الاسلام هو المستهدف

09 مارس 2024 08:32

هوية بريس – بقلم إبراهيم الناية

يحاول الغرب الاستعماري حشد كل امكاناته المادية وغيرها وتوظيف أتباعه من الشعوب المستعمرة سابقا من اجل إعلان حرب ايدولوجية لا هوادة فيها ضد الاسلام واثارة الشبهات حوله.

وتتلون المؤامرات على الاسلام وتتعدد اشكالها بتعدد الآمرين والمأمورين، فما يسود العالم اليوم من ظلم وبؤس وشقاء جاء نتيجة تغييب رسالة الحق. التي يدعو اليها الاسلام العظيم، ولكن قوى الشر التي تغيظها تلك الدعوة النبيلة لا تبخل أي جهد من أجل تشويه حقيقة الإسلام أمام الناس. موظفة في ذلك مجموعة من الاتباع الذين امنوا بالشر كمبدأ في الحياة، ولذلك لا يتركون أية فرصة تمر دون ان يثيروا الاكاذيب والاضاليل ، وهم بذلك يبشرون الناس بالايديولوجية الغربية التي تدعو الى انهيار المجتمعات من اجل السيطرة عليها والتحكم في اعناقها، وقد نسي الغرب افعاله الوحشية التي مارسها في البلاد المستعمرة ، ولكنه من طبيعته لا يستحي إن كان يعرف للحياء معنى ، فهو يدعو الى حقوق الانسان كما يتصورها هو ، ويمارسها ويطلب من أتباعه وعملائه في البلاد المستعمرة سابقا أن يطرحوا مفهومه لحقوق الانسان – لكن اية حقوق واي انسان- كمدخل وحيد للتحرر وتحقيق المساواة المجتمعية، وهكذا دعا هؤلاء الاتباع الى الى نبذ القيم الأخلاقية ذات الصلة بالعقيدة الاسلامية والهدف هو تخريب المجتمع من الداخل ،ومن ثم نجد حركات نسائية تدعو الى الرذيلة والفاحشة وتعتبر ذلك تحررا وانعتاقا من السلطة الأبوية المتمثلة في الاسرة، ومن هنا كانت الأسرة إحدى المحطات التي يتعين تخريبها من اجل وضع الحبل على الغارب سيما ان الاسرة هي النواة الاولى لبناء المجتمع ،وكلما نالها التفكك والاندثار فان دعاة الايديولوجية الغربية قد حققوا هدفا مهما من اهدافهم، خاصة ان وراء الاسرة في مجتمعاتنا خلفية اسلامية هي التي اعطتها الاستمرارية، وهذا ما يثير غيظهم ، وقد وظفوا كل ما هو ممكن وواصلوا الليل بالنهار. ومن ثم نادوا بتحرير المرأة وتمتيعها بكامل حقوقها حسب زعمهم، لكن لو كان الهدف هو الرفع من شأن المرأة لبحثوا عن انجع السبل لتحقيق هذا المبتغى، وهذا الكلام يوحي بان الرجل يتمتع بحقوقه. ولذلك يطلبون شيئا من أحد لا يملكه.

ولو كانوا جادين في الأمر لطلبوا تحقيق العدل والعدالة الإجتماعية للجميع ، لكن ليس هذا هو الغرض ويظهر هدفهم جليا في دعوتهم الى تعاطي الرذيلة والزنا بدون قيد ولا شرط معتبرين تحقيق هذا المبدأ ثورة في مجال تحقيق الحريات ، وهكذا يدعون المجتمع الى تغيير نظرته الى المرأة الزانية او الرجل العاهر ومن ثم يريدون من المجتمع ان يتعايش مع هذه السلوكات لأنها أصبحت أمرا عاديا في المجتمعات الغربية التي هي مثلهم الأعلى ،الذي يتعين الاقتداء به، بل لم يقفوا عند هذا الحد فقد تجاوزوا ذلك الى شرعنة اللواط باعتباره حرية شخصية فيمكن للرجل ان يمارس الرذيلة مع رجل اخر باعتباره زوجة، وهكذا يدعو هؤلاء الى انهيار القيم ومن ثم تنهار المنظومة البشرية، ولذلك تكون الصهيونية قد حققت هدفها المنشود وهو تخريب المجتمع البشري من اجل السيطرة عليه والتحكم فيه.

