د.بنكيران لعبادي عن تعديلات مدونة الأسرة: كفى من حمل العصا من الوسط

04 نوفمبر 2023 15:36

هوية بريس – د.رشيد بنكيران

كفى من حمل العصا من الوسط.. الحق يعلو ولا يعلى عليه

◆ تحدث الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي للإعلام بعد اللقاء الذي كان مع لجنة مدونة الأسرة المكلفة من طرف الملك، وتعرض لموضوع الكد والسعاية الذي جرى به العمل في القرن المنصرم في بعض مناطق المملكة المغربية، بناء على اجتهادات وفتاوى لبعض الفقهاء مثل أبي العباس أحمد بنعرضون وكذلك بعض فقهاء سوس، وأخذ به القضاء المغربي…

◆ غير أن الذي يلاحظ على كلام رئيس “الرابطة المحمدية للعلماء” د.أحمد عبادي أنه لم يكن دقيقا في نقل مفهوم الكد والسعاية الذي صرح به للإعلام، بل لم يكن أمينا في نقل الصورة التي أفتى بها الفقيه أبو العباس أحمد بن عرضون وغيره ووفيا لمقتضياتها، يبين ذلك:

إن حق كد والسعاية ويطلق عليه أيضا حق “تامازالت” أو حق “تيغراد”، أو حق الجراية أو حق الشقا يقصد به الأعمال التي كانت تقوم بها نساء البادية خارج بيت الزوجية مثل الدراس والحصاد وتربية المواشي:

◆ يقول الناظم:
وخدمة النساء في البوادي………. للزرع بالدراس والحصاد
قال ابن عرضون لهن قسمه…… على التساوي بحساب الخدمه

◆ وكذلك يشمل حق الكد والسعاية عمل المرأة مثل صناعة النسيج والخياطة والطرز ولو كان داخل البيت؛ أي الأعمال التي لا علاقة لها ببيت الزوجية مثل الطبخ وتربية الأبناء وعموم خدمة الزوج والأولاد، فقد كانت المرأة المغربية تحيك الصوف مثلا وما تنتجه من قطع الثوب تبيعه أو يبعه زوجها في السوق.

◆ وسواء كانت المرأة تعمل في الدراس والحصاد وتربية المواشي لدى زوجها أو تعمل في النسيج والخياطة والطرز في بيت زوجها وهو من يتكلف ببيعه فإن الذمة المالية كانت مشتركة فيما بينها وبين زوجها ولم تكن مستقلة وجرى عرف الناس على ذلك.

◆ فمن خلال هذا التوضيح يتبين أن حق الكد والسعاية هو:
“هو ما تستحقه الزوجة في مال زوجها الذي أسهمت في تنميته بعملها”،
فإذا قدر الله ووقع وفاة الزوج قبل زوجته، أو وقع الفراق بينهما، فإن للمرأة حق المطالبة بما تستحقه من مال مقابل ما كانت تقوم به من أعمال لا علاقة لها بأعمال بيت الزوجية.

◆ وبناء عليه، إذا سلمنا بهذا الحق شرعا للزوجة -(وهو فيه خلاف معروف)- فلا مانع من أن يشمل نساء الحواضر أيضا بجامع العلة التي استحقت بها نساء البوادي ذلك الحق.

◆ فمثلا؛ لو عندنا زوجة طبيب تساعد زوجها في العيادة ككاتبة أو ممرضة أو مساعدة… فإذا وقع الطلاق، أو توفي زوجها، أو طالبت بحقها في حياته، فاستنادا لمفهوم حق الكد والسعاية تأخذ تلك المرأة نصيبا من مال زوجها الذي راكمه مقابل عملها في العيادة، يقدره أهل الخبرة، وهكذا…

