عبد الإله بنكيران: وصلنا للطريق المسدود ولا مزيد من التنازلات

18 نوفمبر 2016 21:26
4 سيناريوهات في حال فشل بنكيران في تشكيل الحكومة المغربية

هوية بريس – متابعة

قال عبد الإله بن كيران إنه وحزبه قدم تنازلات كثيرة في الأشهر الأخيرة، “ومع ذلك وصلنا إلى الطريق المسدود”، محملا المسؤولية إلى الأطراف التي تدفع حزب التجمع الوطني للأحرار (يمين ليبرالي) إلى رفض التحالف عبر تبنيه مطالب وصفها بـ”التعجيزية”.
ولم يفلح لقاء مراكش “السريع”، في تذويب الخلاف بين رئيس الحكومة المعين عبد الإله بن كيران، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار صديق الملك عزيز أخنوش، الذي أعلن أنه لا يمثل حزبه وحده بل يمثل “أربعة” أحزاب دفعة واحدة.
الطريق المسدود
قال عبد الإله بن كيران في رده على خبر مفاده أن عزيز أخنوش (صديق الملك) يرفض التحالف مع حزب الاستقلال: “إن لم يغير موقفه من حزب الاستقلال لن يكون هناك تفاهم بينا”.
وتساءل ابن كيران في تصريحات صحافية مساء الجمعة: “كيف تم تغيير الموقف من حزب الاستقلال، فلقد استعدوا يوم 8 أكتوبر للانقلاب، في تلك اللحظة كان حزبا جيدا، واليوم لم يعد كذلك؟”.
وأفاد: “في النهاية لا بد أن أصدق نظرية مؤامرة السبت ثامن أكتوبر التي خرج منها شباط (أمين عام حزب الاستقلال) ما يحدث اليوم يزكيها”.
وأضاف ابن كيران: “الجميع من الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية قالوا بصوت واحد إن لم يكن حزب الأحرار في الحكومة فلن نشارك فيها”.
وأوضح ابن كيران: “لقد التقيت رئيس حزب التجمع وكان بيننا ما كان، إذن لم يعد هناك من مبرر كي ألتقي بهم مجددا لأنهم ربطوا مصيرهم بمصير هاد الحزب”.
وشدد ابن كيران على أن البلاد تعيش أزمة سياسية، ويضيف: “لست أنا من أوصل البلاد للأزمة، حزبنا قدم تنازلات وتضحيات طيلة الأشهر الأخيرة، وصبر حزبنا كثيرا ولكن وصلنا للطريق المسدود”.
ولم يفوت ابن كيران الفرصة ليخاطب من يقف خلف الأزمة: “من يقوم بهذه الأفعال، هذا يلعب، ولا يفهم في السياسة شيئا، بل زرق (غبي) فالسياسة”.
وسجل أنه “عاجز عن التفاعل مع وسط سياسي مثل هذا، حزب يربط مصيره بحزب آخر. نحتاج المعقول (الجدية) حتى نحل مشاكل بلادنا”.
وختم رئيس الحكومة المعين تصريحه قائلا: “المعقول هو من يريد الذهاب للمعارضة يذهب لها، ومن يريد العمل داخل الأغلبية الحكومية فليختر البقاء في الحكومة، وأنا من يحسم في أغلبيتي باعتباري رئيس حكومة وليس شخصا آخر”.
جهات عليا ترفض مساعدة ابن كيران
قال عبد الرحيم العلام الباحث والمحلل السياسي، إن “خروج عبد الإله بن كيران بهذا التصريح في هذا الوقت نسجل بصدده ثلاث ملاحظات”.
وتابع عبد الرحيم العلام في تصريح لـ”عربي21“: “الملاحظة الأولى، تقول إن الجهات العليا ليس لديها نية تيسير تشكيل حكومة من طرف العدالة والتنمية”.
وتابع العلام: “هذا الطرح تدعمه عديد الإشارات، منها الجولة الملكية الأولى لإفريقيا، العودة الحصرية لمؤتمر المناخ، ثم استئناف الجولة مجددا، إضافة إلى تغييب شبه كلي لرئيس الحكومة مع طغيان وزراء حزب الأحرار على أشغال وأنشطة كوب 22”.
والملاحظة الثانية تكمن في “الإشارات التي يبعث بها المحيط الملكي تجاه العدالة والتنمية، جعلته ضمن دائرة المغضوب عليهم، في مقابل تقريب منافسيهم، بدليل أن عزيز أخنوش يسافر مع الملك في جولته الجديدة إلى أفريقيا”.
وزاد الباحث ملاحظة ثالثة: “ويمكن أيضا الحديث عن غياب الدور التحكيمي للملك الذي غاب في هذه الفترة لصالح طرف على طرف آخر، فالملك بالنص الدستوري حكم بين الجميع وفوق الجميع وهذا ما نلحظ خروجا عنه”.
شروط لاأخلاقية
قالت أمينة ماء العينين القيادية في حزب العدالة والتنمية، إن “تصريح رئيس الحكومة المعين أتى بعد صبر طويل ومحاولات حثيثة لتشكيل الحكومة في واقع سياسي هش وأحزاب سياسية يعاني العديد منها من أزمة المصداقية والمشروعية وانعدام استقلالية القرار”.
وأضافت أمينة ماء العينين في تصريح لـ”عربي21” إن “ابن كيران سياسي من زمن آخر قد لا يكون هو نفسه الزمن السياسي الحالي الموسوم باللاأخلاق واللاقرار، هو نفسه أقر أنه وحزبه قدموا تنازلات كبيرة قبل الانتخابات وأثناء الحملة الانتخابية وبعد إعلان النتائج حيث وظفت ضده أقذر الأسلحة ومع ذلك غلب دائما مصلحة الوطن”.
وتابعت: “اليوم لو كان رضوخ ابن كيران للشروط التعجيزية اللاأخلاقية يخدم مصلحة الوطن لدفعنا جميعا في اتجاه ذلك، لكن ما يحدث يدمر ما تم بناؤه وينسف منطق الدستور والاختيار الديمقراطي”.
وتساءلت: “كيف يعقل أن تتكتل أحزاب وتربط مصيرها بحزب واحد وشخص واحد بعيدا عن رئيس الحكومة المنتخب والمعين؟ كيف يعقل أن يسعوا إلى تأديب أحزاب سياسية ومعاقبتها باسم رئيس الحكومة؟ إذا كانوا يريدون رئيس حكومة كركوز (ما فديهش) بدون صوت فابن كيران لا يصلح لهم كما أن حزب العدالة والتنمية لا يصلح لهم”.
وسجلت أن “الجميع عاب على الأحزاب هشاشة نخبها وغياب استقلالية قرارها، هي لحظة المسؤولية والكرة لا يمكن أن تظل في ملعب حزب العدالة والتنمية وحده، الوطن سفينتنا جميعا ولابد أن نتحمل جميعا مسؤولياتنا للخروج من الأزمة بما يخدم الوطن،لكن بما يخدم الديمقراطية أولا و أخيرا”.
أفق الأزمة

