غزو لفرنسيس (لشرق المغرب) 1900-1902 (ج4)

10 مارس 2024 21:49

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

4- رسالة جديدة لـ: إحامد

وصلت رسالة جديدة إلى تيمي، من أمير المومنين مؤرخة في 15 مارس، قبل يومين من المعركة:

إلى خدامنا الكرام أعيان قبائل إحامد اتوات، قضاتهم وشرفائهم، حفظهم الله، والمرابطين وكافة الأعيان، السلام عليكم…

وبعد:

بلغ علمنا الشريف ما وقع في عين صلاح، من وصول البعض من عمالة الجزاير، وتدخلهم العنيف، وعدوانهم الذي قاموا به تحديا لحالة السلم والمعاهدات والاتفاقات، التي تربط الحكومتين، دون مراعات لما تم وضعه بالاتفاق المتبادل، في الأنظمة المتعلقة بتعيين الحدود، من غير مبرر يحتج به، ولو بحجة المد والجزر على جانبي الحدود، بالرغم من أن أهل المنطقة أخطروهم بتبعيتهم لشخصنا نصره الله، وأنهم جزء من إمبراطوريتنا المحروسة.

ففرضوا عليهم القتال، ولم يكتفوا بغزوهم، حتى أن كثيرا من المسلمين استشهدوا في سبيل الله، ومنهم القايد والأعيان.

وقد أثر هذا الفعل علينا لسببين:

الأول هو الضرر الذي لحق بهؤلاء المساكين، الذين لا يعرفون الخداع، ولا يقبلون بالتخلي عن مبادئهم، المتمثلة في السلام، واحترام سيادة القانون، حتى لو كان فقط بسبب عدم اهتمامهم، وعجزهم وفقرهم، فدمرت منازلهم وقتل رجالهم، وتشتت السكان نساء وأطفالا بغير ذنب اقترفوه.

والسبب الثاني:

هو أن الأشخاص المعنيين (من ولاية الجزاير) انتهكوا قواعد السلوك التي كانت مختومة بغراء قوي، ودمروا الاتفاقيات الموضوعة، للحفاظ على السلم والرخاء بين الحكومتين، وهو أمر غير مقبول.

فأمرنا باشاكم خديمنا القايد ادريس بن الكوري، أن يفعل مع هؤلاء ما يلزم لإنقاذكم من بطشهم الذي يدبرونه، وكلفناه بالاستقرار في هذه المنطقة، لنتنازعها معهم، حتى يعيدوها سريعا لسكانها، فإن امتثلوا فسيكون خيرا كبيرا، وإلا أخبر جنابنا الشريف.

أمرناه أن تستقر معه في هذا المكان، وتتبع أوامرنا بالبقاء هناك، حتى نخبره بما سيحدث لهم في هذا الأمر، ونعطيه الأوامر المناسبة بحول الله.

وأعطينا نفس التعليمات للخديمين؛ بن عمور والمراكشي، وخدامنا في قبايل سفيان، ليعملوا جميعا بنفس واحد، في تنفيذ تعليماتنا الشريفة.

ولا يساورنا شك في وفائكم، ولا في طاعتكم، ولا في إخلاصكم للصالح العام، أدام الله عليكم إيمانكم وأعزكم، وزادكم خيرا ظاهرا وباطنا…

نحن نستعد لإرسال بعثة من أعتابنا الشريفة إلى عين صلاح، لرؤية الأماكن التي جرت فيها الوقائع المذكورة وإجراء تحقيق بشأنها، والحصول على إبعادهم وتسوية الخلاف بين المتواجدين هناك، هذه البعثة هي في الطريق إليكم بعون الله، والسلام.

في 13 قعدة 1317هـ (15/3/1900).

هذه الرسالة وصلت متأخرة إلى تيمي، وقام بنسخها عند وصولها كاتب الباشا إدريس، السي محمد بن هاشم. في 23 ذو الحجة 1317 (42/4/1900) بعد المعركة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر ….quat.siec.d,his .mar :ص344–346.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M