في أفق إجراءات التخفيف الجديدة.. هل تضل المساجد ووزارة أحمد التوفيق مستثناة؟؟

27 مايو 2021 17:00
التوفيق: أمير المؤمنين يسهر على حفظ دين الأمة وفق نموذج يستجيب لحاجيات المؤمنين

هوية بريس – حكيم بلعربي

ضجت المواقع الإخبارية الوطنية قبل ساعات، متناقلة ما نشرته يومية المساء في عدد اليوم الخميس، من أن السلطات قد قررت تخفيف الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا على صعيد التراب الوطني؛ وعليه فيرتقب تخفيف القيود على التنقل وعلى جميع الأنشطة التي لم يطلها التخفيف من قبل، وعلى رأسها تموين الحفلات وغيرها، كما يرتقب تقليص توقيت حظر التنقل، وانطلاق الموسم السياحي وعملية “مرحبا” بعد فتح الحدود مع مجموعة من الدول.

وتأتي هذه الحزمة من الإجراءات التخفيفية المنتظر الإعلان عنها بعد مجلس حكومي وشيك بعد مدة قصيرة من إطلاق حزمة من الإجراءات التخفيفية التي أعقبت عيد الفطر.

لكن الذي يستغربه العديد من المتتبعين هو استثناء الأنشطة الدينية التي تشرف عليها وزارة أحمد التوفيق من هذه الإجراءات المتتالية !!!

ففي الوقت الذي تضغط فيه كل القطاعات والوزارات لتستفيد بأكبر ما يمكن من إجراءات التخفيف لانتعاشها وخروجها من آثار الحجر والإغلاق نجد السيد أحمد التوفيق الاستثناء الذي لا يفرُقُ عنده الأمر خُفِّف أو شُدِّد.

ولعل السبب هو كون السيد الوزير قادم لوزارة الشؤون الإسلامية من خارج تخصصات أهلها، وهو لا يفكر بتفكير العلماء ولا يشغله ما يشغل المتخصصين في علوم الشريعة، إنما غاية مناه أن يمشي الأمور ويسلك (السربيس) بأقل ما يمكن من الجهد والتكليف.

ولهذا طالبنا وطالب كثير من المغاربة بأمرين:

أحدهما: ضرورة إشراك المؤسسات العلمية والفاعلين الشرعيين في هكذا قرار يكون له تعلق بالأمور الشرعية سواء في ظروف جائحة كورونا أو غيرها.

والثاني: ضرورة تحرك العلماء سواء منهم الرسميون أو غيرهم للتعبير عما يمليه عليهم واجب البيان للناس والبلاغ عن الله الذي حرم عليهم الكتمان والسكوت (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) آل عمران 57.

ففي الوقت الذي يطالب به أهل الفن بما يصلح شأنهم، وأهل السياحة بما يخدم قطاعهم، وأرباب الاقتصاد بما يعود بالنفع على معاملاتهم، وممنو الحفلات والعاملون في النقل والطيران، وأرباب المقاهي والمطاعم والحمامات، والقيمون على النوادي الرياضية والترفيهية، وأصحاب قاعات التجميل… كل يطالب بالتخفيف لمصالحه…. ويبقى القطاع الديني تحت سطوة وسيطرة السيد أحمد التوفيق وصمت أهل العلم والشأن والاختصاص الذين فَهموا أو فُهِّموا أن العمل في هذا القطاع بشكل رسمي يعني السكوت والصمت وعدم التفاعل مع شأنهم وما يهمهم وما يعنيهم خلافا لباقي الوزارات والمؤسسات.

فهل هذه القطاعات التي سيطالها التخفيف كلها أولى من بيوت الله التي ما تزال أربعة أخماس منها تعاني الإغلاق رغم إجراءات التخفيف المتتالية..؟؟

وما ذنب سكان البوادي والقرى الذين قضى عليهم السيد التوفيق بالإعدام الديني مع أن مساجدهم لا يرتادها عادة إلا أعداد يسيرة لا تجاوز في كثير من الأحيان أصابع اليد الواحدة؟؟

والنبي ﷺ يقول: “مَا مِن ثَلاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلاَ بَدْوٍ لا تُقَامُ فِيهمُ الصَّلاةُ إِلاَّ قدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيكُمْ بِالجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الغَنمِ القَاصِيَةَ” رواه أبو داود.

ألا يخشى السيد الوزير أن يأتي يوم القيامة وقد تحمل هذه الجريرة على رقبته يواجه بها ربه، جريرة تعطيل أعظم شعيرة عملية وهي الصلاة في الجماعة وعدم جعلها في الأولويات التخفيفية؟؟

هل طغت المادية على السيد الوزير فصار بدوره لا يهتم إلا بما له عائد نفعي أو مردودية مادية، حسب فهمه، أما المساجد فهي لا تسمن ولا تغني من جوع!!!

ولهذا خانت العبارة السيد الوزير في مجلس رسمي فقال بعظمة لسانه -جوابا على المطالبين بفتح المساجد قبل أن يلزم بالفتح- في تعبير ينم عن عمق البعد عن هموم أصحاب الدين وعن الإغراق في المادية (أو علاش المساجد؟؟؟).

المساجد يا سيادة الوزير هي بيوت الله، والمفر لعباد الله من هموم الدنيا ومشاغلها ومتاعبها والتي فيها إقام الصلاة الذي قال فيه ربنا في الحديث القدسي: “إنا أنزلْنا المالَ لإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ” صحيح الجامع.

المساجد يا سيادة الوزير هي الحاضن الشرعي للهوية الإسلامية المغربية والمكان الطبيعي لحمى الملة والدين التي تتعهد بحمايتها مؤسسة إمارة المؤمنين هذه الحماية التي تكاد تعطلها في ظل تأخر فتح المساجد والكتاتيب والمدارس العتيقة ودور القرآن…

وهذا من شأنه أن يؤثر على مردودية حفظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية وجودتها، وعلى المملكة المغربية كدولة رائدة في مجال العناية بالقرآن الكريم. بل ويهدد الخصائص المغربية لهذه العناية بالقرآن الكريم كالحفظ باللوح والعناية بالرسم القرآني المغربي والطريقة العتيقة التي تميز بها أهل المغرب وتفوق بها الحفاظ المغاربة على مر العصور عبر العالم حتى قيل :”القرآن الكريم نزل بالجزيرة وحُفظَ بالمغرب”….

فهل السيد الوزير مستعد للتضحية بكل هذا الرصيد وهذه المكتسبات وهذا الرأس المال الكبير فقط لإجراءات وقائية بسيطة استطاعت كل القطاعات أن تتفوق فيها وتتأقلم معها وشكل القطاع الدين استثناء ظالما وجائرا… يراوح مكانه تهميشا وإغلاقا وتضييقا…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M