تبارك الله على وليدات المغرب

27 نوفمبر 2018 22:10
تبارك الله على وليدات المغرب

هوية بريس – الحبيب عكي

تبارك الله على وليدات المغرب، وعلى إنجازاتهم المبهرة والمسترسلة في مختلف المسابقات والتحديات وفي مختلف الأمصار والأقطار، طفلة تفوز بالتحدي العربي للقراءة (مريم.أمجون)، وطفلة أخرى تفوز بتحدي الحساب الذهني في تركيا(ملاك.بلعربي)، وطفل يفوز بمواهب القرآن الكريم في البحرين (حمزة.وراش)،  وآخر بأحسن صوت عربي في الغناء (حمزة.لبيض)، وقبلهم في المسابقة الدولية في التجويد الشابة (هاجر.بوساق) والشابة (حسناء.خولالي) في ماليزيا، وشاب يفوز بجائزة أحسن منشد عربي في الشارقة(ياسين.لشهب)، وشاب يحصل على أكبر معدل باك في إيطاليا (محمد.مصدق)، وشابة مغربية أخرى في نفس التفوق في فرنسا (مريم.بورحايل)، وفي الرياضة الشاب (اسماعيل.بكاري) في الفيتنام، والشابة (فاطمة الزهراء أبو فارس) في الأرجنتين، وشابة أخرى تفوز بالمسابقة العالمية للاختراع في كوريا (ليلى.صدقي) وشاب آخر بسبع ميداليات وبراءات اختراع (ماجد.بوعزاوي)،  والدكتور (عثمان.الرمال)، والعالم (أحمد.الريسوني)..، وطفل و طفلة.. وشاب وشابة، ورياضي ورياضية، وفنان وفنانة، وعالم وعالمة، ومخترع ومخترعة، وروائي وروائية، وبرلماني وبرلمانية، ومقاول ومقاولة…، وكلهم ما شاء الله يجسدون الفخر والاعتزاز الذي فينا، ويحيون ذلك النبوغ المغربي المعهود والمفقود أو يكاد؟؟.

تبارك الله على وليدات المغرب، الذين يتحدون كل السياسات العمومية والظروف الاجتماعية والتي لازالت تحاول مع الأسف تقييد ممكنات المغاربة واحتقار ذكائهم وتجاهل مواهبهم، بما أنتجته ولازالت تنتجه من ثقافة الضحل العلمي والهدر المدرسي، وثقافة الاستهلاكية والانتظارية والبطالة المقنعة، والانحراف القيمي والمخدراتي المتمثل في ظاهرة  “التشرميل” والوقوع في حبائل بعض السلوكات الهدامة والشبكات والعصابات المدمرة؟؟، لكنه رغم كل ذلك لم يستسلم الأبطال المغاربة بل خرجوا من عنق الزجاجة، فكدوا واجتهدوا ونبغوا وتألقوا واحترقوا خارج الصندوق تألق واحتراق الجمر من تحت الرماد؟؟.وها هو نبوغهم وتألقهم في كل مرة يساءل الحكومات المتتالية والسياسات المختارة عما أعدت لهم ولغيرهم من الأطفال الصاعدين والشباب المتأزمين والأدمغة المهاجرة والطاقات الكامنة، وكلها في الأصل لذوي ممكنات هائلة وطاقات مبدعة خلاقة، يمكن أن يطلقوها لصالح البلاد ويسخروها لخير العباد، لو تحسنت الظروف فأصبحوا يحظون ببعض العناية والتشجيع ومن حقهم، أو فقط بمجرد الاعتراف والإيمان في قدرات وممكنات الإنسان المغربي الذي مع الأسف يضطر إلى فرض اسمه في الخارج حتى يعترف به الداخل؟؟.

تبارك الله على وليدات المغرب، منذ عقود، نجح البطل العالمي سعيد عويطة في سباق مسافة 1500 متر، والبطلة العالمية نوال المتوكل في مسافة 400 متر حواجز، نجحوا في لوس أجليس وفازوا بالذهب لسنوات وسنوات، فأيقظوا بنجاحهم همة المسؤولين ليؤسسوا لهم مدرسة وطنية للعدو الريفي وألعاب القوى، دبت في جامعتها الوطنية حركية شبابية واسعة، وانخرطت فيها عبر التراب الوطني فئات كبيرة من الشباب، وتخرج منها أبطال وبطلات كثيرات تمكنوا من التألق والاستمرار في رفع علم البلاد لعقود وعقود، قبل أن يعلوها اليوم غبار الفتور والإهمال من جديد أو على الأصح غول الريع والسمسرة والإفلاس؟؟، أفلا يستحق منا هذا الوطن دولة وحكومة ومستثمرين ومجتمع مدني، مثل هذه المدارس والجامعات والمعاهد والأكاديميات في مختلف المجالات ولمختلف الأبطال وفي مختلف الجهات والأقاليم، تعمل في كل حين على حفظ واستمرار النبوغ المغربي وشحذ همته وتجديد مواهبه ونجاحاته، فإذا بأكاديميات القراءة والإبداع و معاهد التقنية والاختراع، ومحترفات السينما والمسرح..، إلى غير ذلك من معاهد وكليات الاستثمار في الاقتصاد المعرفي والزاد الحقيقي لتنمية الإنسان المغربي، وهو الباب المشرع لتخريج شباب يليق بهذا الوطن يكون عدته المؤكدة في تجاوز أعقد الأزمات وتحقيق أفضل المآلات؟؟.

ولكن، تبارك الله على وليدات المغرب، الذين عرفوا كيف يؤسسون لهم ولأبنائهم مدارسهم الخاصة، خارج التيه والتفاهة، فكونوا أنفسهم بأنفسهم وبكل عصامية داخل الكليات المتاحة وخارجها، وهم الآن يعتزون بانتمائهم الوطني، ويصرون في كل المحافل الدولية على رفع علم بلادهم عاليا خفاقا، ليس في الفن والرياضة فحسب فهذا كثير ومعتاد، بل أيضا في الأدب الروائي والاختراع العلمي والتحصيل الموسوعاتي، والتمثيل النيابي في دول المهجر والتسيير المؤسساتي والمقاولاتي الرفيع، وليس الأمر يقتصر على الكبار أوعلى الرجال فقط، بل هو منتشر في صفوف الرجال والنساء والكبار والصغار على السواء، فتحية لأبناء بلدي الحبيب الذين يعتبرون قيمهم وأخلاقهم سر تفوقهم ونجاحهم، وبها يبرون أسرهم وآبائهم وأمهاتهم دون تنازع ولا عقوق، لا يكلفونهم فوق طاقتهم ولا يبخسونهم مجهودهم من أجلهم، بل يعتزون به ويتخذونه أحسن عون لهم يجابهون به كل الظروف الخارجية والإمكانيات المادية، وما نجح شاب إلا بنجاح أسرته في تشجيعه واحتضانه، وما فشل وسقط إلا بفشل وسقوط أسرته في اكتشاف مواهبه والاعتراف بها وتثمينها وصقلها، فتحية لكل الأسر المغربية التي تستثمر في أبنائها وتوفر لهم قدر المستطاع ما في وسعها من هواء نقي غير ملوث به يحيون، وقيم بناءة غير هدامة..قيم التميز والتفوق والإبداع؟؟

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M