سلسلة: لبيك رسول الله.. رسول الله صلى الله عليه وسلم والأطفال

02 نوفمبر 2020 22:28
تفاعلا مع ما جاء في تدخل رئيس حركة التوحيد والإصلاح.. ملاحظات بسيطة ذات دلالات كبيرة

هوية بريس – د.إدريس وهنا

رغم كثرة المواثيق الدولية المتبنية لحقوق الطفل والمدافعة عنها، ومنها:
– إعلان حقوق الطفل الصادر في جنيف عام 1924.
– إعلان حقوق الطفل الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم الأممم المتحدة بتاريخ 20 نونبر 1959.
– اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الجمعية العامة في 20 نونبر 1989.
– تخصيص يوم 22 آذار من كل سنة يوما عالميا للطفل،
فإن مشكلة اضطهاد الأطفال ومعاناتهم في تفاقم مستمر، فقد أظهرت دراسة إحصائية أجريت في أمريكا وبلدان أوربا منذ سنوات أن مليوني طفل يعانون من أشكال الاضطهاد الجسدي والنفسي.
فإذا كان هذا حال المدنية المعاصرة المتوحشة مع عدد لا يستهان به من الأطفال عبر العالم: حروب ومجاعات وتعذيب وتيتيم وحرمان وتشريد… فهل تصورت يوما – بالمقابل- أن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأطفال بلغت حد أنه أسرع في الصلاة لسماعه بكاء صبي، وأنه صلى وهو حامل أمامة الصبية الصغيرة، فكان إذا سجد وضعها برفق، وإذا قام عاد وحملها بحنان، وأنه عليه الصلاة والسلام كان يدع الصبي يتبول عليه فلا يقطع عليه بوله، وأنه أطال السجود في صلاته لركوب الحسن أو الحسين على ظهره حتى لا يعجله، وأنه قطع خطبة الجمعة ونزل من على المنبر لما رأى الحسن والحسين يتعثران في المسجد فحملهما إليه ثم صعد المنبر ثانية وأتم الخطبة، وأنه يكون مع صحابته فينطلق فيدخل البيت الذي كان فيه إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة، فيقبله ثم يرجع، وأنه ذات مرة وهو يقبل الحسن بن علي رضي الله عنهما رآه أعرابي فتعجب من ذلك وقال: “تقبلون صبيانكم؟ فما نقبلهم، فردد عليه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم قائلا: أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟، وأنه كان يدلل زينب بنت أم سلمة، وكانت طفلة في حجر أمها، ويقول لها: “يا زناب”، وأنه نادى طفلا صغيرا بقوله: يا أبا عمير، وهو لقب ينادى به الكبار عادة ليشعره بتقديره واحترامه له بما يدخل السرور على قلبه، وأنه قصد إلى تصغير اسم “عمر” مداعبة للطفل الصغير بأسلوب لطيف محبب إلى النفس: “يا أبا عمير ما فعل النغير”، وأن سؤاله للطفل عن النغير وهو طائر صغير كان يلعب به إقرار منه عليه الصلاة والسلام بحق الطفل في إشباع حاجته من اللعب، وأنه كان يسلم على الأطفال في الطريق كما يسلم على الكبار، وكان يمسح على رؤوسهم تعبيرا عن العطف والحنان…
دعك الآن من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم في حسن اختيار الزوج للزوجة والزوجة للزوج رعاية لحقوق الأطفال بإعداد المنبت الحسن لهم، ودعك من دعوته إلى حمايته في بطن أمه من كل ما يؤذيه ومنه تحريم إجهاضه، ودعك من توجيهه عليه السلام إلى تحنيكه بعد ولادته واختيار أحسن الأسماء له، والاعتناء به، وتحسين أدبه، والعدل بينه وبين إخوته حتى في القبلات، وغيرها من التوجيهات النبوية العطرة التي حوتها بطون كتب الحديث.. وتأمل معي أفعاله تلك التي عرجنا على ذكرها، وهي غيض من فيض رحمته عليه الصلاة والسلام، حتى قال عنه أنس رضي الله عنه، كما في صحيح مسلم: “ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم…”
ألا تشعر،وأنت تتأمل تلك المواقف السنية العلية، ببدنك يقشعر؟
ألا تلمس بُعد المسافة بين سيرتك وسيرة نبيك الكريم؟ واشوقاه للاقتداء، والظفر بقبس من سناء!!
ألا يحس أولئك الذين سولت لهم أنفسهم المريضة الحقودة التطاول على القمة الشماء والجنة الفيحاء، بالخجل من رعونة أنفسهم؟
أم هو الحقد يعمي ويدهي ويسهي ويلهي؟
ثم دعونا نسائل عصر التقدم والحريات -زعموا!!-:
– كيف نسمح بالزواج المثلي ونعطي للشاذين الحق في تبني أطفال أبرياء، لا هم آباؤهم ولا هن أمهاتهم.
– ما ذنب هؤلاء الأطفال حتى يعيشوا في وضع شاذ لا تقبله حتى الحيوانات في الغاب؟
– كيف نسمح بإشاعة الإباحية الجنسية وندخلها في إطار الحرية الشخصية وندعي الحفاظ على حقوق الأطفال؟ وهم يرمون أحياء في المزابل وتحت القناطر!!
– كيف سولت لهم أنفسهم أن ينحتوا تسميات ما أنزل الله بها من سلطان، من قبيل الأب البيولوجي والأم البيولوجية، والأب الاجتماعي والأم الاجتماعية؟ {إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا} سورة المجادلة.
– كيف تسمح المدنية المعاصرة بما يسمى “استئجار الرحم”، حيث تحمل المرأة الصبي وبعد وضعه تبيعه بعقد قانوني لأسرة أخرى، ولا يحق لها بمقتضى ذلك العقد أن ترى ابنها أو ابنتها بعد ذلك؟
– ما ذنب أكثر من 60 مليون طفل في العالم يقتلون إجهاضا في كل عام؟
– كيف نحرم الطفل من حقه في الرضاعة الطبيعية ومن حنان صدر الأم وحضنها الدافئ، ونرمي به في دور الحضانة، ليرضع منذ نعومته لبان الحرمان والقسوة والإهمال؟ …
نقول لهؤلاء، عوض أن تركبوا مراكب الإساءة لخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، قوموا لتتعلموا من مدرسة رحمته ما أنتم بأمس الحاجة إليه: {فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة} سورة المدثر.
(يتبع)

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M