بسبب أضراره على المستخدمين.. المُبلِّغة “هوغن” تدعو إلى معاملة فيسبوك مثل شركات التبغ

هوية بريس – وكالات

“عندما أدركنا أن شركات التبغ كانت تخفي الأضرار التي تسببت بها اتخذت الحكومة إجراءات، وعندما اكتشفنا أن السيارات كانت أكثر أماناً باستخدام أحزمة الأمان اتخذت الحكومة إجراءً، أناشد الحكومة أن تفعل الشيء نفسه هنا”.

كان ذلك من بين أقوى ما جاء في شهادة المبلغة فرانسيس هوغن المهندسة السابقة فيي فيسبوك، أمام لجنة التجارة في مجلس الشيوخ الأميركي أمس الثلاثاء 5 أكتوبر، في إطار ” جلسة استماع”، عقدت بعد تسريبات قامت بها تلك المهندسة التي عملت في السابق بفيسبوك.

غادرت فرانسيس هوغن شركة ” فيسبوك” في ماي، غير أنها حملت معها الآلاف من الوثائق الداخلية للشركة وأرسلتها خصوصا إلى صحيفة وول ستريت جورنال.

تلك الوثائق استثمرتها الصحفية، التي كشفت في مقال لها في شتنبر الماضي، أن الشركة كانت تنجز بحوثا حول شبكة انستغرام التابعة لها منذ ثلاث سنوات لتحديد تأثيراتها على المراهقين.

وخلصت تلك البحوث إلى أن 32 في المئة من الفتيات المراهقات شعرن بأن استخدام انستغرام منحهن صورة أكثر سلبية عن جسدهن فيما لم يكنّ راضيات أصلا عنه.

وأكدت هوغن خلال مقابلة مع برنامج ” 60 دقيقة ” على شبكة ” سي بي سي”، الأحد الماضي، “إنّ فيسبوك يفضل الربح المالي على سلامة المواطنين، وإن خوارزميات التطبيق تنشر المعلومات المضللة وخطاب الكراهية، وكل البيانات التي تثير ردود فعل غاضبة في سبيل إبقاء المستخدمين قدر الإمكان داخل التطبيق”.

وشددت المبلغة البالغة من العمر 37 عاما، على أنها تكون لديها الانطباع بأنه “في مواجهة تضارب المصالح بين أرباحها وحماية المستخدمين، كانت فيسبوك تختار أرباحها”

وقارنت هوغن عن مثولها أمام مجلس الشيوخ، بين أضرار وسائل التواصل الاجتماعي وصناعة التبغ وصناعة السيارات، وعندما سئلت حول دواعي ربطها بين الخضر الذي يمثله فيسبوك والتبغ، أجابت “إن الدماغ يفرز الدوبامين، وهو المسؤول عن الانتعاش، وعند حصول الشباب على تعليقات وإعجابات ينالون القدر نفسه من الدوبامين، مما يدفعهم إلى الاستمرار وعدم مغادرة التطبيق”.

وشددت على أنه فيسبوك، رفض بشكل قاطع، وضع سياسات من أجل الحد من الآثار السلبية لتطبيقاته، مادام ذلك سيؤثر على ” التزام” المستخدمين أو يضر بالإحصائيات ذات الصلة بالتفاعل.

ودعت هوغن أمام اللجنة إلى فرض الشفافية على شركة فيسبوك، وضبط استعمال خوارزميات ترتيب المحتويات، داعية في الوقت نفسه، إلى السقف الأقصى لسن المستخدمين إلى 16 أو 18 عاما.