مؤشرات هزيمة روسيا في سوريا وفشل بوتين في إنقاذ بشار

19 فبراير 2016 15:58
مسؤول روسي: لا مصالحة في سورية دون حكم ذاتي للأقليات

هوية بريس – متابعة

الجمعة 19 فبراير 2016

أشارت صحيفة “النهار” اللبنانية إلى أن القيادة الروسية فشلت في تحقيق الأهداف الأساسية لها في عدوانها على الأراضي السورية، موضحة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فشل في إنقاذ رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسئول أوروبي في باريس وثيق الاطلاع على تطورات الصراع بين حلفاء نظام الأسد ومكونات الثورة، قوله إن القيادة الروسية فشلت في تحقيق الأهداف الأساسية ، موضحا أن أولى هذه الأهداف هو فشلها في إقناع أميركا والدول الحليفة لها بقبول بقاء الأسد في السلطة والموافقة على تغييرات شكلية أو جزئية في نظامه لن تمس جوهره وتركيبته الأساسية، إذ إن هذه الدول تمسّكت بضرورة رحيل الأسد والمرتبطين به والانتقال من طريق المفاوضات إلى نظام جديد تعددي من أجل إنجاز حل سياسي شامل وحقيقي للأزمة السورية.

يأتي هذا في الوقت الذي كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري لمسؤول دولي إنه قال للرئيس فلاديمير بوتين في لقائهما الأخير: “إذا كنت تحاول مع حلفائك إبقاء الأسد في مكانه فإن الحرب لن تتوقف وستشهد سوريا تزايداً كبيراً في أعداد الإرهابيين وأعمال العنف، وسيكون من الصعب جداً الحفاظ على هذا البلد موحّداً ومتماسكاً”. ونشر الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية هذا الكلام الذي يتمسك به كيري على رغم التطوّرات العسكرية الأخيرة.

وأوضح المسئول الأوروبي أن ثاني الأهداف التي فشلت القيادة الروسية فيها هو إقناع أميركا وحلفائها بقبول تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم معارضين يختارهم الأسد على أساس أن تكون هذه الخطوة مدخلاً إلى الحل السياسي، بل إن الأمريكيين وحلفاءهم تمسّكوا بضرورة انتقال السلطة إلى نظام جديد وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2254، والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين للنظام والمعارضة وتمارس السلطات التنفيذية الكاملة وتنفذ خطوات تكرس التغيير الكبير في سوريا.

وتابعت الصحيفة على لسان المسئول الأوروبي قوله “ثالثاً: فشلت القيادة الروسية في أن تفرض على الدول الأخرى تشكيلة الوفد المعارض المفترض فيه أن يتفاوض مع النظام، إذ أنها سعت إلى ضم معارضين مرتبطين بها إلى وفد المعارضة الحقيقية المنبثق من اجتماعات الرياض، أو تشكيل وفد معارض ثان خاضع لها من أجل إضعاف دور المعارضة في المفاوضات”، مضيفا “لكن أمريكا والدول الحليفة لها أحبطت هذه الخطة وشدّدت على أن الحل السياسي للأزمة يتطلّب منح المعارضة الحقيقيّة المنبثقة من اجتماعات الرياض دوراً أساسياً في العملية التفاوضية مع النظام”.

ولفت المسئول الأوروبي البارز أن القيادة الروسية فشلت أيضا في إقناع أميركا بضرورة إشراك النظام السوري في الحرب ضد “داعش”، إذ إن الإدارة الأمريكية رفضت وترفض التعاون والتنسيق مع الأسد في هذا المجال وفي أي مجال آخر، وهي تقود تحالفاً دولياً يخوض هذه الحرب التي ستشهد قريباً تكثيفاً لنشاطاتها بعد انضمام قوات بريّة سعودية وعربية إليها على الأرض السورية من غير الحصول على موافقة النظام.

فيما خلص المسؤول الأوروبي إلى القول: “إن هذا الفشل دفع القيادة الروسية إلى محاولة حسم الصراع عسكريّاً. لكن روسيا لن تستطيع إنجاز الانتصار الذي تريد ولن يستطيع بوتين إنقاذ الأسد وسوريا، وهذا مرّده إلى ثلاثة عوامل، أولها إن روسيا تقاتل مع إيران دفاعاً عن نظام أثبت عجزه عن معالجة مشاكل السوريين وعن إلحاق الهزيمة بالمعارضين بقدراته الذاتية وعن الإمساك بالبلد.

وتابع: ثاني هذه العوامل أن القيادة الروسية لن تستطيع مهما فعلت أن تفرض على الدول الأخرى وعلى السوريين الحل السياسي الذي تريده.

