مراكش: زكرياء يتحدى المرض ويجتاز الاختبار الموحد بالمستشفى

26 يناير 2016 18:55
مراكش: زكرياء يتحدى المرض ويجتاز الاختبار الموحد بالمستشفى

هوية بريس – عبد الرحيم الضاقية

الثلاثاء 26 يناير 2016

في إطار برنامج “المدرسة في المستشفى” الذي انطلق في السنة الماضية عبر شراكة مثمرة بين جمعية أسرة التعليم للتنمية المستدامة والمستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، انطلقت البرامج التربوية على أكثر من محور (أطفال مركز الآنكولوجيا – دار الحياة – محاربة الأمية لدى الأمهات..)، وقد تم تكييف البرامج الدراسية مع وضعيات المرضى على مستوى وضعياتهم الاستشفائية وطبيعة البرنامج العلاجي Protocole المقترح على كل مريض/ة.

وقد كانت الاستجابة كبيرة من قبل نساء ورجال التعليم من مختلف الأسلاك للتطوع والعمل إلى جانب هؤلاء الأطفال رغم ظروف التنقل والتوقيت.

كما فاقت النتائج منذ البداية كل التوقعات، حيث وقع تلاحم كبير بين الطاقم التربوي والتلاميذ/ات وذويهم مما أثمر تحولا في علاقة الأطفال المرضى مع فضاء المستشفى الذي تجندت طواقمه الطبية والإدارية لتسهيل مهام الجمعية ومتطوعيها.

وخلال هذا الموسم الدراسي تمت مضاعفة الجهود بحيث أصبح العمل أكثر منهجية وملاءمة للوضعيات الصحية والاجتماعية للمرضى.

وفي هذا الإطار جاءت حالة التلميذ زكرياء التلمودي لتبين مدى نجاح هذا البرنامج من خلال التغطية الإعلامية التي حظي بها. فقد بدأت القصة منذ يوم 15 يناير 2016 حيث تم الاتصال بالسيد رئيس مصلحة الحياة المدرسية بنيابة مراكش وإخباره بأن التلميذ زكريا الذي يتابع علاجه بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس قسم الأنكولوجيا وأمراض الدم، يحتاج ترخيصا من النيابة لاجتياز الامتحان الموحد المحلي للسنة الثالثة إعدادي بالمركز، ولم يتردد السيد رئيس المصلحة لحظة في إبداء موافقته المبدئية شريطة التقدم بطلب للسيد النائب في الموضوع وهو ما تم يوم الاثنين 18 يناير 2016.

العملية تطلبت تنسيقا رباعيا: المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس والمؤسسة التي يتابع فيها التلميذ زكريا التلمودي دراسته (مجموعة مدارس السابلة الخاصة حي لمحاميد) جمعية أسرة التعليم للتنمية المستدامة ومحاربة الهدر المدرسي ونيابة مراكش (مصلحة الموارد الحياة المدرسية).

وبعد موافقة والدي التلميذ والطبيب المعالج، تمت استشارة النيابة  في إمكانية تكييف ظروف الامتحان للتلميذ المريض، وأكد السيد رئيس مصلحة الحياة المدرسية بأنه لا يرى مانعا في ذلك مادام الامتحان سيكون وفق الأطر المرجعية المنظمة والإجراءات والتدابير المرتبطة بالتمرير، ثم اقترح أن يشرف على التمرير أستاذان واحد من الجمعية والثاني من المؤسسة التي يتابع فيها التلميذ تمدرسه.

لقد مر الامتحان في أجواء جيدة، حيث تم التعامل مع الامتحان بداية بشكل عادي، وأجري في قاعة مخصصة له مع اتخاذ كافة الاحتياطات الطبية المعروفة في هذه المصلحة الطبية.

ثم اتضح أن التلميذ زكريا أحس بإعياء شديد مساء الثلاثاء 19 يناير 2016، إذ تلقى حصة علاجية كيماوية أنهكت جسده ولم يستطع معها إجراء الامتحان خلال الحصة المسائية، وبعد التشاور بين إدارة المؤسسة والجمعية والطاقم الطبي، أجل الامتحان إلى حين تحسن صحة التلميذ/المريض.

وهكذا ومنذ صبيحة الأربعاء 20 يناير 2016 واصل إجراء اختباراته بعدما تم اللجوء إلى الموضوع الاحتياطي وقد أتم التلميذ اختباراته مساء الخميس 21 يناير 2016 بحضور أستاذين من المؤسسة وعضو من الجمعية.

وتعد هذه البادرة بحق مساهمة فعالة في العلاج، وتمرين اجتماعي تربوي لجميع الأطراف المساهمة فيه، أما بالنسبة للمريض فهي فاتحة لأبواب الأمل والعودة بقوة للحياة بكل تفاصيلها.

وفي اتصال بالسيد رئيس الجمعية المشرفة على برنامج “المدرسة في المستشفى” اعتبر أن هذا العمل هو ثمرة لتكاثف جهود الجميع، كما لم يفته الثناء على كل من أسهم في مختلف المراحل كل من موقعه. وأكد أن هذه العملية ماهي إلا بداية لتنويع المبادرات والبرامج الموجهة لهذه الفئة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M