بعد انتهاء عهد راميد.. ارتباك فـي تنزيل وتعميم ورش الحماية الاجتماعية

29 سبتمبر 2023 15:57
ملايين المستفيد من راميد تم إقصاؤهم بسبب عتبة السجل الاجتماعي

هوية بريس-متابعات
استبشرت‭ ‬الفئات‭ ‬المعوزة‭ ‬خيرا‭ ‬بعد‭ ‬تفعيل‭ ‬ورش‭ ‬تعميم‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انتقال‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬«راميد»،‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬عن‭ ‬المرض،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬وكل‭ ‬المزايا‭ ‬التي‭ ‬يتيحها‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مشروع‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬تفعيله‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التعليمات‭ ‬الملكية‭.‬
بعض‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفرح‭ ‬تبخر‭ ‬لدى‭ ‬فئة‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬«راميد»‭ ‬بشكل‭ ‬مجاني،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مدة‭ ‬صلاحية‭ ‬بطاقتهم‭ ‬انتهت‭. ‬ نفس‭ ‬الأمر‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬الأشخاص‭ ‬غير‭ ‬المتزوجين،‭ ‬والذين‭ ‬لا‭ ‬يتوفرون‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬قار‭. ‬العمال‭ ‬الموسميون،‭ ‬الباعة‭ ‬المتجولون،‭ ‬ماسحو‭ ‬الأحذية،‭ ‬الإسكافيون‭.. ‬والفلاحون‭ ‬الصغار،‭ ‬وفئات‭ ‬العاطلين‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يمارسون‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬مهني،‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يواجه‭ ‬فيه‭ ‬آخرون‭ ‬مشكل‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬الواجبات‭ ‬الشهرية‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬الأساسي‭ ‬عن‭ ‬المرض‭.‬
وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أقر‭ ‬فيه‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش،‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬العمومية‭ ‬الشهرية‭ ‬بمجلس‭ ‬المستشارين‭ ‬(الثلاثاء‭ ‬10‭ ‬يناير‭ ‬2023) بأن‭ ‬الحكومة‭ ‬«نجحت‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬وقبل‭ ‬انقضاء‭ ‬سنة‭ ‬2022،‭ ‬في‭ ‬تعميم‭ ‬وتوسيع‭ ‬خدمات‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬عن‭ ‬المرض،‭ ‬لتمكين‭ ‬كل‭ ‬المغاربة،‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة،‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬تغطية‭ ‬صحية‭ ‬موحدة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬فئاتهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬المهنية،‭ ‬وفي‭ ‬ظرف‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬انتقل‭ ‬العدد‭ ‬الإجمالي‭ ‬للمؤمنين‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬7,8‭ ‬مليون‭ ‬فرد‭ ‬إلى‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬23,2‭ ‬مليون‭ ‬من‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬المغاربة‭ ‬(بإضافة‭ ‬3,68‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬غير‭ ‬الأجراء‭ ‬وذوي‭ ‬حقوقهم‭ ‬و9,4‭ ‬مليون‭ ‬من‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬AMO-TADAMON)»،‭ ‬فند‭ ‬الواقع‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬تنزيل‭ ‬مشروع‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬متعثرا،‭ ‬ويعاني‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الثغرات،‭ ‬والمشاكل،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ضعف‭ ‬آليات‭ ‬الحكامة‭ ‬والتنسيق‭ ‬المؤسساتي‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أفادت‭ ‬فاطمة‭ ‬التامني،‭ ‬النائبة‭ ‬البرلمانية‭ ‬عن‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬بأن‭ ‬المعطيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬باستفادة‭ ‬المواطنين‭ ‬المعوزين‭ ‬بعد‭ ‬تعميم‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬شبه‭ ‬منعدمة،‭

مشيرة،‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬بخصوص‭ ‬حاملي‭ ‬بطاقة‭ ‬راميد،‭ ‬حيث‭ ‬هناك‭ ‬أشخاص‭ ‬لديهم‭ ‬إمكانيات،‭ ‬ويتوفرون‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬البطاقة،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬تمنح‭ ‬لبعض‭ ‬المحتاجين‭ ‬لنظام‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬شكاياتهم‭.‬
وأضافت‭ ‬المتحدثة‭ ‬ذاتها،‭ ‬«أنه‭ ‬بعد‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬القانون،‭ ‬والانتقال‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬المساعدة‭ ‬الطبية‭ ‬«راميد»،‭ ‬إلى‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬عن‭ ‬المرض،‭ ‬ظهر‭ ‬مشكل‭ ‬الاشتراكات‭ ‬المادية‭ ‬الشهرية‭ ‬لدى‭ ‬البعض،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يراعي‭ ‬القانون‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬المدخول‭ ‬غير‭ ‬القار،‭ ‬والذين‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬استطاعتهم‭ ‬دفع‭ ‬تلك‭ ‬الاشتراكات‭. ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬القوانين‭ ‬لم‭ ‬تستوعب‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬حول‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لازالت‭ ‬مطروحة،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬مدى‭ ‬استيعاب‭ ‬البنية‭ ‬الصحية‭ ‬للفئات‭ ‬المستفيدة،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬مرتبط‭ ‬بالسجل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬لازالت‭ ‬معطياته‭ ‬غير‭ ‬متوفرة‭.‬
التامني‭ ‬أثارت‭ ‬أيضا‭ ‬التداعيات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لزلزال‭ ‬الحوز،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬استفادة‭ ‬تلك‭ ‬الفئات‭ ‬الهشة،‭ ‬المستضعفة،‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتغطية‭ ‬الصحية‭.‬

(أنفاس بريس)

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M