رئيس الفريق الاستقلالي: لغة الخشب أو حينما تتجمد السياسة والإعلام

09 ديسمبر 2021 08:45

هوية بريس – امحمد محفوظ / الرباط

الجزء الاول: مضيان و”اخوته” الخمسة عشر تتبع الرأي العام الوطني

استضافة برنامج “بدون لغة خشب” لنور الدين مضيان؛ رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب؛ بنوع من السخرية خاصة حينما كان يتحدث عن مساره الأكاديمي؛ السياسي والانتخابي الذي حاول من خلاله أن يكون بمظهر القائد الملهم والسياسي الفاضل؛ والحزبي النقي الطاهر؛ فيما الواقع الذي لا يرتفع له لغته البليغة؛ ووحده من لا يتحدث لغة الخشب.

نور الدين مضيان قال كل شيء في برنامج رضوان الرمضاني؛ ولكن لم يقل الحقيقة؛ حقيقة من مد له يد المساعدة والعون حتى ارتقى في سلم حزب علال الفاسي؛ ولم يشر لا من بعيد ولا من قريب إلى من كان وراء دعمه ماديا ومعنويا ليحظى بالموقع الذي هو فيه اليوم؛ ويكسب من هذا الموقع “حلالا طيبا” وربما شيئا آخر.

نور الدين مضيان لم يتسلق سلم الحزب لأنه ابن الاستقلالي عمر مضيان؛ ولا لأنه كان عضوا بالاتحاد العام لطلبة المغرب؛ ولا عضوا في كشفية الحزب؛ وإنما الفضل في ذلك كله يعود للحاج البوفروري الذي اتى به في وقت ما إلى مفتشية الحزب بالحسيمة وخصص له “راتبا” للقيام بهذه المهمة وهو حينها استاذا جامعيا “على قد الحال وطالب معاشو” لا يتقاضى أزيد من سبعة آلاف درهم.

ولكن نور الدين مضيان سرعان ما تنكر لكل هذا؛ ولم يكن كريما مع من مد له يد الخير والعون؛ لمن مول له حملاته الانتخابية؛ لمن نشط له مقر الحزب بالندوات واللقاءات؛ والمؤتمرات؛ ولمن أقام في سبيل ذلك مأدوبات غذاء وعشاء على شرف قادة الحزب ومناضليه؛ المنازل الاستقلالية كانت معروفة وتعد على رؤوس الأصابع بالريف؛ طبعا لم يكن ضمنها منزل عمر مضيان رحمه الله.

هنا تفتقت عبقرية الرجل؛ وأبان عن مكر سياسي وحزبي لم يشهد له مثيل في الريف؛ فقام أولا بتفتيت وتدمير تنظيمات وهياكل الحزب؛ وهمش كل المناضلين والعائلات الاستقلالية العريقة؛ مثل البوفروؤي؛ إضبيب؛ والغلبزوري…الخطابي وغيرهم وأصبح مقر الحزب “منزلا” لآل مضيان وقاعاته لا تحمل من الاسماء الا مضيان؛ وهياكل الحزب لا يمكن أن يكون على رأسها إلا مضيان ومن والهم؛ بل وتنكر لقادة كبار قدموا الغالي والنفيس للحزب في زمن القناعات الحزبية الحقيقية؛ ومن بينهم “سي ياسين الخطابي” الأب الروحي لحزب الاستقلال بالريف.

رئيس الفريق الاستقلالي تحدث عن دراسته العليا بالعراق؛ ولكن لم يوضح لمستمعي إذاعة ميد راديو ملابسات هذه الدراسة التي تزامنت مع الحرب الخليجية الأولى؛ وهل مكث هو وأصحابه بالعراق كل سنوات الدراسة؛ أم أن شهورا قليلة كانت كافية لتسلم الشهادة لأن أوزار الحرب ما ارادت ان تخف بسرعة؛ ولكن قبل هذا؛ لم يشرح لنا “الأكاديمي” نور الدين مضيان كيف حصل على هذه المنحة؛ وهل كان يستحقها استحقاقا؟ أم مجرد حظ حينما “تخلف” البعض من الممنوحين عن الالتحاق بالعراق من أجل الدراسة.

لغة الخشب أو جمود السياسة وصلت بالضيف الدائم لرضوان الرمضاني بأن يبين طهرانية من زمن الخلافة الراشدة؛ لغة من الممكن أن تلحق الرجل بالخلفاء الراشدين؛ خاصة من طرف من لا يعرف كواليس مضيان داخل الحزب والانتخابات؛ ولم يعرف جماعة بني عمارت التي تظل سيارتها ونوابها “يسخرون” للسيد الرئيس إلى فاس التي “اشترى” فيها عقارا بفضل أمينه العام السابق الذي حسب قوله لا يشببه (شباط) ضيفنا العزيز قال بأن سر نجاحه الحزبي والانتخابي تفسره وصفة سحرية؛ وهي أنه لا يطلب المناصب والمهام؛ ويبتعد عن الشبهات حتى وإن استدعى الأمر اقصاء مقربيه وعائلته من حقوق أساسية مضمونة شرعا وقانونا؛ ولكن لم يتمم الحديث ويوضح لنا من هؤلاء الذين يطلبون الرجل ولماذا يطلبونه؛ أيقصد ساكنة الحسيمة أم ساكنة بعض “الأقبية الظالمة” أيطلبه بسطاء هذا الوطن أم “ملوك مسالك الذهب الأخضر” وقد يتكلفون “بالطاجين والبرقوق” في الحملات الانتخابية.

لغة الخشب التي يتقنها مضيان أوصلتنا -نحن مستمعي برنامج الرمضاني- بأن نعتقد جازمين بأن عودة الخلافة الراشدة وشيكة وقد بدأت منذ تولي هذا الرجل لزمام السياسة؛ خاصة حينما قال بأنه أقصى “إخوته” وخمسة عشر شخصا من مباراة الجماعة لأنهم يحملون اسم “مضيان” ولكن الحقيقة تقول شيئا آخر؛ تقول بأن واحدا من آل مضيان؛ وشقيق رئيس الفريق الاستقلالي “حاشا لله” أن يكون موظفا بسيطا بجماعة قروية؛ بل يجب أن “ييسر عليه الله وعباده” بمنصب أرقى وأنقى؛ وهذا ما حدث لنصر الله شقيق نور الدين مضيان؛ أما البقية الباقية من آل مضيان الذين حرمهم وأقصاهم من احتياز المباراة فيجب أن تفتح النيابة العامة تحقيقا في هذا الملف خاصة وأن “الجاني” اعترف “بجريمته” قائلا بأن سبب الإقصاء هو فقط “تشابه الأسماء” وليس غياب الكفاءة وهو ما يتطلب تفعيلا لبعض نصوص القانون الجنائي الذي يدرسه رئيس الاستقلاليين بمجلس النواب.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M