ماذا لو كان “سيّاف الراشدية” بـ”قميص ولحية”؟!

29 نوفمبر 2021 23:27

هوية بريس – فؤاد محمد

لك أن تتصوّر أُخَيّ، لو أنّ الذي أشهر سيفه في وجوه الطّلبة أمام باب المدرّج الذي كان يحاضر فيه الأستاذ والشيخ الجليل ياسين العمري -حرس الله مهجته- (((بقميص ولحية)))، كيف سيكون ردّ فعل الإعلام الرّسمي السّمعي والبصري والمخابراتي!
أحلف بالله غير حانث أن لو كان ذلك لأقاموا الدّنيا ولم يقعدوها، ولكان الحدث مادّة دسمة توضع على منصات الأخبار الرّسمية، ولرُصِد له برامج وموائد حوارية كثيرة؛ يُستضاف فيها كالعادة مرضى متهوّكون لنقاش بزنطيّ مستهلك!
لكن أن يفعل ذلك رجلٌ من اليسار أمرٌ لا يستحقّ التّغطية، بل ذلك مرغوب فيه غير مستهجن، ويجب أن يكون؛ كي لا يصل الوعي السّليم إلى الشّباب المتعلّم، فيهدر عقودا من العمل على طمس معالم الفكر المستنير، ويقطع حبل الفساد الأخلاقي الذي أنفقوا في سبيله من ثمين أموالهم ونفيس أوقاتهم !
لا سيما حين يكون المستهدِف يعرف من أين تؤكل الكتف، ويفهم جيّدا عقلية الشّباب المعاصر، ومعه شيء من العلم النّافع ينفذ به إلى شغاف القلوب ولباب العقول.
أمّا بعد فإنّ فصائل ما يسمّى “القاعديين” قد تجاوزها التّاريخ، وأصبحت حاضنة الفاشلين والكسالى، ومأوى البلطجية والمتسكّعين.. فلمّا أدركوا انسحاب البساط من تحت أرجلهم رويدا رويدا، ورأوا انفضاض النّاس من حولهم زرافات ووحدانا، إلى جانب خلوّ جعبتهم من سلاح المواجهة العلمية، لجأوا إلى العنف وزرع الرّعب في النّفوس، كما هو شأن المفلسين على مرّ التّاريخ والأزمنة!
وعليه فيجب على سفراء الدعوة داخل أسوار الحرم الجامعي؛ المضيّ قدُما في زرع الوعي ونشر الخير في الوسط الطلابي، وقبله شحذ الهمم والاجتهاد في التّحصيل، والحرص على التفوّق وحصد النتائج المشرّفة، ثم الصّبر الصّبر على الأذى، واختيار الأنسب في مواجهة الفاشلين والكسالى، واعرفوا للحرم قدره واحفظوا له مقامه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M