من أين لك الزين يا «موازين»؟

06 مايو 2016 23:41
صوتك أمانة، قناعة أم بضاعة؟

رشيد وجري

هوية بريس – الجمعة 06 ماي 2016

ما إن يحل علينا شهر أبريل وشهر ماي في مغربنا الغريب الأطوار حتى تعود حمى التغطية الإعلامية “لمهجران” الميوعة والانحلال “مواشين” استعدادا لفرضه على الناس وبثه في إعلام عمومي يمول من جيوب المواطن المسكين، وأتعجب من أين لهذا المهرجان “الزين” والوزن و”التوازن” في مغرب هو في أمس الحاجة لكل درهم لينفقه فيما يعود بالخير والنفع على ساكنته ومواطنيه، سواء الذين يعيشون تحت عتبة الفقر في مغرب عميق بواحة أو جبل أو في حي هامشي في “برَّاكة” أو شارع… متذرعين بنشر السّخافات بيننا؟؟؟

وحقا قالوا: إذا كنت في المغرب فلا تستغرب؟؟، فرغم أن الفجور اليوم له علاقة وطيدة بالتفجير، أي أن من يسهل استيلابهم في عملية فجور يسهل أيضا استيلابهم في عملية تفجير؟؟؟، وللأسف المغرب لازال يهيئ المادة الخام “للتفجير” (من الانفجار) انطلاقا من “التفجير” (الفجور والميوعة) من خلال احتضانه لمهرجانات الميوعة والخنا والمجون…، فعوض أن يصرف هذه الأموال الطائلة والمتدفقة بسخاء في التأطير العلمي وتنمية ملكات وقدرات الأبداع والنقد والتكوين والتشغيل للشباب… أو غيرها من المشاريع المربحة للوطن والمواطنين لازال يهدر المال العام فيما يعود على الوطن والمواطن بالسوء والأذى والازدراء؟؟؟

و”التحقيقات الأخيرة” ليست عنا ببعيد ففي بروكسيل وفرنسا وتركيا وغيرها أثبتت أن الذين يَسْهُل استيلابهم “لأجل التفجير (الانفجار) أو التفجير (من الفجور)” وإغرائهم هم أهل الفراغ الفكري والخواء الروحي بالخصوص حيث اليأس والبؤس واللاهدف واللاوجهة والامعنى..، وما أكثر أمثالهم من رواد “مواشين”، الذين تختلط عندهم الأمور وتلتبس فتجد بعضهم من ضمن جماهير “موازينهم” يصفقون ويرقصون ويصرخون وهم سكارى (لا أقول الكل )، وبعد ذلك قد تجدهم عندما “يفيقون من سكرهم ويستيقظون من سباتهم” يسبون ويلعنون كل من ضيع وأهدر أموال هذا الشعب المغلوب على أمره فيما لا يفيد ولا ينفع، ويكونون أكثر استعداد أنذاك لكل مستلب مغرِ للجهة الأخرى من التفجير؟؟؟، أي بلغتنا الدارجة “من الطَّاسة للقرطاسة”، من الحانة والبار للانتقاد والانجرار ثم للترويع والانفجار؟؟؟

وأتسأل متحسرا كباقي الغيورين في هذا الوطن من أين لك الزين يا موازين؟؟؟:

* أمن إهدارك للمال العام فيما لا يفيد ولا ينفع دون حسيب أو رقيب؟؟؟

* أم من نشْرِك للعري والفحش والتفحش والخنا، والتطبيع مع الرذيلة والعفن؟؟؟

* أم من استبدال قيم الفضيلة والكرامة والحياء والعلم والعمل وحفظ الوقت والعرض، بقيم دخيلة عفنة قيم الانحلال والذل والخبث والاتكال والكسل والجهل والديوثية… قيم تنشر السخافات والتفهات في زمن يجب أن نشمر فيه أكثر على سواعد الجد والاجتهاد لمواجهة أهل الفتن والاستئصال وأعداء الوحدة الترابية لمغربنا الجميل.

* أم من إثارة واستفزاز طبقة عريضة من المغاربة المحرومين خصوصا منهم مغاربة الهامش، مغاربة الحضيض، مغاربة العمق في الجبال والواحات والقرى وهوامش المدن، الذين حرموا حتى الضروريات :من ماء شروب، وعدالة اجتماعية وسكن لائق، وتعليم وتنمية …

* أم من إلهاء الشابات والشباب على الأهم والأجدر بالاهتمام وشغلهم بالمغريات والشهوات على حساب نجاحهم وتحقيق ذواتهم وأحلامهم، والضحك عليهم عوض تضحيكهم؟؟؟

* أم من إحراجك للحكومة الشعبية المنتخبة التي تسعى جاهدة إلى التقشف وجمع المال من هنا وهناك من أجل إصلاحات ضرورية صعبة ومشاريع تنموية تتطلب أموالا طائلة، ولا تستطيع منع هذا المهرجان، وأمثاله من ثقوب إهدار المال العام واكتفوا كغيرهم من المواطنين بالشجب والاعتراض وكأن منظموه فوق الدولة وفوق القانون ؟؟؟

* أم من توضيح وتبيين للرأي العام مَنِ الحاكم الحقيقي في مغرب ؟؟؟، وكيف يمكن للتحكم العودة بالمغرب إلى الحضيض إلى زمن التعليمات واللاقانون واللاوطنية ؟؟

أيا من يتبجحون بحب الوطن ويسعون جاهدين لنشر الخلاعة والفتن، ويطبِّلون ويزمرون للخنا والإحن، ويتراقصون على أزمات المواطن في المحن، ولا يدّخرون جهدا في جمع الدراهم بالملايير لنشر العفن،  ألا جمعتم هذه المليارات المهدرة في النتن، وتوجهتم بها صوب أهل الجبال والواحات والقرى وهوامش الوطن، حيث المواطن المقهور المنسي بلا ثمن، المواطن الذي يهب دون تردد لنصرة قضايا الوطن، دون تأفف أو تصنع أو أضواء الفتن، المواطن الذي يستحق فعلا الأكل والشرب والسكن، يستحق الاستفادة هو أيضا من خيرات هذا الوطن؟؟؟ الوطن الذي كانت له الريادة والقيادة أيام زمن، لما عرف الطريق وحفظ الهوية والقيم واحترم السنن، مغرب كان يحسب له ألف حساب بين الأمم والبلدان، مغرب تحدى المحن؟؟

والله إن مسح دمعة محروم واحد في جبل أو استجابة لآهة مهمش في واحة أو تذكر صرخة منسي في “براكة” أغلى وأكبر وأفضل من موازينهم وما جاوره وأنبل وأرق من “عفنهم” المسمى عندهم فنا ؟؟، فيا أشباه الوطنيين ويا كراكيز في أيدي المخربين ألا التفتتم إلى ما ينفعكم في الدارين وعدتم لرشدكم بصرف الأموال في البناء بذل الهدم وفي التنمية بذل “التعمية” وفي الخير بذل الشر، وإلا فإلى المشتكى وباللسان الدارج “إلى عَنْد الله اُو تَفْرَا”؟؟.

فاللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على منظمو “موازين”، فاللهم إنا “موازنهم” هذا منكر منكر منكر، فلا تعذبنا بما فعل السفهاء منا، وارفع مقتك وعضبك عنا، وكن لنا لا علينا،

 آمين والحمد لله رب العالمين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M