تعليقا على سلسلة بنكيران الدينية.. الكنبوري: الخطاب الدعوي للحركة الإسلامية فات زمانه بعد أن ضيعت رصيدها في السياسة

26 مارس 2022 11:34

هوية بريس – عابد عبد المنعم

شرع مؤخرا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، في بث حلقات دينية تحت عنوان “آية استوقفتني”، وتعليقا على هذه السلسلة التي بث منها بنكيران الحلقة الثانة مؤخرا قال د.الكنبوري “استوقفتني هذه الحلقات وتساءلت: لماذا العودة إلى القرآن في هذا الوقت؟”.

وأضاف المحلل السياسي المغربي “أعتقد أن بنكيران تذكر أيام الخطابة والدعوة؛ بعدما غرق في السياسة حتى الأذنين إلى درجة أن الناس لم تعد تعرف ماضيه الدعوي؛ وهناك جيل جديد لا يعرف فيه سوى السياسي المراوغ. لكن هل هو حنين إلى الجلسات التربوية؟ إلى ماضي الحركة الإسلامية التي فقدت رجلا هي التربية وأصبحت تمشي برجل واحدة هي السياسة؟ أم هو نوع من النقد الذاتي يمارسه الرجل بعد ممارسة سياسية طويلة لم تثمر؟”.

الكنبوري كشف في تدوينة على صفحته بالفيسبوك أن “من يعرف بنكيران يعرف فيه خاصية أساسية قد لا توجد في غيره؛ وهي الصدق؛ ولكن الصدق ليس من الضروري أن لا يصحبه نوع من التهور في المواقف السياسية.

والسؤال الذي يطرح: لماذا لم تستوقفك آيات كتاب الله عندما كنت في السلطة؟ كثيرون سيطرحون هذا السؤال على رجل كان رئيس حكومة في ظروف تكاد تكون مناسبة؛ وكثيرون يلاحظون أن حزب العدالة والتنمية مارس السياسة وهو في السلطة بنفس غير دعوي”.

واعتبر الكنبوري أن “ما يقوم به بنكيران اليوم هو بمثابة عودة إلى الثمانينات والتسعينات؛ عندما كانت الدعوة طريقا إلى السياسة؛ وكانت الحركة قنطرة إلى الحزب؛ وبعد التراجع الذي مني به الحزب وخفوت شعبيته بسبب عشر سنوات من السلطة ربما يحاول الرجل أن يعيد الكرة من جديد؛ أي إعادة الانطلاق من الدعوة مجددا بهدف إعادة إحياء المشروع السياسي؛ إلا أننا اليوم لسنا في التسعينات.

إنما الخطاب الدعوي للحركة الإسلامية فات زمانه بعد أن ضيعت رصيدها في السياسة؛ كما أن الدعوة اليوم تطورت وأصبحت صناعة وفنا؛ ولها مجالها وقنواتها؛ وهي اليوم بين خيار اللحاق بصناعة الدعوة بأسلوبها الجديد؛ أو خيار العمل السياسي دون خلطه بالدعوة؛ أي ممارسة الدعوة بالسياسة نفسها؛ عبر تقديم النموذج والتحلي بقيم الدين وتطبيقه بدل التبشير به. إن تطور علم الدعوة وتعدد روافدها وتحولها إلى صناعة لم يعد يسمح للحركة الإسلامية بالمنافسة”.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. لا يسمح للممارس سياسي (السياسي أ ل ممارس) بأن يكون له خطاب ثابت. كالأستاذ بعد الدرس بشغف في بيته الا انه عندما يلج الفصل يجد عوامل كثيرة مشوشة من أبواب النوافذ إلى حالة السبورة والطاولات إلى الإعاقة الإدراكية… فيغير خطابه التربوي ويتبنى الخطاب الاحتجاجي التظلمي…

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M