منكوبي زلزال الحوز و”الرُّكن السادس”.. تَحَقُّقٌ لا تُخْطِئُه عَيْنٌ!

20 سبتمبر 2023 20:49
مهندس معماري مشهور لهذه الأسباب إنهارت البنايات كاملة

هوية بريس – علي حنين

جاءت ليلة الجمعة-السبت 08 شتنبر 2023 حُبْلَى بحدث جَلَلٍ لم يكن ليخطر ببال حتى أكثر الناس تشاؤما في طول المغرب وعرضه.

في تلك الليلة، التي ستبقى محفورة في أذهان المغاربة، هز زلزال عنيف بقوة 6.8 على مقياس ريختر إقليم الحوز والمناطق المجاورة له، مُخَلِّفًا وراءه 2946 قتيلا، وآلاف الجرحى والمصابين، فضلا عن الدمار والخراب الكبير الذي لحق المنازل في المنطقة المنكوبة.

هذا الحدث الجَلَلُ المُفاجئ الذي دَهَمَ الناس في تلك الليلة المشهودة، والذي أصابهم في أعز ما يملكون: في أقاربهم وأحبابهم، وفي منازلهم التي إليها يأوون، وفيها يَحْتَمُون من حر الصيف وبرد الشتاء، جعلنا نقف على تَحَقُّقٍ عجيب للركن السادس من أركان الإيمان، تلك الركائز الكبرى التي يؤمن ويوقن بها كل مسلم رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد ﷺ نبيا ورسولا.

نعم إنه التحقق السَّمْحُ الجميلُ بـ”الإيمان بقضاء الله وقَدَرِهِ”، والذي يجعل صاحبه يُوقن يقينا لا يَتَطَرَّق إليه شك بأن ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه، وأن ما مِنْ شيء يحدث في هذا الكون، إلا ويحدث وِفْقًا لعلم الله وقدرته ومشيئته سبحانه وتعالى.

هذا الإيمان العميق الجميل بالقضاء والقدر ظهر جَلِيًّا على ألسنة الناس في كل المناطق المنكوبة بالزلزال.

وأنت تتنقل بين تصريحات منكوبي الزلزال لوسائل الإعلام المختلفة، وأمام عدسات النُّشطاء والفاعلين الجمعويين، لا تكاد تسمع سوى “الحمد لله”، و”هذا قدر الله أَوَلْدِي”.

بل إن بعض المقاطع راجت وذاعت بين رواد مقاطع التواصل الاجتماعي لا لشيء إلا لما اشتملت عليه من كلام عَذْبٍ جميلٍ حول الإيمان بقضاء الله وقدره.

ومن ذلك مقطع لسيدة أُمية، يظهر أنها في الستينيات من عمرها، وهي تتحدث بلغة “بسيطة” يكسوها لقوة مضمونها الجمال والبهاء والجلال، وهي تتحدث عما حل بهم من هذا الزلزال المدمر، وأنه شيء كتبه الله عليهم، ابتلاء واختبارا، ليميز به بين المسلم الصادق في إيمانه ومن دون ذلك، وأن كل شيء بيد الله يُقَلِّبُه كيف يشاء، وأن ما شاء أَمْضَاه فيما دون رَمْشَة عين، وأن الإنسان يجتهد في بناء مَسْكَنِه وتَدْعِيمِ أسس وركائزه لكن أمر الله إذا جاء لا يقف دونه شيء ولا يحول دونه حائل.

إنه كلام جليل بديع ينبع من قلب وفؤاد سيدة أمية في أعالي الجبال، معلنة بلسان حالها قبل لسان مقالها – هي وألوف من إخوانها في المناطق المنكوبة – أن الإيمان واليقين أرسخ في قلوبهم من جبال الأطلس في أماكنها.

رحم الله قتلى الزلزال وتقبلهم – بمَنِّهِ وكرمه – في عباده الشهداء، وعجل بشفاء المصابين والجرحى، وجعل ما أصاب الجميع رِفْعَةً لهم وبركة عليهم في الدنيا والآخرة.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. صدقت لقد هز الزلزال جبالهم، لكن قلوبهم بقيت ثابتة. نسأل الله أن يثبتهم.
    والله ما كنت أتصور أنه لا زال لدينا في المغرب أمثال هؤلاء الناس، وفوجئت بتصريحاتهم التي تدل على وعي كبير ومنطق جميل رغم ظروفهم الصعبة. لكنها هداية الله تعالى وتوفيقه

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M