في المعنى الحقيقي للسعادة لا لمتوهمها أتكلم…

16 مارس 2022 10:22

هوية بريس – محمد بوقنطار

لما كانت الروح أسمى من البدن بالاتفاق، كان الوحي أزكى من بقل التراب وقثائه، وإنّما سمت الروح لعلوية مصدرها، وتسفل البدن لسفلية مادة الصنعة (التراب)، فالسعداء قد سعدوا بإسعاد الروح وتغذيتها بالوحي الأكرم وما يلزم معه من إيمان وعمل صالح وقد قال الله واصفا السعادة بالحياة الطيبة، مقيِّدا لها بالعمل الصالح في دائرة الإيمان لا غيره: “ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييّنه حياة طيبة”…

أما الأشقياء فما شقوا إلا باعتقادهم وتوهمهم أن السعادة هي في الإشباع الترابي للبدن، وانظر هاهنا للتحقق كيف أن الله استجاب لبني إسرائيل وقد طلبوا من كليمه موسى عليه السلام على نفاد صبر وتشوف شهوة وسطوة سراب أن يخرج لهم ربه من ما تنبته الأرض من بقل وقثاء وفوم وعدس وبصل، ثم قال سبحانه وتعالى بعد دلالة لفظ الإهباط “اهبطوا مصر” ورمزيته لمعنى الدونية ولازمة التسفل في نقيصة زينة الحياة الدنيا، من خلال استبدال الأدنى بالذي هو خير، “فضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله” ثم جاء التبرير الرباني لهذا الضرب العادل من الذلة والباءة بالغضب بقوله جل جلاله: “ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون”.

وإنما هذا أصل وماء ليس بسراب، ولكن حيل بينه وبين القوم غوائل المَيْن ولجلجة الأحكام لا عدل لها ولا فضل، كما العجب والطيش وخفة الوزن في مهب ريح الشبه والشهوات (ذلك مبلغهم من العلم)، والموفق من وفقه الله وقد تجرد من دعوى الحول والقوة، وأرجعهما للقوي العزيز جل جلاله.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M