ميثاق الوحدة العربية المنعقد في القدس الشريف سنة 1931

19 يونيو 2021 19:32
ميثاق الوحدة العربية المنعقد في القدس الشريف سنة 1931

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

مقدمة:

عرفت القدس الشريف انعقاد (المؤتمر الإسلامي العام) في 27 رجب 1350 موافق 7 ديسمبر 1931 بجوار المسجد الأقصى المبارك ليلة الإسراء والمعراج بمبادرة من مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، والزعيم التونسي عبد العزيز الثعالبي، الذي كان يتواجد في فلسطين قبل ثورة البراق سنة 1928 وتأييد من الزعيم الهندي، شوكت علي، وذلك من أجل (البحث في حالة المسلمين الحاضرة، وفي صيانة الأماكن المقدسة الإسلامية من الأيادي الممتدة إليها، الطامعة بها وفي شؤون أخرى تهم المسلمين) كما جاء في نص الدعوة الموجهة، لعدد من رجالات العرب والمسلمين من زعماء وسياسيين، ورجال دين، وعلماء وأدباء في:

مصر، والعراق، وسورية، ولبنان، وجزيرة العرب، وليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، والهند، وجاوا، وماليزيا، وإيران، وأفغان، وسيلان، وتركيا، وتركستان، والبشناق في يوغسلافيا.

وعلى هامش المؤتمر الاسلامي هذا، تم عقد المؤتمر القومي موضوع البحث.

الكلمات المفاتيح:

مفتـي القدس، الزعيم التونسي، الزعيم الهندي، ثورة البراق، نص الميثاق، أعضاء لجنة صياغة الميثاق، الموقعون على الميثاق.

نص الشيخ المكي الناصري والبيان الذي نشره أكرم زعيتر:

** كتب الشيخ محمد المكي الناصري في الموضوع أعلاه، معلقا على ما قام بشره المؤرخ أكرم زُعَيْتِر ما يلي (ومن خطه نقلت):

هذه المذكرة كتبها الأستاذ أكرم زعيتر، ونقلها من أوراقه الخاصة، وقد قارنتها مع النص الموجود عندي، فوجدته قد أغفل اثنين ممَّن وقَّعُوا على هذا الميثاق وهما: محمد إسحاق درويش، (القدس) وصلاح عثمان بَيْهَم (بيروت) وباقي الأسماء موافق لما عندي.

(انتهى النقل)

على الهامش كتب (قابلت بصورة المذكرة في الأسبوع الأول من يناير 1986) أي قام بالتصحيح.

نص الشيخ المكي الناصري المشار له:

من أهم ما حدث في أثناء انعقاد المؤتمر الإسلامي، أن أعضاء العرب أو معظمهم عقدوا مساء الأحد في 13 كانون الأول (دجنبر) 1931 الواقع في شعبان سنة 1350 مؤتمرا قوميا عربيا، في بيت عوني عبد الهادي وضعوا فيه ميثاقا قوميا، وقرروا العمل على عقد مؤتمر عربي، في إحدى العواصم العربية للبحث في الوسائل المؤدية إلى نشر الميثاق ورعايته، وفي الخطط التي ينبغي السير عنها لتحققه، وهذا هو نص الميثاق:

المادة الأولى:

إن البلاد العربية وحدة تامة لا تتجزأ، وكل ما طرأ عليها من أنواع التجزئة، لا تقره الأمة، ولا تعترف به

المادة الثانية:

توجيه الجهود في كل قطر من الأقطار العربية إلى وجهة واحدة، هي استقلالها التام كاملة موحدة، ومقاومة كل فكرة ترمي إلى الاقتصار على العمل للسياسات المحلية والإقليمية.

المادة الثالثة:

لما كان الاستعماري بجميع أشكاله وصيغه يتنافى كل التنافي مع كرامة الأمة العربية وغايتها العظمى، فإن الأمة العربية ترفضه وتقاومه بكل قواها.

وتتألف اللجنة التنفيذية لهذا المؤتمر من:

عوني عبد الهادي، وعزت دروزة، وأسعد داغر، وصبحي الخضراء، وخير الدين الزركلي،  وعجاج نويهض.

