العلماء في مواجهة تغول الفايد..

13 فبراير 2023 20:32
إذا لم أستهلك الحليب فمن أين أحصل على الكالسيوم؟ - الدكتور محمد فائد

هوية بريس – يونس فنيش

في غالب الأحيان، لما يكثر خصوم شخص ما معزول وحيد، لا يتخلف كتاب الرأي الموضوعيين للدفاع عنه إن كان لا مبرر معقول للتهجم عليه. ولكن الحالة التي أمامنا مختلفة تماما لأنها تضعنا أمام شخص مخطىء، في موقع قوة إعلامية رهيبة، يتهجم على أعداد كبيرة على حق ولكن في موقع ضعف… ولكن يبقى الثابت هو واجب الدفاع عن أصحاب الحق بغض النظر عن وضعية الغالب أو المغلوب. طيب.

الرأى بكل وضوح أن الناس في حاجة كبيرة إلى علماء الحديث و التفسير المغاربة الأجلاء المعتبرين، و ليسوا في حاجة ملحة جدا إلى ما يقدمه دكتور الأعشاب محمد الفايد، فاستعمال الأعشاب في الطعام، مثلا، قد لا يحتاج لدكاترة بل فقط لتجربة راكمها المغاربة عبر القرون، و دكتور الأعشاب الفايد لا يخترع شيئا بل فقط يسميها بحروف معقدة إفرنجية أو إنجليزية اخترعها غيره، وذلك ربما لتعظيم تخصصه و إثارة إعجاب البسطاء الطيبين عبر إلقاء خطابات شفوية بنكهة دينية على اليوتوب لجلب المعجبين و المتفرجين و المتابعين. و الله أعلم.

العلم يزيد صاحبه تواضعا ولكن التكبر الذي بدا من كلام محمد الفايد مؤخرا يغذي فكرة أنه فقد تواضعه مع تزايد شهرته، عكس علماء التفسير المغاربة الأجلاء المعتبرين الذين ردوا عليه بمنتهى التواضع و الأدب و الحكمة و البصيرة قدر المستطاع.

هذا يعني أن الدكتور الفايد ليس بعالم بل فقط متخصص في أنواع الأعشاب تعاظمت أنانيته إلى درجة أفقدته توازنه؛ و الله أعلم. كل دكتور له اختصاص في مادة ما و ليس في كل المواد بلا استثناء. فأن يخوض في التراث و في علم الحديث و هو ليس أهلا له، فهذا شيء صراحة عجيب غريب.

و بالمناسبة، إذا كان الفايد متخصص في أنواع الأعشاب فلدينا دكتور معروف أيضا في تخصص فن العيطة و هو تخصص نادر أيضا، ولكنه دكتور محترم لم يتطاول على تخصصات غيره من أجل الشهرة، و لاشك أن لدينا دكاترة في تخصصات أخرى نادرة أيضا.

كان على دكتور الأعشاب محمد الفايد على الأقل أن يفرق بين فقهائنا الطيبين و حفظة القرآن الكريم الذين حفظ الله الذكر في صدورهم، و علمائنا المعتبرين الأجلاء في التفسير و الحديث، و أما أن يخبط خبط عشواء و يخلط كل المفاهيم الحضارية كما يخلط أعشابه التي لن تؤخر أجلنا ولو بجزء ثانية واحدة، فهذا صراحة من الغباء و التيهان و الجهل المبين. و معذرة على الصراحة.

الحمد لله على علمائنا في الحديث و التفسير، و هذا لا يعني أنهم منزهين عن الخطأ، الحمد لله أنهم متواجدين بيننا كل حسب توجهه و المدرسة التي استلهم منها علمه، و كل عاقل أراد جوابا في شؤون دينه يسألهم فيقدمون له الإجابة، فيأخذ ما أراح قلبة و يترك ما لا يطمئنه، ولكن في كل الأحوال يحترمهم لأن علم الحديث و التفسير ليس في متناول كل من هب و دب.

و لكن هذا الرأي لا ينفي صواب الدكتور محمد الفايد الذي يؤكد بأن نظامنا الغذائي هو الأفضل، خاصة طاجين الخضار و المرق مع زيت الزيتون و التوابل. فحبذا لو أتحفنا الدكتور الفايد بتقديم برنامج لشرح طريقة تحضير الطواجين المفيدة للبشر، لأن ما يقوله عن ضرورة تجنب بعض الأطعمة المعلبة شيء يعلمه جميع سكان الكرة الأرضية بدون استثناء، مع الشكر مسبقا. و الله أعلم و الحمد لله وحده على نعمة الإسلام و رحم الله ضعفنا و تجاوز عنا تقصيرنا.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. تحية لصاحب المقال، لقد عريت هذا الشخص المتطاول على الطب وهو ليس بطبيب، والذي يوظف الدين لإقناع الناس باشياء خطيرة. أليس هو الذي أفتى لمرضى السكري، بأن يصوموا، ولا يخافوا، مدعيا أن الصوم “معجزة ربانية”. وكانت تلك أكبر زلاته وهرطقاته على الإطلاق. إنه يستغل ضعف الناس البسطاء، وجهلهم، ليوسع من شهرته التي أضحت تدر عليه المال.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M