الوزير السابق خالد الصمدي يدخل على خط “وضعية امتحان التربية الإسلامية”

01 يونيو 2023 17:16

هوية بريس – د.خالد الصمدي

عود إلى الديداكتيك

طافت في وسائط التواصل الاجتماعي وضعية مشكلة في اختبار من اختيارات مادة التربية الإسلامية وسط تباين في المواقف منها موضوعا وصياغة بين من اعتبرها خارج السياق وتروج للإبراهيمية، وبين من اعتبرها وضعية بيداغوجية سليمة تتوفر فيها الشروط البيداغوجية والعلمية اللازمة،

وإذا كانت الغاية من التدريس بالوضعيات تتمثل في تدريب التلاميذ على التعامل مع الفكر المخالف في واقعهم المعيش، وتنمية قدرتهم على التحليل والنقد، وتعبئة الإسناد النصية من القرأن والسنة والقواعد الفكرية والمنهجية المكتسبة في الحجاج والإقناع، وهي غايات محمودة في مادة يتوق الجميع أن تكون مضامينها متفاعلة مع الواقع وغير منفصلة عنه.

فإن هذه الغايات المحمودة تقتضي الدقة والحذر لأن الشرط في نجاح ذلك توفر الوضعية على جملة من المواصفات الملائمة لكفايات الفئة المستهدفة المعرفية والمهارية وخصائصها النفسية والاجتماعية وسياقها المرتبط بواقعهم، فإذا غابت هذه الشروط أصبحت الوضعية المشكلة مشكلة تدخل التلاميذ في دوامة من الشبهات حين لا يقدر عدد منهم على معالجتها بالرصيد المعرفي والمهاري والوجداني الذي يتوفرون عليه (مع الأخذ بعين الاعتبار ضعف مستوى المتعلمين المعرفي واللغوي) أو لكونهم يعتبرونها إشكالية متوهمة، أو إشكالية لا علاقة لها بواقعهم والسياق الذي يعيشون فيه، أو إشكالية مركبة (معادلة بمجاهيل متعددة) تحتاج إلى مستوى أعلى من الكفايات المعرفية والمهارية، أو إشكاليات موجودة لكنها لا تشكل بالنسبة للمتعلم أولوية فيشعر بنوع من البرود في التعاطي معها، ولا يرى جدوى من تعبئة طاقاته للاشتغال بها.

وحين يجد التلميذ نفسه أمام وضعية من هذا النوع فإنه يقف عاجزا بما يملك من موارد عن الخوض فيها، بل ويمكن أن تفتح أمامه أسئلة جديدة لا متناهية فتحدث لديه نكوصا وعجزا لا ينسبه إلى نفسه وإلى عدته المعرفية ومهاراته العملية في الغالب، بقدر ما ينسبه إلى عجز المرجعية التي يحملها عن التفاعل مع قضايا الواقع ومستجداته.

وهذا يقتضي من السادة الكرام المؤطرين التربويين والأساتذة الفضلاء على حد سواء أن يدققوا في المواصفات العلمية والبيداغوحية التي ينبغي أن تتوفر في الوضعية وبناء شبكة للمعايير التي ينبغي الاشتغال على إعدادها، بل وتوفير بنك من الوضعيات المناسبة التي يمكن أن يسترشد بها المدرسون، ويشتغلوا عليها في التكوين الأساسي والمستمر حتى تؤدي الوضعيات وظيفتها الفضلى في العملية التعليمية، وحتى لا تتحول الوضعية المشكلة إلى إشكالية تتناسل حتى تستعصي على الحل.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M