“ضيعنـا الربـاط” بقلم د. عبد الله الشارف

06 يناير 2018 14:22
قراءة في الشخصية المستغربة والمنهزمة

هوية بريس – د. عبد الله الشارف

تأملت أحوال المسلمين من زاوية الرباط والمرابطة، فوجدت أغلبهم مرابطين على على أمور دنيوية مختلفة؛ فمنهم المرابطون على التجارة، ومنهم المرابطون على السياسة، ومنهم المرابطون على الدراسة للحصول على دنيا، ومنهم المرابطون على صناعة أو فن من الفنون، ومنهم المرابطون على الكتابة والتأليف والتحرير وهدف معظمهم الكسب أو حظوظ النفس، ومنهم المرابطون على وظائفهم وأعمالهم في مختلف القطاعات، وقلَّ فيهم من يقوم بواجبه ويخلص في عمله، ومنهم المرابطون في المقاهي وأندية اللهو…، ومنهم المرابطون على الجهل والغفلة واتباع الهوى والشهوات، ومنهم المرابطون على الفساد والإفساد وهم فئتان:
فئة متخصصة في الفساد والإفساد؛ أي الرباط على ذلك كأصحاب الحانات والنوادي الليلية الماجنة، والجواسيس ومن على شاكلتهم من الظلمَة، ومن نذر نفسه من أدعياء الثقافة الحداثية والعلمانية، على الطعن في الدين وثوابت الأمة الإسلامية، فهم أيضا مرابطون ومقيمون على هذا الشر والإثم العظيم.
وفئة غير متخصصة في الفساد والإفساد، لكنها قد تمارسة من خلال أعمالها ووظائفها عن وعي وإرادة، أو عن غير وعي. ويندرج تحت هذه الفئة كل المرابطين المذكورين آنفا.
لكن، ماهو الرباط المُضيَّع؛ أي الذي ضيعناه؟
إنه رباط الصلاة، قال رسول الله ﷺ: “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟” قالوا: بلى. يا رسول الله! قال: “إسباغ الوضوء على المَكَارِه، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعدَ الصلاة، فذلكم الرباط” (رواه مسلم).
فما أكثر المسلمين الذين ضيعوا صلاتهم، ولم يرابطوا عليها، ورابطوا على سواهما من أنواع الرُّبُط، ثم لابد للإنسان أن يكون مرابطا؛ فإما أن يرابط على الحق، أو يرابط على الباطل. وعند كشف الغطاء تبدو له حقيقة رباطه، فيسعد أو يشقى.

د.عبد الله الشارف كلية أصول الدين، تطـوان- المغرب/ ربيع الثاني 1439- يناير 2018.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M