على خُطا أعرابي زمزم؟!

16 أكتوبر 2017 18:12
على خُطا أعرابي زمزم؟!

هوية بريس – محمد الواتي

خرج هذه الأيام صحافي مغمور، خامل الذكر، سافل المنزلة، وضيع الشأن، عجز عن الخلق والإبداع، وعن الاجتهاد والابتكار، وله حرص شديد على بلوغ المجد والشّهرة، فرأى أن أفضل السبل لإدراك مطلبه هو استباحة تراث أمّتنا الخالد، كما فعل ذلك الأعرابي المرذول الذي بال في بئر زمزم، وقال لمن أنكر عليه ذلك الفعل الخسيس: حتى يعرفني الناس، ويقولوا: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم!!

وربّي إن ذلك الأعرابي قد بلغ هدفه، وسطّر اسمه في التاريخ، ولكن ليس في زمرة العلماء والعباقرة، بل في صفّ أهل السخافة والخَرَق والحماقة..

وعلى خُطا ذلك الأعرابي المرذول يمشي هذا الصحافي المجهول، وأمثاله كُثُرٌ في زماننا، لأنّ ديننا أصبح مستباحاً، فبات صغار النّاس يجادلون في الأمور الكبرى، ويخطّئون إجماع أئمّة الدين، وليس مؤلّف كتاب “صحيح البخاري.. نهاية أسطورة” إلاّ فردا من أولئك..

لن أناضل عن صحيح البخاري، فهو المصدر الثاني عند المسلمين بعد القرآن الكريم، وكل الشّبهات التي أثارها المسشترقون وأذنابهم حوله قد ردّها العلماء منذ زمان بعيد، ويأبى البعض إلا أن يسرق شيئاً من تلك الأراجيف، ويعيد صياغتها بأسلوب آخر أشدّ مكراً، ثمّ يذيعها في النّاس، كما فعل الدكتور طه حسين -غفر الله له- حين سطا على مقالات للمستشرق الخبيث “مرجليوث”، وادّعى أنّه أتى بشيء جديد، فلمّا بلغ أوج شهرته أباده الله وفكرته، وأبقى الشّعر الجاهلي شامخاُ رفيعاً..

يدّعي هذا الصحافي أنّه يدافع عن صحيح البخاري ولا ينتقص منه، وينافح عنه ولا يزدريه، ويحثّ على الاطلاع على كتابه قبل الحكم.. يذكّرني هذا بتلك التائهة “أبيضار” التي كانت تردّ على منتقديها بالقول: “شاهدوا الفيلم كاملا.. فلا يمكن الحكم عليه من خلال لقطات فقط!!” شرّ البليّة ما يضحك!

وبحسبك أن تقرأ هذه العبارة المبثوثة في غلاف الكتاب لتجد فداحة الأمر الذي جاء به هذا الصحافي المجهول : “إنّه المؤلّف الجديد كتاب #العقل “صحيح البخاري نهاية أسطورة” للباحث الأستاذ رشيد أيلال الذي يقدم فيه المؤلف الأدلّة والوثائق التي لا تقبل الشّكّ على أنّ (محمد بن إسماعيل البخاري) لا علاقة له بجلّ إن لم نقل بكلّ ما نسب له فيما يسمّى صحيح البخاري”. فتأمل!

الأمّة كلّها كانت غبيّة حين أجمعت على صحّة صحيح البخاري، إلاّ هذا الصحافي الذكي الذي اكتشف بعقله الخارق الجبّار أنّ جلّ ما نسب لصحيح البخاري غير صحيح.. هزلت والله.

وأعود إلى قصة الأعرابي فأقول: لئن كان ذاك الأعرابي قد ذاق أشدّ الضربات وأبشع الأوصاف على فعلته في زمزم، فإنّ أبناء مدرسته اليوم لا أحد يتعرّض لهم بقول أو فعل، بل ينالون أعلى الأوسمة وأشرف الألقاب أمام مرأى الجميع .

وحسبنا الله.

 

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M