خبير: اختفاء الفلاحين الصغار بات مصدر تهديد حقيقي للأمن الغذائي والاجتماعي

25 أبريل 2023 13:00

هوية بريس-متابعة

قال موسى المالكي، أستاذ باحث في الجغرافيا، بالرباط، “إن المتتبع لواقع الأرياف المغربية خلال السنوات الأخيرة يسجل تناميا لمخاطر الاختفاء التدريجي للفلاحين الصغار من المشهد (كسابة ومزارعين) وتزايد لاحتمالات تسجيل” نزوح كتلي” من النشاط الفلاحي (نزوح قطاعي) لهذه الفئة نحو بدائل هشة”.

وحذر المالكي في منشور له على صفحته الرسمية بفايسبوك، من أن يؤدي هذا السيناريو في حال عدم استباقه بتدخلات حاسمة، إلى إفراغ العديد من القرى والبوادي (نزوح مجالي) على المدى المتوسط والبعيد، وتعقيد مشاكل المدن (تدفقات المهاجرين، السكن الصفيحي، الضغط على الخدمات، معدلات البطالة، الهشاشة الاجتماعية وغيرها ) مشيرا بأن تطور منحنى تراجع أعداد الفلاحين الصغار من شأنه أن يؤدي الى إحداث فجوة في الأمن الغذائي، وقد يؤدي الوضع الى بروز نوع جديد من الاحتكار لهذا القطاع الذي له خصوصيته الاجتماعية وأبعاده الاستراتيجية التي لا تسمح بذلك مشددا على أهمية ضمان استقرار الأرياف باعتبارها دعامة قوية وأساسية للأمن الاجتماعي الذي تتمتع به البلاد ككل بمدنها وقراها.

وأضاف المالكي أن تجنب هذه المخاطر ممكن خاصة مع توفر الإرادة السياسية العليا التي عبر عنها الملك محمد السادس في أكثر من مناسبة حرصا منه على السيادة الغذائية للبلاد، مشيرا بأن تصحيح المسار يتطلب  تدخلا مستعجلا يتسم بالشمولية والاستدامة، ويصحح الاختلالات التي أظهرتها السياسة الفلاحية خلال العقود الأخيرة، خاصة ما يتعلق بتركيزها على الزراعات التسويقية والتصديرية المستنزفة للماء، على حساب المناطق البورية والزراعات المعيشية والفلاحين الصغار التي لم تنل القدر الكافي من الاستثمارات.

كما أكد محاورنا بأن الفلاحة في المغرب تعد مقوما من مقومات الدولة، وتمثل أكثر من مجرد قطاع اقتصادي، لذلك فهي لا تحتمل حسابات الربح والخسارة مثل غيرها من القطاعات (السياحة أو العقار على سبيل المثال)، كما أن الفلاحون الصغار – يضيف المالكي – يمثلون رمزا من رموز التمسك والتشبث بالأرض والقيم (البلاد)، وذاكرة جماعية غنية بالدرايات المحلية والمهارات الزراعية المتوارثة المهددة بالاندثار.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M