حرق 40 منزلا واستهداف مدنيين.. هجوم دام لمستوطنين على قرية بالضفة

13 أبريل 2024 05:15

هوية بريس – وكالات

يواصل مستوطنون بتواطؤ مع الجيش والشرطة الإسرائيليين هجومهم الذي بدؤوه، فجر الجمعة، على قرية المغير شرق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، والذي أسفر حتى ساعات المساء، عن مقتل شاب وإصابة عشرات الفلسطينيين فضلا عن حرق أكثر من 40 منزلا.

وحذرت فصائل فلسطينية من عواقب الهجمات على البلدات الفلسطينية بالضفة الغربية ودعت إلى النفير العام والتصدي له، مطالبين “المجتمع الدولي بفرض مقاطعة وعقوبات شاملة على جميع المستوطنات والمستوطنين”.

جاء ذلك في بيانات منفصلة لحركات “حماس” و”فتح” و”المبادرة الوطنية”، تعقيبا على هجمات للمستوطنين أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة العشرات في قريتي المغيّر ودير أبو فلاح، وبلدة دوما، وسط وشمالي الضفة.

وقالت “حماس”، في بيانها “في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الصهيوني المجرم حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة؛ تُطلق حكومة الإرهاب الفاشيّة العنان لقطعان المستوطنين الإرهابيين، لمهاجمة القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية”.

وأضافت أن “أسفر هجوم ميليشيات المستوطنين اليوم على بلدة المغير عن استشهاد مواطن فلسطيني، وجرح العشرات، وإحراق عدد من منازل ومركبات المواطنين، وتخريب ممتلكاتهم”.

وتابعت “هذه الهجمات المنظمّة والمتصاعدة، التي يتم تنفيذها تحت حماية الجيش الصهيوني، وبتوجيه مباشر من وزراء حكومة المستوطنين المتطرّفين؛ تندرج في سياق سعي الاحتلال المحموم للاستيلاء على مزيد من أراضي الضفة، وتهويدها، وطرد أصحابها منها، تحت وطأة الترهيب والقتل والمجازر، والتراخي الدولي عن وقف هذه الجرائم المستمرة”.

وطالبت الحركة، “المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بالوقوف عند مسؤولياتهم، والتحرك العاجل لوقف ما يتعرض له أهلنا في الضفة الغربية المحتلة من جرائم وانتهاكات على يد جيش الاحتلال ومليشيات مستوطنيه”.

ودعت الحركة الشعب والشباب في الضفة المحتلة إلى “الانتفاض والتصدي لإرهاب المستوطنين الفاشيين، والاستمرار في الاشتباك مع هذا العدو الذي لا يفهم إلا لغة القوة”.

من جانبها، قالت حركة “فتح” في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، إن “هذه الاعتداءات التي نجم عنها استشهاد مواطن، وإصابة العشرات، وحرق المنازل والممتلكات، تتم بتواطؤ مع جيش الاحتلال وشرطته”.

ودعت إلى “النفير العام، والتصدي لعدوان مستعمرين على قرية المغير، شمال شرق رام الله”.

وأضاف البيان، أن “عدوان المستعمرين الهمجي بتواطؤ مع جيش الاحتلال على قرية المغير، يتزامن مع العدوان المتواصل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية”.

وتابع أن ذلك “يؤكد المآرب التصعيدية لحكومة الاحتلال المتطرفة التي تسعى من خلال هذه المجازر الشنعاء إلى تطبيق مخططاتها الإبادية لوجود شعبنا الأزلي”.

وقالت إن “العقوبات الفردية لا تعد ردعا فاعلا للمستعمرين التي يتم تسليحها بشكل علني من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة”.

ودعت “فتح”، المجتمع الدولي إلى “إلزام منظومة الاحتلال بوقف عدوانها الهمجي على شعبنا”.

واعتبرت أن “الصمت الدولي، والاكتفاء بالإدانات الورقية سيؤدي إلى تطورات لا تُحمد عقباها، جراء استمرار عدوان الاحتلال ومستعمريه، في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي المنطقة ككل”.