أما ثالث هذه العوامل التي بسببها لن يستطيع بوتين إنقاذ الأسد، كما يقول المسئول الأوروبي، فهي إن القيادة الروسية ستجد نفسها، من غير التعاون مع أميركا وحلفائها، على رأس بلد منهار مفتت وممزّق ومقيّد ومكبّل بالكوارث المادية والبشرية والإنسانية وبخسائر هائلة في كل المجالات. وهذا ليس انتصاراً لروسيا وإيران بل يلقي على هاتين الدولتين مسؤوليات وتحدّيات بالغة الخطورة أكبر بكثير من قدراتهما على تسويتها ومعالجتها تمهيداً لإخراج سوريا من الجحيم”.

مؤشرات هزيمة روسيا في سوريا وفشل بوتين في إنقاذ بشار

روسيا تقصف 27 منشأة طبية منذ تدخلها في سوريا

 ذكر تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم، أن روسيا استهدفت 27 منشأة ومركزاً طبياً، منذ تدخلها في سوريا، أواخر سبتمبر الماضي.

 وأشار التقرير إلى أن هذه الهجمات خلفت 58 قتيلاً في صفوف المدنيين، بينهم 11 من الكوادر الطبية.

وأوضحت الشبكة أن هذه الهجمات التي وُثقت منذ ذلك التاريخ وحتى 15فبراير الجاري، تتوزع على 17 هجمة، في مناطق تخضع لسيطرة الثوار، وعلى رأسها مدينة حلب (شمال)، و10 أخرى في مناطق تخضع لسيطرة تنظيم “داعش”، على رأسها مدينة الرقة (شمال).

وبحسب التقرير، أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 58 مدنياً، بينهم 3 أطفال، و8 سيدات، و11 من الكوادر الطبية، مؤكداً أن “العديد من حوادث القصف كانت عبارة عن قصف عشوائي أو متعمد، واستهدف أفراد مدنيين عزّل”.

واعتبرت الشبكة، في هذا الصدد، أن “النظام الروسي خرق بشكل لا يقبل التشكيك، قرار مجلس الأمن 2139، عبر عمليات القصف العشوائي، إضافة إلى انتهاك العديد من بنود القانون الدولي الإنساني، مرتكباً العشرات من الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب”.

وكان مجلس الأمن الدولي، أصدر في فبراير 2014، قراراً برقم 2139، طالب أطراف النزاع في سوريا بوقف الهجمات ضد المدنيين، والقيام بكل ما هو ممكن لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية السريعة والآمنة ودون عوائق إلى من هم في حاجة إلى المساعدة.

من جهته، قال مدير الشبكة، فضل عبد الغني، في التقرير نفسه، إن “النظام الروسي يحاول أن يرسل رسالة إلى المجتمع السوري، في مناطق سيطرة المعارضة، عبر استهداف المراكز الطبية، بأنه لا يوجد مكان آمن لهم، ولا خط أحمر لا يمكن استهدافه، على غرار نظام الأسد، لكن بشكل أكبر”.

وأضاف “نرفض تماماً أن تكون روسيا طرفاً يقود العملية السياسية من جهة، ومن جهة أخرى تقوم بأبشع الجرائم الوحشية، من قصف للمراكز الطبية، وقتل للمدنيين، ولا يمكن لأي عاقل أن يقبل بهذا، وعليها أن توقف قصفها الهمجي”، داعياً الولايات المتحدة وأوروبا، إلى التوقف عن “اعتبار روسيا شريكة في إيجاد حل سياسي، في سوريا”.

ورأى أن “هذه الاستراتيجية (اعتبار روسيا شريكة في العملية السياسية) أسفرت عن تشريد مئات الآلاف من ريف حلب الشمالي، وتمركزهم على الحدود السورية التركية، وسط برد قارس، ما يُشكل ضغطاً إنسانياً وبشرياً على الحكومة التركية”.

وكان نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، صرح الإثنين الماضي، أن حوالي 50 شخصا، بينهم أطفال، قتلوا في استهداف 5 منشآت طبية ومدرستين، بالصواريخ، في حلب وإدلب، فيما اتهمت جهات معارضة ودول عديدة، روسيا بتنفيذ هذه الهجمات، الأمر الذي نفته الأخيرة.

ودخلت الأزمة السورية منعطفاً جديداً، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، في نهاية سبتمبر الماضي، وتقول إن هذا التدخل “يستهدف مراكز تنظيم داعش”، الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم المتطرف فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع لـ”الجيش الحر”، وفقا لمفكرة الإسلام.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M