مدونة الأسرة.. لماذا يحرض “الكهنوت العلماني” ضد خطباء ودعاة المغرب؟

15 أبريل 2024 18:32

هوية بريس-عزالدين زحال

تفاعل عدد من النشطاء مع الجدل الدائر مؤخرا بين بعض الأقليات التي تحمل فكرا تغريبيا وباقي مكونات المجتمع المغربي، من علماء وأكاديميين ومفكرين.. بخصوص المرجعية التي ينبغي أن يعتمد عليها في تعديل مدونة الأسرة.

هذا، وقد لوحظ وجود نوع من الخطاب الإقصائي من بعض المنتمين للتيار اللاديني، قد يصل إلى حد اللمز والسب، ممن يرفعون شعار الحرية في سياق حديثهم عن الثوابت الوطنية والهوية المغربية.

ويتمثل هذا الإقصاء في مهاجمة كل الآراء المخالفة لتوجههم الذي يلغي الهوية المغربية والدين الإسلامي؛ الذي يدخل ضمن المقدس لدى السواد الأعظم من المغاربة.

وفي هذا السياق شنت منابر موالية للتوجه اللاديني حملة تحريض ضد بعض الخطباء، الذين قاموا بواجبهم والمهام الموكلة لهم، بسبب مخالفة كلامهم للآراء التغريبية التي يروج لها المنتمون للتيار المذكور.

وفي هذا السياق نشر الدكتور خالد الصمدي منشورا بعنوان “اختلال الميزان” أشار فيه إلى إحدى المفارقات في هذا الخطاب قائلا:

“سنة كاملة من: الطعن في القرآن، وفي سنة النبي العدنان، والاستهزاء بالعلماء، وبثوابت الأمة الجامعة، الراسخة البنيان، كلها حرية تعبير ينبغي، حمايتها بلا خلاف، والرد عليها بكلمة حرة فوق منبر، تطرف يخاف أن يسائلون عنه وزير الأوقاف!!!

كما لم يخلوا خطاب هذه الأقليات من النبز واللمز والسب بعبارات وأوصاف لا ضوابط علمية لها؛ من قبيل “المتطرفون” “الدواعش” “التكفيريون”.

وقد يتساءل البعض عن سبب هذا التحريض؟ ليجيبه الآخر بسبب تشويه صورة هؤلاء المشايخ في عيون الناس وصرف القلوب والعقول عنهم،

الأمر الذي اعتبره بعض الفاعلين على مواقع التواصل إعلانا صريحا للإفلاس والعجز، لذا لم يعتمدوا على الحجة وسلكوا مسلك الكهنة مع المفكرين ومشعوذي القرون الوسطى.

مما دفع بعض النشطاء لإطلاق لقب “الكهنوت العلماني” على هذه الأقليات الإقصائية التي تريد فرض رأيها على السواد الأعظم من المجتمع المغربي.

والمتأمل في كلام الخطباء الذين وجهت لهم سهام النقد من التيار المذكور يجده خطابا يؤكد على الثوابت الوطنية؛ من دين وإمارة المؤمنين ومقتضياتها.

ما دفع بعدد من المغاربة للاستغراب والتساؤل، كيف يوصف من كان هذا خطابه بالتطرف؟ ومن أين تأتي لهؤلاء كل هذه الجرأة لرمي الناس بتهمة جاهزة ومعلبة؟

هذا من جهة؛ من جهة أخرى؛ فالأغرب من هذا كل أن خرج أحد المتطرفين الذين سبق وصرح “بأن النظام الذي يقوم على الدين هو السبب في التطرف” ليتهم الخطباء والعلماء والدعاة بتهمة غريبة، حيث عاب عليهم أن من عقيدتهم “طاعة ولاة الأمور والحكام”.

الأمر جعل المتتبعين في حيرة من هؤلاء، كيف يعاب بمثل هذا ويتهم بالتطرف من ينطق بلسان المغاربة؟

منذ متى كانت الدعوة لدرء الفتن والوحدة والجماعة والإتلاف جريمة وعيبا؟

وفي الختام، فقد عبَّر كثير من المتابعين لحملة التحريض هاته عن استياءهم من المستوى الإقصائي الذي بلغه المنتسبون للتيار اللاديني في المغرب، موجهين لهم دعوة للالتزام بالمنهجية العلمية وآدب الحوار في طرح أفكارهم، مع احترام مطالب الشعب المغربي المتشبث بدينه وهويته وثوابت وطنه، أو على أقل تقدير أن يحترموا حق حرية التعبير التي صدعوا به رؤوسنا لسنوات.

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M