محنة الفطرة.. بالله عليكم.. دعونا نُحِبُّ هذا الوطن!!

05 نوفمبر 2016 14:10
محنة الفطرة.. بالله عليكم.. دعونا نُحِبُّ هذا الوطن!!

هوية بريس – زينب أحمد

عِشْنَا ردحاً من أعمارنا القصيرة داخل هذا الوطن، نقرأ ما لا يصلح إلا ليكون حبراً على ورق، ونعيش ما يُناقض ذلك المقروء في الورق. أَلِفنا هذه المفارقة الأليمة.. اعتدنا هذا الإنفصام القاسي.. وتأقلمنا برمائيةً في العيش مع ما نتعلّمُهُ في الكتب وما نعايشه في الواقع.. ثم، وبحِملنا الثقيل ذاك، أحببنا هذا الوطن.. وأردنا للذين يرثونه من بعدنا.. أبناء هذه الأرض العزيزة.. أن يبلغ عشقهم للوطن نِصابه، ليؤتي أُكله في كل حين بإذن ربه.. فسترنا ظلام الماضي بالابتسام لإشراقة الصبح.. حدّثناهم عن تاريخ الأجداد الحافل.. ربطناهم بذلك الأصل البطل.. ثم سرنا بهم عبر تراتيل الصبح نُغني لهم النشيد الوطني بأعين تفيض حبا.. لقد كان هاجسنا الوحيد أن ينظروا إلى الشطط في استعمال السلطة أو حكر امتيازاتها بيد البعض دون بعض.. فرابطنا على حدود منعها من الخدش في أحلامهم..

صورة الوطن الجميل.. أرض الأحلام.. إلدورادو.. المدينة الفاضلة… كلها كانت عناوين ترسمها أعين الأطفال والأطر والآباء والأولياء والزائرين لمدرسة الفطرة الخصوصية.. كانت وليدة هذه الرغبة في صناعة جيل الأمل.. وكاد أملنا أن يعانق السماء بعد أن استمرَّت تجربته لمدة خمس سنوات، قبل أن يشق عوده خبرُ الأكاديمية الجهوية بإغلاق المؤسسة من غير أسباب قانونية أو حتى منطقية!!

خلال ذلك، جالت بنا الذاكرة بين أحداث ماضي المدرسة القصير ومستقبلها المُهدَّد. وكتمنا تلك التي تحدّث الجميع عن أنّها السبب الحقيقي أو اليد العليا في هذا التّعدّي..

لكن اليوم، ومع قرار المحكمة الإدارية بالرباط والذي قضى تحت دهشة المتفائلين جميعا، بإلغاء دعوى المدرسة. اليوم بالضبط، ألحّت علينا الذاكرة بالعودة للنّبش مجددا في تفاصيل هذه القضيّة التي يبدو أنّها دُبِّرت بليل.. فبرزت أسئلة عريضة:

√ هل من كان يتوعّدنا دائما بنسف المدرسة.. ويُجِدُّ لذلك ويشتكي لدا المحكمة الابتدائية وكذا الإدارية ،ثم يكاتب ويراسل كل الإدارات والقنصليات ووو.. هل هو صاحب هذا التعدّي؟

√ هل يمكن أن تبتلع كلمة مواطن واحد، قانون البلد في لقمة سائغة، وتهضم -في طيّ ذلك- حقوق أكثر من 200 طفل و50 عامل في المدرسة؟ ما ذنب هؤلاء؟!

لا لا، هذا أمر مستبعد.. لكنّ، المحاميان ترافعا.. ووكيل الملك انتصر لموقف المدرسة.. ثم بعد عودة القاضي، وإعلانه رفض الدعوى المُقدَّمة من طرف المدرسة ضد قرار الأكاديمية.. تحت لهيب الحيرة التي أصبحت سيدة الموقف.. خارت قوى عقولنا ووعينا بقدرة هذا القانون على أن يكون صمّام أمان لكل مواطن مغربي على السّواء!!

√ هل يُعقَل أن يصبح تدريس اللغة العربية، جريمة عظمى، حتى والقانون لا ينص على تجريم ذلك؟

أين أولئك من تدريس الآجرومية وألفية ابن مالك ووو في المدارس العتيقة؟

√ أليست المدارس العتيقة، تفصل بين الجنسين على مستوى المدارس وليس فقط في الأقسام كما نفعل نحن؟

فهل من فرق في التركيبة الجسدية والنفسية لجيل يتخرج من التعليم العتيق وجيل يتخرج من المدارس العصرية؟

ألا يعلم أولئك، أن المساواة في التعليم أقدس بنود حقوق الطفل؟

√ لكنّ، السؤال البارز في كل هذا الشطط

* من يقف وراء هذا القرار؟ *

أيُّها السادة.. أصحاب القرار.. من فيكم سيطيق دعاء أكثر من 200 طفل عليه.. اذكروا قول الله تعالى: {{وَقِفُوهُم إنّهم مسؤولون}}.. سيسائلكم هؤلاء الأبرياء يوم لن ينفعكم كل ما تتخيلونه حيلة مسوِّغة لهذا الظلم.. هناك، حيث تُرفع المظالم إلى الجبّار القهّار، لا إلى المعارف ولا إلى الرشاوي.. ماذا أنتم حينها قائلون؟

– ثم أيّتها الأكاديمية، أليست المدارس العمومية والخصوصية، تعرف اكتظاظا خانقا.. ماذا لو تضامنوا مع الفطرة وقامت قائمة الجميع؟!

– يا حُماة أمن البلد، أليست الحوادث المشتعلة مُنذرة بوعيد الفتنة.. فلماذا تُثار بقع فتن جديدة هنا وهناك؟

رجاء.. يا جميع من يملك يدا في هذا.. اتَّقوا الله في هؤلاء الصِّغار المتعلّقة قلوبهم بالمدرسة.. اتّقوا الله فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة..

أرجوكم دعونا نُحِبُّ هذا الوطن ونُعلِّم أبناءكم حُبَّه.. فهم من سيكون غدا، طبيبكم إذا مرضتم.. جاركم إذا استوحشتم.. مصرفيكم إن أنتم استدنتم… ابنكم إذ أنتم ستحتاجونه في كلّ وقت، محباً لكم..

بالله عليكم.. دعونا نزرع فيهم حُبّاً ليبدأ حَبّاً ثم يصير عنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا..

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. لا حياة لمن تنادي.. والمغاربة يعرفون ان هناك خونة يحاربون هويتهم ودينهم.. اللهم اجعل المسؤولين على اغلاق مدرسة الفطرة يطلبون الموت فلا يجدونها.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M