالى) الأخ الحبيب والصديق الأريب وزميل العمل الأخ الخلوق الخدوم عبد الرحمن باطان. كل الذين مروا من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – طريق الجديدة، الدار البيضاء- خلال الثلاثين سنة الأخيرة يعرفون هذا الرجل َمن خلال حسن خلقه على وجه الخصوص. كان مثالا حيا على من صفته بالعامية المغربية “راجل عَيْبو بعيد”.
بالأمس، لا أقصد عبارة الأمس القريب واكن أقصد يوم أمس 24 جمادى الآخرة 1444/ 17 يناير 2023، غادر الكلية بعد أن أنهى دوامه كعادته بهمة ونشاط (رغم المرض الشديد الذي كان قد ألمّ به منذ ما لا يقل عن أربع سنوات) على الساعة الخامسة والنصف مساء. أتينا اليوم صباحا لنستأنف امتحانات الطلبة (الدورة العادية) ليكون أول ما نلقاه في رحاب الكلية هو صدمة تقرأ تفاصيلها على وجوه كل من أتاه الخبر.. بدون استثناء.. فقد كان حسن خلقه محل اتفاق بين كل مكونات الكلية (أساتذة، طلبة باحثين – ماستر ودكتوراه-، إداريين، حراس،…).
صلينا عليه الجنازة في مقبرة الرحمة ظهرا، ولا زال الذهول من خبر وفاته لا يكاد يستقر في أذهاننا. وأعلم يقينا أننا عند عودتنا للكلية في قابل الأيام سنجد أنفسنا -دون أن نشعر- نرمق بأعيننا الأماكن التي اعتدنا رؤيته فيها لعله يطل علينا بابتسامته المعهودة.
كلنا يعلم أن هذا الأمر محتوم ولا مفر منه، لكنها الغفلة التي تمنعنا من الاستعداد له على الوجه الذي ينبغي، ولو بأن نكتفي بأداء فرائضنا، وبكف شرنا عن الناس، وعدم الخوض والتقحم لحرمات الله تعالى.. وإنه لأمر يسير على من يسره الله عليه. وهكذا كان أخونا عبد الرحمن، رحمه الله؛ نحسبه ولا نزكي على الله أحدا.
هكذا هم أصحاب الأثر الطيب في الدنيا، يرحلون إلى دار البقاء، لكن يبقى صيتهم من خلال ما سطروه بحسن خلقهم وجميل عطائهم. أشخاص جعلوا سلوكهم عطرا فواحا يدل على أثر مسيرهم، حتى إذا أتيت بعدهم، ولم يكتب لك اللقاء بهم، علمت أنهم.. قد مروا من هنا!
ختاما، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم وفقنا لحسن الدعاء لموتانا في سجودنا ونحن أقرب ما نكون منك، وارزقنا بعد موتنا من يذكرنا بدعوة صالحة مقبولة في سجوده.
محبتي..”.