د. رشيد بنكيران يكتب عن: بعبع التكفير

09 أكتوبر 2019 16:33
د. بنكيران تعليقا على ندوة الحريات الفردية الممولة من طرف الاتحاد الأوروبي: قل لي من الممول أقول لك ماذا يحاك لك ويخطط لك

هوية بريس – د. رشيد بنكيران

ما فتئ المنظرون للخارجين عن القانون والخارجات من العلمانيين أن يرفعوا راية الاستئصال والإرهاب المعنوي في كل من خالف أفكارهم، فبمجرد أن يتصدى العلماء والدعاة ورجالات الفكر لبيان عوار مطالبهم قابلوا ذلك بـ”بعبع التكفير” قائلين: انظروا إلى هؤلاء يكفروننا!!؟

وهؤلاء العلماء والدعاة ورجالات الفكر أبعد الناس عن تكفير أعيان المسلمين؛ لأنهم أعلم من غيرهم بخطورة تكفير المعين، وما يتطلب ذلك من توفر الشروط في حق المعين وانتفاء الموانع حتى يتنزل حكم الله في من يستحقه.

ولكن دعوني أيها المنظرون للخارجين عن القانون والخارجات أتساءل بصوت عال:
ما المشكل لديكم في التكفير؟
ما المشكل لديكم إن عرفتم أنكم كفار وأخبرتم بذلك؟
هل لأنكم تريدون الإيمان وتكرهون الكفر ولهذا تغضبون أن توصفوا بالكفر؟
أم لأنكم تريدون أن تكونوا لا مؤمنين ولا كافرين، منزلة بين المنزلتين؟

ألا تعلمون أيها المنظرون للخارجين عن القانون والخارجات أن الإيمان والكفر متناقضان، فهما لا يجتمعان في محل واحد ولا يرتفعان معا، فلابد لكم -من باب الضرورة العقلية- من أحدهما؛ إما الإيمان وإما الكفر، إما أن تؤمنوا بالله وما شرع، أو تكفروا به وبما شرع، ليس هناك واسطة بين المعتقدين.

وبناء عليه، فمن حق المجتمع المغربي المسلم الذي تخاطبونه أن يسألكم أيها المنظرون للخارجين عن القانون والخارجات: ما المشكل لديكم في التكفير؟

فالتكفير بضوابطه الشرعية ما هو إلا كشف عن النفاق الاجتماعي الذي يمارسه غير المؤمن بالله وبما شرع ولكن يتظاهر للمجتمع أنه من المسلمين ويمارس عليهم الخداع.

ألا ترون أن من الحق المجتمع المغربي الذي تتحدثون باسمه، وتترافعون أحيانا من أجله، وتخططون لحياته الخاصة والعامة، وترسمون مستقبله ومستقبل أولاده أن يعرف موقفكم من الله ومن شرعه، أليس خشيتكم من التكفير هو إعلان رغبتكم في ممارسة النفاق الاجتماعي على المجتمع المغربي؟!!

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M