من جهته، قال مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، في بيان وصل الأناضول، إن “المستوطنين الإسرائيليين المجرمين يرتكبون مجزرة وحشية في قرية المغير”.

وأضاف أن “1500 من قطعان المستوطنين الإسرائيليين قاموا بحماية ومشاركة الجيش الإسرائيلي بالهجوم على قرية المغير”.

وأضاف: “أطلقوا الرصاص الحي على المواطنين العزل ما أدى إلى استشهاد الشاب جهاد أبو عليا، وجرح ما لا يقل عن 35 فلسطينيا بالرصاص الحي، اثنان منهم كما أفاد مسعفو الإغاثة الطبية والهلال الأحمر في حالة خطرة”.

وقال البرغوثي، إن المستوطنين “أحرقوا ما لا يقل عن 40 بيتا وعددا من المنشآت في القرية وما زالوا يهاجمون القرية في ما يماثل هجوم قطعان المستوطنين على بلدة حوارة سابقا”.

وفي وقت سابق من العام الماضي، هاجم مستوطنون منازل في بلدة حوارة، قرب نابلس، شمالي الضفة الغربية وأطلق المستوطنون الرصاص وأضرموا النار في مركبات لسكان البلدة، وأصابوا عددا من الفلسطينيين.

وتابع البرغوثي، أن “صمت المجتمع الدولي على الجرائم الإسرائيلية يشجع المستوطنين على شن هجمات مخططة ومنظمة ضد سكان الضفة الغربية وبقيادة وتشجيع الوزراء المستوطنين الفاشيين”.

كما طالب “المجتمع الدولي بفرض مقاطعة وعقوبات شاملة على جميع المستوطنات والمستوطنين وليس حفنة منهم”.

وفي وقت سابق الجمعة، قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية، إن “هذه الاعتداءات والجرائم من قبل ميليشيات المستعمرين الإرهابية ما هي إلا نتيجة لاستمرار حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا ومقدساته وممتلكاته”.

وحذر من خطورة استمرار جرائمهم “بدعم وحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، كما حصل هذا اليوم في قرية المغير”.

وحمّل “حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم” والإدارة الأمريكية “المسؤولية عن هذا التصعيد”.​​​​​​​

وفي وقت سابق الجمعة أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطيني، وإصابة 25 في هجوم للمستوطنين والجيش الإسرائيلي على قرية المغيِّر.

في حين قال أمين أبو عليا، رئيس مجلس قرية المغير للأناضول، إن “مستوطنين يقتحمون ويحرقون البيوت ويطلقون النار بكثافة على مواطنين ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات”.

وأضاف أبو عليا: “جيش الاحتلال يساند المستوطنين ويغلق القرية ويمنع إخراج المصابين”.

وفي قرية دير أبو فلاح المجاورة، شمال الشرق رام الله، قالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا” إن “4 مواطنين أصيبوا بجروح مختلفة في اعتداء مستعمرين مسلحين على مدخل القرية، في وقت أحرقوا فيه عددا من المركبات”.

وفي حدث آخر، قالت الوكالة إن “عشرات المستعمرين هاجموا منازل المواطنين في الجهة الغربية من بلدة دوما جنوب نابلس”.

وبالتزامن مع حرب متواصلة على غزة، زاد المستوطنون من اعتداءاتهم في الضفة، كما صعَّد الجيش الإسرائيلي عملياته؛ ما أدى إلى مقتل 463 فلسطينيا، حتى الجمعة، وإصابة نحو 4 آلاف و750 واعتقال 8 آلاف و145، حسب مصادر فلسطينية.

وحلّ عيد الفطر هذا العام بينما تواصل وتكثف إسرائيل حربها المدمرة على غزة، في تجاهل صارخ لمشاعر المسلمين، ورغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

وخلفت الحرب أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية، وفقا للأناضول.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M