قناة “TV5” موند الفرنسية الحكومية توبخ صحفيا لأنه أحرج مسؤولا إسرائيليا.. كيف دار الحوار؟!

24 نوفمبر 2023 21:10

هوية بريس – علي حنين

في تكريس للانحياز الفاضح لسردية الاحتلال الصهيوني بشأن العدوان الهمجي على قطاع غزة المحاصر منذ 7 من أكتوبر، أصدرت قناة “TV5 موند” الفرنسية الحكومية بيان توبيخ في حق الصحفي محمد قاسي.



وحسب ما تداولته مصادر إعلامية، فإن توبيخ الصحفي محمد قاسي جاء بسبب إحراجه المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني، أوليفييه رافوفيتش، في أثناء حوار حول اقتحام قوات الاحتلال لمستشفى الشفاء.

وكان الصحفي قاسي قد سأل المتحدث باسم جيش الاحتلال قائلا:” هل دخول مستشفى يتوافق بالنسبة إليكم مع احترام القوانين الدولية وخصوصا الإنسانية؟!”.

ليرد عليه المسؤول الصهيوني قائلا ” بالنسبة إليك، هل يبدو عاديا استخدام مستشفى كقاعدة عسكرية؟”. في محاولة منه لتمرير أكاذيب الاحتلال بشأن احتماء رجال المقاومة بالمستشفيات في غزة.

غير أن “محمد قاسي” بادر لتذكيره بأنه صحفي ودوره هنا يتمثل في طرح الأسئلة، وليس التعبير عن وجهات نظره الشخصية.

وتساءل الصحفي قاسي “ألا توجد استراتيجية عسكرية تخول لكم مثلا إخراج هؤلاء المقاتلين – إن وجدوا – قبل دخول المستشفيات؟ هل هذا مستحيل؟”.

ليرد المسؤول الصهيوني مبررا همجية كيانه الغاصب وانتهاكاته المستمرة لجميع القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، بالزعم بأن رجال المقاومة لا يحترمون القانون الدولي، ومرددا أكاذيب الاحتلال المفضوحة بشأن قتل عناصر القسام للأطفال والنساء في 7 من أكتوبر.

غير أن الصحفي الفرنسي فاجأه بسؤال منطقي، لكن يبدو أنه لم يكن يتوقع أن يطرح عليه في إعلام فرنسي رسمي معروف بانحيازه التام للسردية الصهيونية، قائلا ” إذا أنتم تتصرفون مثل حماس.. هل هذا ما تريد أن تقوله لي؟!”.

ليرد المتحدث باسم جيش الاحتلال بارتباك وتشنج، حيث بدأ في كيل الاتهمامات للصحفي الفرنسي بدل الإجابة عن السؤال المحرج، ومعتبرا مجرد طرح ذلك السؤال بمثابة “عدوان على دولة إسرائيل”.

وأمام إصرار المسؤول الصهيوني على رفض الإجابة عن السؤال المحرج الذي يفضح همجية الاحتلال وعداونه الوحشي على غزة.. قام الصحفي محمد قاسي بإنهاء المقابلة.

ويبدو أن ما قام به الصحفي محمد قاسي اعتبر لدى القناة الفرنسية الرسمية خروجا عن التوجيهات الصارمة بشأن التعامل مع العدوان على غزة، والذي يتمثل – وفق ما رصده عدد كبير من الخبراء والمختصين – في السماح فقط للسردية الإسرائيلية للأحداث بالوصول إلى الجمهور الغربي، في مقابل الاستبعاد شبه التام للسردية الفلسطينية، ولأي صوت يحاول تحكيم العقل والضمير في ما يجري في فلسطين.

وزعمت قناة “تي في 5 موند” في بيانه السالف الذكر أن ” المقابلة لم تحترم القواعد الصحفية المطبقة، وقد أدى ذلك إلى إعطاء انطباع عن أساليب عمل الجيش الإسرائيلي وكأنها تعادل استراتيجيات حركة حماس، وهذه الأخيرة تعتبر إرهابية في نظر العديد من الدول”، حسب تعبيرها.

وأكدت القناة في نفس البيان أنها “ستتخذ التدابير اللازمة لضمان استمرار تقديم تغطيات متوازنة”.

في المقابل، تلقى محمد قاسي تعاطفا واسعا من ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب مولود سعيد في صفحته على منصة “إكس”: “كل التضامن والدعم مع الصحفي محمد قاسي الذي يواجه حملة شرسة من قناة “تي في 5 موند”، بدعوى عدم احترام أخلاقيات المهنة، إنه بلد الحريات المزيفة”.

وفي نفس السياق، قال أحمد داوود على ذات المنصة: “أقدم كل الدعم والتضامن للمذيع محمد قاسي، إثر الشكوى التي تقدم بها المتحدث باسم الاحتلال، بعد أن فشل في الإجابة عن أسئلة مهنية واحترافية”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M