الكنبوري: إنه أمر محزن أن تقع شابة واعدة مثل “سارة حجازي” فريسة لـ”ذئاب الإلحاد” و”ذئاب السياسة” و”تجار الدين”

16 يونيو 2020 22:18

هوية بريس – عابد عبد المنعم

تعليقا على حادث انتحار المصرية “سارة حجازي”، قال إدريس الكنبوري “ذكرني الفيسبوك هذا الصباح بتدوينة كتبتها في مثل هذا اليوم العام الماضي عن الإلحاد، ولم أكن على اطلاع على خبر انتحار شابة مصرية ملحدة أمس كانت تدافع عن “حقوق” الشواذ.

إسم الشابة حجازي. عمرها 30 سنة. حسبما نشر عنها وحسب صورها كانت مسلمة حتى سنوات قريبة، وكانت تضع الحجاب، لكنها تخلت عن كل شيء وصارت ملحدة ثم أصبحت من المدافعين عن “حقوق” الشواذ. اعتقلت عام 2017 في مصر وبعد خروجها من السجن غادرت إلى كندا، وفي الأخير انتحرت وحيدة تاركة ورقة صغيرة مكتوب عليها كلمات مؤثرة: “التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقاومها، سامحوني”.

وعلق المفكر المغربي على رسالة سارة إلى العالم بقوله “كلمات تنطق بكل شيء. يكون الملحد مسرورا وسط الجماعة (لا أقول سعيدا)، كلما اشتد الزحام وابتعد عن مواجه نفسه ولم يكن لديه وقت للنظر في المرآة كلما كان غير واع بمأساته، لكن ما إن يصبح وحيدا حتى يستفيق بداخله الشعور بالمحنة، لذلك كان الموت دائما هاجسا للبشرية، لأنه الشيء الوحيد الذي لا يمكن للإنسان أن يعيشه إلا فردا، حتى وإن أحاط به سكان مدينة كاملة يكون وحيدا وسط مدينة موحشة”.

وأضاف الكنبوري في تدوينة على صفحته بالفيسبوك “في الصورة هنا، سارة حجازي مع الكاتب المصري سيد القمني، الذي لا علاقة له بالمعرفة وإنما يؤدي مهمة ويعلنها على الملأ، أنه لا يؤمن وأنه كافر وهناك مشاهد فيديو يسخر فيها من الذات الإلهية وهو في حالة سكر، لكن أيضا يتسلل من الإصلاح الديني ونقد التراث بينما هو يحمل في عقله وسخا لا يُزال. الصورة معبرة لأن سارة حجازي عندما كانت مراهقة وتضع الحجاب ربما تأثرت بكلام ذلك الشخص، وكان هناك من استقطبها إلى الإلحاد وأثر على دماغها الهش فزرع فيه فكرة الإلحاد. ولكن يبدو أنها سقطت ضحية جماعة من الذئاب أيضا في النهاية، فاصطدمت بالواقع المر والعزلة وتنكر الجميع لها، لتختار الانتحار.

إنه أمر محزن حقا أن تقع شابة جميلة وواعدة فريسة لذئاب الإلحاد وذئاب السياسة وتجار الدين الذين يتلقون ثمنا مقابل التحريض عليه، ويتقاضون عن كل شخص أقنعوه بالتخلي عن دينه عموله لا تقدر بثمن”.

وكشف الكنبوري أن “الإلحاد تجربة مريرة وقاسية داخليا، حتى وإن أظهر الملحد عكس ذلك. دليل هذا أنه يحقد ويسخط على الدين كتعويض على قساوة الإلحاد. لكن أخطر تجربة في الإلحاد هي الفكرة المثالية التي يبنيها الملحد ويعيش على بريقها، لأنه لا يمكن العيش بدون فكرة مثالية. وعندما تسقط تلك الفكرة المثالية ينهار الشخص مهزوما. الفكرة المثالية الثابتة الوحيدة التي لا تتغير مهما كانت الظروف هي الإيمان بالخالق، يمكن للإنسان أن يومن بالخالق ويصنع تحت سمائه ما يشاء إلى أن يقطع النهر، لكن تحت الإيمان لا يوجد سوى الفراغ القاتل”.

وختم الكنبوري تدوينته حول موضوع انتحار المصرية سارة بقوله “الشباب في العالم العربي يمكنه أن يتمرد، أن يغضب، أن يثور على التقاليد والسياسة وكل شيء، لكن يمكنه أن يفعل ذلك ودينه معه. ما يحاول بعضهم أن يختلقه للشباب من أن التمرد يجب أن يبدأ من الدين كذب وخديعة. حتى لو كنت متمردا وتطير في الهواء لن تكون أكثر من أبي ذر الغفاري في تمرده، لكن الغفاري فعل كل ما لا تستطيع أنت وجيلك أن يقوم به، وهو متسلح بدينه.

ليجرب هؤلاء الشباب هذا النوع من التمرد، ليروا ردود فعل هؤلاء المتمردين بالإلحاد”اهـ.

تجدر الإشارة إلى أن الملحة المصرية التي نصبت نفسها مدافعة عن اللواط كانت مقيمة فى كندا، وأنهت حياتها بإقدامها على الانتحار، تاركة وراءها رسالة إلى أخوتها وأصدقائها عن قسوة تجربتها الحياتية التى لم تتحمل مقاومتها.

WhatsApp Image 2020-06-14 at 3.00.00 PM

 

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. يكون الشخص عاديا حتى إذا ما أعلن الكفر أو الإلحاد، تسلط عليه الأضواء و يتلقفه الأعداء و يزينون له سوء عمله و يغدقون عليه فكلما إيزداد كفرا و إلحادا زادت شهرته و المروجين له فلا يستطيع العودة و مراجعة الذات.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M