الجزيرة: محمد زحل.. فقيد العلم والمنابر

23 أغسطس 2017 21:15
فيديو.. الشدائد محك الرجل - الشيخ محمد زحل

هوية بريس – الجزيرة

محمد زحل عالم وداعية ينحدر من الريف المغربي، درس على كبار المشايخ بمراكش وانتقل منها إلى الدار البيضاء حيث أمضى 55 عاما على المنابر وفي حلق العلم يعظ الناس ويفقههم في شؤون دينهم.
المولد و المنشأة
ولد محمد زحل عام 1943 في بلدة تيلوى دوار إكوزلن على الساحل الغربي للمحيط الأطلسي في وسط فقير، وقبل بلوغه العامين اضطر والده لمغادرة البلدة نحو مدينة الصويرة “بحثا عن حياة أقل شدة وعيشة أقل ضنكا”.
وفي الصويرة عمل والده إماما ومحفظا للقرآن، ولكن العائلة مرت بنكبة هناك حيث مات ثلاثة من أطفالها، مما اضطرها للعودة من حيث أتت عام 1949. وقد عانى زحل في طفولته، فبالإضافة إلى فقر عائلته أصيب بالشلل في مرحلة مبكرة من العمر.
الدراسة والتكوين
درس القرآن الكريم على والده وأتقنه نصا ورسما. وفي عام 1956 التحق بالمدرسة الجزولية حيث درس الأجرومية ولامية الأفعال وألفية ابن مالك وتحفة ابن عاصم ومتن الرسالة، إلى جانب بعض المتون الأدبية. وبعد إلحاحه أذن له والده في الالتحاق بالمدرسة الهاشمية في تنمار.
ومن المدرسة الهاشمية انتقل إلى المعهد الإسلامي في تارودانت الذي كانت تديره جمعية علماء سوس. ولاحقا غادر محمد زحل إلى مراكش حيث التحق بكلية ابن يوسف ذات الصيت الذائع.
أثناء وجوده في مراكش أخذ العلم عن العديد من المشايخ الكبار أمثال الحسين راغب وأحمد أملاح وحسن جبران وعمر فوزي والمختار السباعي والعلامة الرحالي فاروق وعبد السلام جبران.
وبعد تخرجه من كلية ابن يوسف عام 1963 سافر إلى الدار البيضاء ونجح في مسابقة المعلمين، مما أهله للالتحاق بمدرسة المعلمين وتخرج منها بعد ذلك بعام.
الوظائف والمسؤوليات
عمل الشيخ محمد زحل معلما في المدارس الحكومية بمدينة الدار البيضاء، كما تولى الخطابة والإمامة والتدريس في العديد من جوامعها. وتولى إدارة مجلة “الفرقان” عام 1984، ونال عضوية مؤسسات إسلامية داخل المغرب وخارجه.
التجربة الدعوية
باكرا، أبدى الشيخ زحل نفورا من الوسط الصوفي ومن اهتمام المجتمع بالأضرحة. وقد برر تعلقه بالانضمام إلى المدرسة الهاشمية في تنمار بما لاحظه من شجاعة طلابها وجرأتهم على الكلام “وانتقاد الأساليب العتيقة في التعليم لدى بعض الشيوخ، وهجومهم على الطرق الصوفية وانتقادهم لزواياها واعتراضهم على الأضرحة وغلو الناس فيها، وما يساق لها من القرابين والنذور”.
وبعد انتقاله إلى الدار البيضاء والتحاقه بسلك التعليم، بدأ الشيخ محمد زحل مسيرته الدعوية فكان نشاطه مكتظا بالمحاضرات والدروس في المساجد والأندية ودور الشباب والجمعيات الثقافية. وإلى جانب نشاطه الدعوي والتعليمي تولى الخطابة في العديد من المساجد.
يروي زحل أنه شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب في مسجد الفوارات بالدار البيضاء، وشرح صحيح الإمام مسلم على امتداد سنتين في جامع الشهداء الذي كان يخطب فيه الجمعة أيضا. وعلى امتداد 13 عاما درّس الشيخ زحل صحيح البخاري في جامع عين الشق العتيق.
في أوائل سبعينيات القرن الماضي شارك الشيخ محمد زحل في تأسيس الحركة الإسلامية بمعية عبد الكريم مطيع وإبراهيم كمال وعبد اللطيف عدنان وعلال العمراني وعمر عصامي وإدريس شاهين وآخرين.
وفي عام 1984 أسس زحل مجلة “الفرقان” وتولى إدارتها لعشر سنوات بمعية الدكتور سعد الدين العثماني الذي يشغل حاليا منصب رئيس الحكومة المغربية.
كما عمل في جمعية “أنصار الإسلام” صحبة الفقيه العلامة محمد مفضال السرغيني والأستاذ محمد الجبلي، وعمل أيضا في جمعية شباب الدعوة الإسلامية.
نال الشيخ زحل عضوية رابطة علماء المغرب، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وشارك في مؤتمرات علمية وثقافية في الداخل والخارج.
الوفاة
توفي الشيخ محمد زحل يوم 23 غشت 2017 في مدينة الدار البيضاء المغربية عن عمر ناهز 74 عاما.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M