د.تونسي: اتّخذوا الاستهزاء بالشيوخ عادة في “فنّهم” ويعتقدون أن إرهاب من يرفض إفسادهم سينتهي إلى تكميم الأفواه!

هوية بريس – عابد عبد المنعم

علق الدكتور التونسي سامي عامري على المسلسل المغربي المثير للجدل “لمكتوب” وتجسيد دور الشيخة.

وعلق المتخصص في مقارنة الأديان والمذاهب المعاصرة بقوله “مسلسل مغربيّ رمضاني(!) يثير ضجّة لأنّه يقدّم “الرقاصة” قدوة صالحة، وضحيّة مضطهدة.. وهو ما يذكرني بمسلسل تونسي أراد أن يَفخر بعظماء البلاد، فلم يجد في تاريخ البلاد الزاخر بالأكابر سوى قصّة كفاح راقصة تونسية يهودية!”.

وأضاف عامري في تدوينة على صفحته بالفيسبوك “ليست الصدمة في نموذج “الرقاصة” الشريفة (!).. فهذا أمر تمّ تبنّيه مرارًا في الأدب العربي والأفلام حيث تُقدّم بائعات الهوى على أنّهن نماذج رائعة لنساء يبذلن أجسادهن لرعاية أسرهن.. وليست المفاجأة أنّ هذا المسلسل يُعرض على قناة حكوميّة.. المفاجأة هي أنّ القوم قد ثارت ثائرتهم لأن أحد الدعاة أنكر عليهم رذالتهم، ومسّ فجورهم بنقد؛ وهم الذين اتّخذوا الاستهزاء بالشيوخ عادة في “فنّهم”!.. والقوم يراهنون اليوم -كما البارحة- على أنّ منطق إرهاب من يرفض إفسادهم للمجتمع سينتهي إلى تكميم الأفواه.. والقصّة باختصار، فصل جديد من فصول معركة الحق والباطل .. ” وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون”..

وأضاف المشرف العلمي على مبادرة البحث العلمي لمقارنة الأديان في تدوينة أخرى بأن “المسلسل المغربي المجمّل لدور الراقصة الشعبية التي ينظر المجتمع إلى “مهنتها” بامتعاض و”تقزّز”، يسير مع سياق الحملة النسوية العالمية لدعم الدعارة باعتبارها مهنة تحقّق للمرأة استقلالها المادي، وتضمن حقها المطلق في اختيار ما تشاء، مع الحاجة إلى تجاوز المفاهيم العتيقة، كمفهوم “الأسرة”، ولذلك صار بعض النسويات يُعرَّفن بأنّهن “sex workers’ rights activist”؛ فصار الدفاع عن الدعارة تخصصًا حقوقيًا! مخالفة فريق من النسويات للدعارة لا تستند إلى أصول فلسفيّة وحقوقية صلبة في ظلّ القبول العام لليبرالية والفردانيّة والدعوة إلى الثورة الجنسية بين عامة النسويات. المكر العالماني بالإسلام والأمّة ليس نزوات عابرة في مسلسل رقيع يدين فطرة المجتمع، وإنّما هو استمداد لكل منكرات الغرب في عالم ليس لقاع نجاسته قاع”.