بسبب ترامب.. مركز بحثي أميركي يرفض تمويلا إماراتيا

25 يناير 2019 23:27
بسبب ترامب.. مركز بحثي أميركي يرفض تمويلا إماراتيا

هوية بريس – وكالات

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن مركز التقدم الأميركي للأبحاث سينأى بنفسه عما وصفها بالأنظمة الاستبدادية بسبب الشكوك بشأن موقف الرئيس دونالد ترامب منها.

وعلمت الصحيفة أن المركز -وهو من أبرز المراكز البحثية الليبرالية في واشنطن- لم يعد يقبل تمويلا من الإمارات العربية المتحدة.
وأشار المركز إلى أنه يقصي نفسه عن الحكومات التي يراها مناهضة للديمقراطية عبر العالم، في مسعى منه للنأي بالنفس عن الأنظمة الاستبدادية التي أقامت معها إدارة ترامب علاقات وطيدة.

ويقول متحدث باسم المركز للصحيفة “مع ارتفاع المد غير الديمقراطي عبر العالم، والتساؤلات بشأن إلى أي جانب يقف ترامب، يتعين على جميع الأميركيين أن يتخذوا خطوات إضافية ويوضحوا أين يقفون”.

ووفق وثائق حصلت عليها الصحيفة، فإن الخطوة التي أقدم عليها المركز برفض التمويل الإماراتي بدأت في يونيو/حزيران 2018 -قبل مقتل خاشقجي- وانتهت في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأكد المتحدث أن هذا التمويل لم يؤثر قط على موقف المركز أو سياساته، لكن الجميع هنا يقر بأن هذا هو الصواب.

وتشير الغارديان إلى أن إلى خطوة المركز تأتي في خضم التدقيق المتزايد في الروابط المالية بين الحكومات المستبدة ومراكز البحث المؤثرة في العاصمة الأميركية.

وكان المركز قد أدرج تمويلا من السفارة الإماراتية يتراوح ما بين 500 ألف دولار ومليون كأعلى قيمة تمويل من متبرعيه.

وشكك التقرير الأخير لموقع “إنترسبت” بمدى تأثر مركز التقدم الأميركي بالعلاقة مع الإمارات في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خشقجي، رغم أن المركز أدان الجريمة ودعا إلى محاسبة السعودية.

يشار إلى أن مركز التقدم الأميركي الذي أسسه عام 2003 جون بوديستا كبير موظفي الرئيس الأسبق بيل كلينتون، برز إبان إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وتقول الغارديان إن المراكز البحثية الأخرى في الولايات المتحدة واجهت أيضا انتقادات لتلقيها أموالا من الإمارات وإقامة علاقات وطيدة مع سفيرها يوسف العتيبة الذي اكتسب شهرة كشخصية مؤثرة في العاصمة الأميركية.

وتضيف الصحيفة أن الروابط المالية مع الإمارات باتت مصدر قلق للعديد من المراكز البحثية الأميركية، بسبب ارتباط الإمارات بانتهاك حقوق الإنسان، وشراكتها الوطيدة مع السعودية ودورهما في الحرب باليمن.

وتتابع أن الإمارات معروفة بإنفاقها المتعمد في واشنطن بهدف خلق بيئة ودية، وبالتالي تحقيق أهدافها الإستراتيجية.

لكن اغتيال خاشقجي شكل انقلابا في كل ذلك، لا سيما أن المنتقدين دعوا المراكز البحثية الأميركية والجامعات إلى تبني “التعهد بالديمقراطية” برفض الأموال السعودية والإماراتية.

يشار إلى أن السفير الإماراتي العتيبة لعب دورا هاما في تقديم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي تعتقد المخابرات الأميركية أنه أمر باغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في أكتوبر الماضي.

وكانت الإمارات أيضا قد لعبت دورا هاما -وفق الغارديان- في إستراتيجية ترامب تجاه الشرق الأوسط، في محاولة لعزل إيران.

وتقول الصحيفة إن الدور المحوري الذي قامت به الإمارات والسعودية في التأثير على سياسة ترامب الخارجية، قد قوبل بمزيد من التدقيق بسبب العلاقات التجارية والشخصية بين أعضاء دول الخليج وتلك الموجودة في الدائرة الداخلية للرئيس، بما في ذلك صهره ومستشاره جاريد كوشنر.

وبتعزيزها لنفوذها في واشنطن، تمكنت الإمارات من حماية نفسها من التدقيق بشأن دعمها للقصف السعودي في اليمن، حيث يعتقد الخبراء أن الحرب قد تخلف قريبا 14 مليون شخص على حافة المجاعة، وفقا للغارديان.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M