إن تصريح رئيس “الرابطة المحمدية للعلماء” للإعلام لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى عمل المرأة التي أسهمت به في تنمية مال زوجها، الذي يفترض أن يكون لا علاقة له بأعمال بيت الزوجية، فقد ضرب مثالا فيما معناه أنه لو أن رجلا كان له 200 رأس من الماشية وتزوج، وتوفي عن 1000 رأس مثلا، فإن للزوجة نصيبا في 800 رأس من الماشية قد يصل إلى 500 رأس أو أقل حسب جهد عملها، كما أنها ترثه في 200 رأس + 300 رأس كباقي الورثة…،

◆ لكن لم يذكر رئيس الرابطة د. أحمد عبادي أهم عنصر في فتوى ابن عرضون الذي استشهد به، والذي به تستحق الزوجة نصيبا في مال زوجها وهو عملها في تربية الماشية وليس مطلق العمل كما توهم العبارة الفجة لرئيس الرابطة.

إن النزاع الحاصل بين أصحاب المرجعية الإسلامية وبين أصحاب المرجعية الحداثية ليس في حق الكد والسعاية الذي أفتى به الفقهاء كابن عرضون مثلا، فإن مدونة الأسرة جعلت حلا للمسألة التي أفرزها مفهوم حق الكد والسعاية، ولم تهضم حق الزوجين، إذ مكنتهما من إنشاء عقد مستقل أو شرط أثناء عقد النكاح يحدد نوع الذمة المالية المرادة منهما أهي مشتركة أم مستقلة ويثبت من خلاله الحقوق المالية لكلا الطرفين…

وإنما النزاع بين أصحاب المرجعيات المختلفة؛ المرجعية الدينية الإسلامية والمرجعية الحقوقية الحداثية في جعل ما تقوم به المرأة من خدمة في بيت زوجها كالطبخ والنظافة وتربية الأولاد.. هو العمل الذي تستحق به نصف ثروة الرجل التي أنشئت في فترة الزواج كما هو في معمول به في الدول العلمانية الغربية أو نصيبا معينا فيه…

◆ ولهذا كان على رئيس “الرابطة المحمدية للعلماء” ألا يطلق الكلام دون استحضار واقع الحال ويستشهد بفتوى الفقيه ابن عرضون التي لا علاقة لها بالنزاع الدائر بين الناس، فالأمانة العلمية والوفاء لها يقتضي الإبتعاد عن هذا الأسلوب المفضي إلى التلبيس والتدليس أو الاستخفاف بعقول الناس، وخصوصا أن الحداثيين في سجالهم وظفوا مصطلح الكد والسعاية وحملوه معنى لم يقل به أحد من العلماء ثم يطالبون بالتزامه بدعوى الاجتهاد الذي حقيقته تحريف للشريعة الإسلامية، أفات رئيس الرابطة المحمدية للعلماء فقه الواقع أم ماذا!!؟؟

◆◆ نقول لرئيس “الرابطة المحمدية للعلماء”: كفى من حمل العصا من الوسط.. والحق يعلو ولا يعلى عليه.

◆◆ ونقول للعلماء والدكاترة المنتسبين للرابطة المحمدية للعلماء أن يكونوا قدر المسؤولية الشرعية والتاريخية ويرفعوا صوت الحق عاليا، فإِنها “أَمَانَةٌ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا“.

رابط تصريح الرئيس:
https://www.facebook.com/Hespress/videos/319834430786110/

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. هذا الرابطة ورئيسها لا يهمهم شرع الله ولا الدين….
    لما ذهب العبادي إلى بولندا لكي يصلي ركعتين بزعمه في مقبرة يهودية على الهولكست هل تجوز اصلا الصلاة بالمقبرة… وعلى غير اهل القبلة؟؟؟
    ثم لما احتفى في مكاتب رابطته بكوفرين رئيس المكتب الصهيوني…. هل كان عنده ذرة عقيدة…..؟
    رحم الله رابطة العلماء ايام كنون وبنشقرون….اما ما انتهت اليه فشيء آخر…تم تسخيرها للحصول على…
    انشروا تعليقي قاريء عصمه الله من اللهث وراء سراب المناصب

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M