تحديات التعليم عن بعد.. أين المبادرات المجتمعية؟

08 سبتمبر 2020 23:44
تحديات التعليم عن بعد.. أين المبادرات المجتمعية؟

هوية بريس – ذ.حماد القباج

من الصعب الاقتناع بأن المسؤولين الذين ائتمناهم على تعليم أولادنا، وكافة المتدخلين؛ لا يمكنهم مجتمعين وضع خطة متكاملة لإنجاح عملية #التعليم_عن_بعد، وتجاوز عقباتها..
مؤسف حقا عدم وجود سياسة وطنية شاملة وتشاركية تقودها الوزارات المعنية.. بل نلاحظ غياب الحد الأدنى من التنسيق المطلوب بين كافة المعنيين بحس وطني ومبادرات مبدعة.. الشيء الذي أوقع المسؤولين في ارتباك مؤسف..
لقد مللنا من التعبير عن الأسف على استمرار فشل مخططات النهوض بالتعليم.. الذي لم تزده الجائحة إلا رهقا وفشلا..
لكن السؤال اليوم:
أين المبادرات المجتمعية؟
أين النخب العلمية والمفكرة وأساتذة الجامعات؟
أين آلاف المؤسسات التربوية والتنموية؟؟
لماذا يتصرف كثيرون بمنطق: نفسي نفسي وكأننا في أرض المحشر؟؟
ما هذا التراخي المهول؟؟
تعليم أولادنا تعليما جيدا قضية وطنية.. قضية شرف وكرامة .. بالأمس تمكنت #النخبة_المغربية التي قاومت #الاستعمار من بلورة مشاريع واتخاذ مبادرات رائدة لما أدركت كذب المستعمر في مزاعم الإصلاح التي برر بها فرض #الحماية .. ولما رأت بأن الهدف الأكبر للإصلاح هو تعميق #الامتيازات_الاستعمارية؛ انتقلت من واقع “المطالبة بالإصلاح” إلى واقع “المطالبة بالاستقلال” ..
واتخذت مبادرات في مجالات حساسة كمجال التعليم .. في الجزائر أيضا: اخترق الوطنيون بقيادة عبد الحميد بن باديس حواجز المستعمر، وأنقذوا هوية ومستقبل البلاد بحركة تعليمية نجحت في تجاوز صعوبات هائلة .. فحافظت على الهوية من جهة والأمل في مستقبل كريم من جهة أخرى ..
أجل؛ بإمكان الأساتذة والمعلمين والأولياء وكافة المعنيين الأحرار أن يبدعوا ويتخذوا مبادرات وينسقوا بينهم لإنقاذ من يمكن إنقاذه من ضحايا هذا الفشل المتنامي..
“التعليم عن بعد” وسيلة أبدعت فيها أمم قبل الجائحة وبعدها.. واستعمالها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ممكن جدا..
مثلا في مؤسستنا #منتدى_إحياء: استطعنا أن نؤطر أزيد من 500 طالب وطالبة في إطار برنامج تعليمي عن بعد حقق أهدافه كاملة بفضل الله وتوفيقه .. وندرس الان إمكانية الاستفادة من هذه التجربة لدعم التلاميذ بمنهجية متدرجة ..
وهناك مبادرات ناجحة تحتاج إلى التعريف بها، والتنسيق فيما بينها .. إنها مبادرات جزئية وصغيرة؛ لكن أول الغيث قطرة ..
المجتمع الناجح هو الذي يستطيع دعم دولته في مراحل ضعفها .. لكن هذا المجتمع يحتاج إلى قيادات فكرية وعلمية وإبداعية لا تقف عند عتبة النقد؛ بل تتجاوزها إلى ابتكار الحلول والتضحية بالوقت والجهد والمال لإنجاحها في إطار القانون والمؤسسات..
أوجه نداء ملحا لكل القادرين على الإبداع وخلق المبادرات أن يبدعوا أفكارا، ويضعوا برامج إنقاذ قابلة للتنفيذ.. ويشاركوها مع الجميع.. والتضحية ببعض الوقت والمال للتعريف والتنسيق..
بدل أن تصرف جهدك في لعن الظلام؛ أشعل ما استطعت من الشموع..
الهدف: تقليل خسائرنا في أولادنا بسبب ضعف #تدبير_ملف_التعليم .. احتمال غلبة الفاشلين واليائسين في أجيال #مغرب_الغد مؤرق..
فاللهم ألهمنا خطة رشد وسبيل خلاص من هذا الفشل.. ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M