وأما أعضاء المؤتمر الذين وقعوا على الميثاق العربي فهم:

محمد رشيد رضا (طرابلس الشام) محمد بهجة الأثري (بغداد) إبراهيم الواعظ (بغداد) خير الدين الزركلي (دمشق) صبحي الخضراء

(صفد) إبراهيم الخطيب (لبنان) علي عبيد (السويداء-جبل الدروز) محمد إسحاق درويش (القدس) علي ناصر الدين (لبنان)

صلاح عثمان بيهم (بيروت) محمد العفيفي (القدس) رياض الصلح (بيروت) شكري القوتلي (دمشق) راغب أبو السعود (يافا) أحمد حلمي باشا (دمشق) سالم هنداوي (أربد)

محمد عزة دروزة (نابلس) عوني عبد الهادي (نابلس) محمد طاهر الجقة (عمان) عمر الطيبي (دمشق) محمد علي بيهم (بيروت)

معين الماضي (حيفا) نبيه العظمة (دمشق)

صالح العوران (الطفيلة) مصطفى الغلاييني (بيروت) حسن الطراونة (الكرك)

أحمد الإمام (حيفا) محمد الطاهر (نابلس)

عوني الكعكي (بيروت) عجاج نويضي (لبنان)

عبد الله الداوود (السلط) محمد طارق (دمشق)

خليل التلهوني (معان) سامي السراج (حماة)

محمد بنونة (تطوان-مراكش) سعيد ثابت (بغداد) بشير السعداوي (طرابلس-الغرب) سليمان السودي الروسان (أربد -شرق الأردن) محمد حسين الدباغ (مكة المكرمة)

كامل الدجاني (يافا) الشريف عبد الله بن فيصل (الطائف- الحجاز) عبد الرحمان عزام (مصر) إسعاف النشاشبي (القدس) ماجد القرغولي (بغداد) أمين التميمي (نابلس) حسن رضا (بغداد) محمد المكي الناصري (رباط الفتح-مراكش) يحيـى خانكان (حمص) علاء الدين طوقان (عمان) سعيد المفتـي (عمان)

عبد القاهر مدكر (أندونسيا) محمد سعيد عبد القادر الجزائري (دمشق) رشيد الحاج ابراهيم (حيفا) عبد القادر كيلاني (حماة) عادل العظمة (عمان)

– حسب نص الشيخ المكي -وقد وقع معهم كذلك، السيد عبد القادر مدكر مندوب إندونيسيا في المؤتمر الإسلامي

……………

نص البيان الصادر عن المؤتمر القومي العربي، وهو غير نص بيان المؤتمر الإسلامي الرئيسي، الذي كان موضوع الدعوة.

……………

بيان إلى العالم العربيميثاق الوحدة العربية المنعقد في القدس الشريف سنة 1931

يعرف كل من اشتغل في الحركة العربية، أو تتبع سيرها، على اختلاف أدوارها، ما كان من الجهود النبيلة التي شرع رجالات العرب ومفكروهم وشبانهم، يقومون بها من عهد طويل، ولا سيما بعد إعلان الدستور العثماني لتكوين قضية عربية عامة، غايتها تحقيق كيان عربي مستقل، يشمل الأقطار العربية المختلفة ويوصل الأمة العربية إلى الاستقلال الذي تتمتع به أمم العالم الحرة، وقد اتخذ العرب لجهادهم السياسي هدفا مقدما، ظهرت أثاره في أعمال الجمعيات والأندية، والمؤتمرات التي عقدوها، ثم كانت الثورة العربية الكبرى وقطعت للعرب عهودا أملوا من ورائها الوصول إلى غايتهم الشريفة، وقد أريقت في سبيل هذه الغاية الاستقلالية المقدسة أثناء الحرب العالمية الكبرى الدماء الزكية وبذلت الضحايا الغالية، ولكن ما كادت تنكشف الحرب، حتى أخذ العرب يلقون من المطامع الاستعمارية غمطا لحقوقهم وجهادهم، وجحودا لضحاياهم ويرون حلفاءهم ينصبون لهم شر العراقيل الحائلة بينهم وبين درك استقلالهم، وكانت نهاية ذلك أن الحلفاء ظهروا بمؤامراتهم علنا، بعد أن تواطئوا عليها سرا، لتجزئة بلاد العرب، والكيد للقضية العربية، وهي من كبريات القضايا القومية في العالم، وبها تتعلق أمة عظيمة، من أعرق أمم العالم، في المجد والحضارة والتاريخ، وهي اليوم بنفوسها لا تقل عن سبعين مليونا، تشغل خير بقاع الأرض في أسيا وإفريقية.