والغريب ان هؤلاء الناس لم يكونوا في يوم من الايام مساهمين في نهضة المجتمع ولا في حركة التحرر من الاستعمار الاجنبي ولا دعوا الى ان يتمتع كل فرد من افراد المجتمع بحقوقه السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحقه في التعليم والصحة والشغل وتقسيم الثروة والمحاكمة العادلة بل لماذا لا يدافعون عن الجماهير التي تعاني الحرمان والبؤس والشقاء والواقع المؤلم، لكن كان همهم الأكبر منصرف نحو محاربة كل ما له صلة بالاسلام والعقيدة الاسلامية.

لان ذلك هو المهمة التي كلفوا بالقيام بانجازها، وقد يلعبون ادوارا متعددة وتحت عناوين مختلفة مثل إحياء تراث ثقافي لعرق من الأعراق الموجودة في مجتمع من المجتمعات. وهم بذلك يدعون الى العودة الى الجاهلية المقيتة وإلى القبلية والعنصرية ومن خلال هذه الدعوة يتم الترويج لذلك المبتغى كاحداث القطيعة مع الماضي لأنه يمثل في نظرهم التخلف والتحجر ، وهكذا يعتبرون الاسلام المتمثل في القرآن والسنة تراثا انسانيا وليس وحيا سماويا. عف عليه الزمن ومن الافضل التخلص منه لان الظروف المجتمعية وتطلعات العصر الحديث اوجبت ان يتعامل الانسان مع عقلية منفتحة على افكار اسيادهم الاستعمارين الذين مارسوا اكبر الجرائم في حق شعوبنا، وتراهم يتوددون الى الى سلطات بلدانهم.

متخذين ذلك كجواز مرور لكي يروجوا لما يريدون تحقيقه كما فعل طه حسين سابقا عندما اهدى كتابه في الشعر الجاهلي الى المسؤول في ذلك الزمن عن بلده. ولكن الملاحِظ يرى أن سلوكات هؤلاء واعمالهم لا تدل أنهم يدافعون عن مواقف مبدئية لانه لو كان لهم مبادئ لاحترموا الانسان ومشاعره ومعتقداته ،ولكنهم فقط يمثلون الطابور الخامس فقد انكشفت عوراتهم في المواجهة الاخيرة على أرض الاسراء والمعراج. حيث ظهر ولاؤهم واضحا للصهيونية.

ولم يكن هؤلاء هم الوحيدون في هذا التوجه بل طل علينا بعض مدعي التفقه الذين يعانون الانحراف الفكري والعقائدي. فكانوا بدورهم حلفاء موضوعيين للمحتل الغاصب للارض المباركة. وهكذا واصل اصحاب الاتجاه العلماني دون ان يصيبهم ملل ولا كلل في بث الشبهات حول الاسلام المبنية على الجهل.

وقد طرحوا اضاليل واغاليط حول الارث والقوامة والأسرة ولم يعلموا أن أية جزئية في الاسلام لا يمكن فهمها الا في اطار النسق الشامل للاسلام، بل وصل بهم التحدي الى الدعوة للتخلي عن الصداق والعدة ، ولا ينبغي ان تبقى المرأة حكرا على رجل واحد ولذلك تم الترويج للامهات العازبات ، والاطفال الطبيعيين والعلاقات الرضائية ،كما تمت الدعوة الى تناول الطعام في رمضان جهارا نهارا، فهذه دعوات لا تستند على حجة او دليل وانما هي محاولات انفعالية قائمة الجهل بطبيعة الامور مغلفة بطابع ايديولوجي غربي تم اعتناقه بدون علم ولا وعي وحاولوا اصباغه بصبغة المطالب الحقوقية من اجل التستر والتخفي ولكن لو كانت لهم الشجاعة لقالوا ان المستهدف الحقيقي هو الاسلام وتعاليمه ، ولكنهم نسوا انهم يضربون الصخر الذي لا يضره الضرب بعود منكسر.

وعليه فمدونة الاسرة يجب ان توضع من اجل انجاح بناء الاسرة وتماسكها وليس من اجل تدميرها وتفكيكها كما يدعو الى ذلك هؤلاء من خلال اذكاء الصراع بين الرجل والمرأة ،.فالحياة داخل الاسرة المسلمة مبنية على المحبة والانسجام والالفة والتكامل وليست مبنية على الصراع والتناقض.

إن الامة التي عرفت في التاريخ بالمجد والحضارة عندما تظهر في بنيتها المجتمعية مثل هذه التصورات فعليها ان تعيد حساباتها في مجال التربية والتعليم والبحث العلمي، قبل ان ينهار البناء والسقف معا.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M