كيف يتم استهداف التدين في المجتمع المغربي؟

08 أبريل 2022 17:38

هوية بريس – عبد الصمد إيشن

واضح لكل متتبع أن استهداف التدين بالمغرب أو بالبلدان الإسلامية يكون باستهداف أركانه ثم رموزه، وذلك في صورة دعوات تحريضية أو نزعات حقوقية أو حملات إعلامية منظمة أو فكرية.

وفي هذا الصدد سنجد استهداف التدين في المجتمع المغربي يكون باستهداف القرآن الكريم والحديث والأسرة ومادة التربية الإسلامية ورمزية شهر رمضان والقيم الإسلامية المباركة.

عند كل موسم نجد أقلية معينة تناقش موضوعا معينا في الدين الإسلامي يحد من حرية المجتمع أو يضيق الخناق عليها حسب زعمه، فتجد هؤلاء يجحدون ويفسرون وينتجون الخطابات الرنانة حتى يظهر للمتابع أنهم على حق وأن الإسلام أو القرآن الكريم أو الحديث الشريف يتناقض مع روح العصر التي يريد هؤلاء أن ينتفع به المسلمون.

فمثلا كيف نفهم الدعوات المتكررة لعدم تجريم العلاقات الرضائية خارج إطار الزواج، إن لم يكن المقصود هو ضرب الأسرة المغربية والتي تشكل في الدين الإسلامي أحد ركائزه وثوابته الشرعية إذ لا اجتماع لذكر وأنثى إلا داخل مؤسسة الزواج بغية تنظيم وتربية النسل.

وبعدها في مناسبات أخرى تخرج دعوات عدم تجريم الإفطار العلني، لكي نصبح في جو عادي مثل أي بلد غير مسلم، لا خصوصية لنا ولا أجواء رمضانية تكثف معاني الإيمان والإحسان بين المسلمين.

هي حملات وتشويشات لا مفر منها إلا بفضحها وفضح من وراءها بشكل مستمر عبر الإعلام والكتابة والدعاية الحسنة.

وحول استهداف التربية الإسلامية في المناهج الدراسية، يقول الأستاذ الجامعي أحمد كافي، بأن الذين يستهدفون مادة التربية الإسلامية أو شعبة الدراسات الإسلامية أو المواد الإسلامية، إنما يستهدفون المغرب ويعملون على أن يتلقى الناس التكوين الديني خارج المؤسسات.

وقال “نحن نريد للناس وعموم المغاربة أن يتلقوا الأمور الدينية داخل المؤسسات، وأن يتم تأطيرهم داخلها، وأن يجدوا حاجاتهم وضالتهم فيها، وإلا فإننا لا ندري أي السراديب المظلمة  سوف يتلقون فيها دينهم وأمور دينهم، وبالتالي لا نتوقع أي الأقدار السيئة التي ستحل بالمجتمع”.

وشدد كافي على أن مادة التربية الإسلامية هي هوية الأمة وهي عنوانها، وبالتالي ينبغي أن نحرص عليها لدورها في أمن المجتمع واستقراره، وعلى أن تبقى هذه اللحمة الجامعة لعموم الشعب المغربي، لأنه مجتمع أصيل للدين عليه أثر كبير وفي جميع الظروف والمناسبات في السراء والضراء وفي أفكاره، وبالتالي لا يجوز ولا يليق استهداف هذه المادة لا في حصصها أو في تقيميها أو في معاملها؛ يقول كافي.

وفي هذا السياق يقول الأستاذ محمد بولوز يبدو أن المبالغة في اعتبار ما يسميه البعض مقاصد ومآلات وعدم الانجرار إلى المعارك التي يشعلها الخصوم، وعدم منح البطولة لمن يبحث عنها، أو الالتفات فقط للبناء دون الاهتمام بالمنهمكين في التشكيك والسب والهدم، ونحو ذلك وما يشبهه، كل ذلك ينتج خللا في المنهج وعطبا في الرؤية وقد يعقبه شلل في الحركة وذهاب الريح مع الزمن، حيث يتبلد الحس وتقل حرارة الجسم ويحل أجل المشروع، ويأذن الله لقوم آخرين، يبرز نجمهم ويلتف ذوو الغيرة الزائدة عليهم، فيكبر هؤلاء مع توالي المواقف والفعل والحضور وينسى الناس من سبقوهم، تلك إذن سنة جارية في تجديد أمر دين هذه الأمة واستبدال من تولى وعجز بمن تحمس وحضر ونافح ودافع.

ويضيف د. بولوز في فضحه لأصحاب الحملات والدعوات المشوهة للرموز الإسلامية “حضرتني هذه المعاني مع الغزوة الأخيرة لبني علمان في حق خير البرية وحبيب الأمة محمد صلى الله عليه وسلم أو هي فلتة قلم تسب رسول الله ﷺ وتزيل عنه القداسة بحجة انشغاله الكبير بأمر النساء وتتهمه بأنه يقول ما لا يفعل، يحدد التعدد في أربع ويتزوج إحدى عشر، بل وتلاحقه العلاقة المشبوهة مع بعض محارمه، وزاد المجرم الذي تولى كبر هذا الإفك والبهتان، تدوينة صورت ووثقت -قبل أن يقوم بحذفها- يصف فيها من زكى الله منطقه وبصره وقلبه وكيانه كلهﷺ، بأن “عقله في عضوه التناسلي” وسميتُ الذي وقع غزوة، لتداعي شرذمة العلمانيين للتناصر والتعاضد والترافع حيث دخل على الخط الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وحركة ضمير ورموز لهم ونكرات هنا وهناك.

هي حملات كثيرة كما وضحنا وأوضحنا لكن إن اختلفت يبقى الخيط الناظم بينها ضرب قدسية ورمزية الإسلام، ذلك الدين وتلك المرجعية التي حفظها المغاربة أبا عن جد وفق ثوابت المملكة المغربية الشريفة”اهـ.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M