وعن أفق الأزمة قال العلام: “من حق الملك بالنص الدستوري إذا أراد الخروج من هذه الأزمة حل البرلمان، حيث يمكن العودة بعدها إلى انتخابات مبكرة”.
وتابع أن “هذا الحل واضح وجلي وليس به بياضات، وبخلاف بعض الدعوات المخطئة التي تقول بتعيين شخص آخر من حزب العدالة والتنمية غير ابن كيران، أو تدعو على تعيين شخص من الحزب الثاني”.
وزاد العلام أن هذه الأزمة أظهرت أن ابن كيران وفي لشركائه، وغير مستعد للتضحية بهم، كما أنه يختار حلفاءه ومن يشبهه لمواجهة السلطوية، وهذا يجعل تيارا واسعا من الرأي العام معه، وليس لديه أي مشكل في الذهاب لانتخابات سابقة لأوانها، حيث يملك العدالة والتنمية حظوظا وافرة للفوز بها”.
ودعمت أمينة ماء العينين مبدأ الحل الدستوري والديموقراطي للأزمة، قائلة: “لا أفق لتجاوز الأزمة المفتعلة إلا من داخل العملية الديمقراطية والرجوع للشعب ليقول كلمته”.
وشددت على أن الدستور يقر مبدأ الاستفتاء الذي يمكن أن ينظم في قضايا أقل أهمية بكثير. في الديمقراطيات الراسخة يعودون للشعب في استفتاءات لقضايا قد توصف بالتافهة فأحرى القضايا المصيرية”.
وأوضحت كل اقتراح يلغي كلمة المغاربة سيعد نكوصا حقيقيا، إما أن يفتح حوار حقيقي مسؤول يتحمل فيه الجميع مسؤوليته وإما أن تنظم انتخابات جديدة”.
وزادت: “افتعال الأزمة للالتفاف على الإرادة العامة غير مقبول، الدستور لا نحتكم إليه حينما يخدمنا والديمقراطية لا يمكن الإيمان بها بانتقائية، لكل كلمته وتأويله وتفاعله، الشعب وحده يختار مصيره، هذه هي الديمقراطية”.
ودخل المغرب أسبوعه السادس دون حكومة، بعد انتخابات 7 أكتوبر التي منحت حزب العدالة والتنمية الرتبة الأولى بـ 125 مقعدا، وعين الملك محمد السادس أمين عام حزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران في 10 أكتوبر وكلفه بتشكيل الحكومة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M