ولقد كان أحد مظاهر هذه المؤامرة المنكرة ووسائل إنجاحها، إشغال أهل كل قطر من الأقطار العربية عن إخوانهم في الأقطار الأخرى، بقضايا إقليمية مصطنعة، وأوضاع محلية متقلصة، ونكبات متنوعة، حصرا للجهود في دوائر ضيقة، ومناطق في البلاد محدودة وصرفًا لها عن الامتداد إلى أفق أعلى، تتلاقى في مستواه العام، القضية العربية مترابطة الأجزاء، متضافرة الأقسام، جريا على السنن الكونية، في نهضات الأمم وارتقاء الشعوب.

وقد استغرقت هذه الشواغل المدسوسة أوقات أبناء كل قطر، بل انغمر كل فريق من العرب في بحرانها حتى كاد يدرك المستعمرون مأربهم، من مؤامرتهم، من جعل العرب أشتاتا لا قضية كبيرة لهم، وهي القضية التي عمل لها رجالاتهم، وجمعياتهم، وذهبت في سبيلها ضحاياهم وأرواح شهدائهم، والتي غاية غاياتها الكيان العربي موحدا مستقلا يستأنفون فيه ما كان لهم في سالف الأيام من حضارة مزدهرة، اتسق عمرانها خير اتساق عرفه التاريخ، وطأطأ لها العالم رأسه، وملأت جنبات الدنيا علما وخيرا ونورا.

ذلك ما دعا فريقا من رجالات العرب الذين سبقت لهم في الحركة العربية، في ماضي أدوارها جهود معروفة، إلى دعوة جمهور من مندوبي البلاد العربية الذين حضروا المؤتمر الإسلامي العام المنعقد في بيت المقدس، إلى مؤتمر عقدوه في هذه المدينة، مساء الأحد 4 شعبان 1350 وفق 13 كانون الأول (ديسمبر) 1931 بحثوا فيه ما يجب عمله لدرء التنازلات الاستعمارية التي نزلت ببلادهم، والقضايا الإقليمية التي غمرهم بها المستعمرون، وأقروا المواد الأتية، ميثاقا مقدسا يكون للعرب هدفا، ولجهودهم مقصدا وغاية، في مختلف أقطارهم، فيستأنفون جهادهم في سبيل الاستقلال المنشود على نوره، ويجرون على سننه، حتى يأذن الله بإدراك المحجة، والأماني كاملة محققة.

وهذا نص الميثاق: (المادة الأولى والثانية والثالثة، أنظرها أعلاه..)

ثم رأى المجتمعون، ضرورة عقد مؤتمر عربي عام، في إحدى العواصم العربية، للبحث في الوسائل المؤدية إلى نشر الميثاق ورعايته، وقد انتدبنا نحن الموقعين على هذا البيان كلجنة تنفيذية، تنشر هذا الميثاق في العالم العربي، وتهيء الوسائل لعقد المؤتمر، وتكون صلة المراسلة بين الأقطار العربية في الشؤون المتعلقة بهذا الأمر.

وقد بدأنا بالعمل، مستعينين بالله عز وجل، تشد أزرنا الروح النامية الفياضة التي تجلت في ذلك الاجتماع الخطير، والتي تظهر حينا بعد حين، في مختلف الأقطار متذمرة بعنف وقسوة، من هذا الطاغوت الاستعماري الذي أرهق العرب سيطرة وتسلطا، ومزق مجموعهم بالقضايا المحلية المولدة، وعطل سير جهودهم الكبرى، وكاد يصرفهم عن مقصدهم الأسمى، وبعد كل هذا فقد استفاقت الهمم، واستيقظت ثانية الروح العربية النزاعة لتعمل للقضية الكبرى التي يرمي إليها الميثاق المقدس، لإنجاح هذه القضية على مقتضى هذا العهد، والله من وراء القصد.

تواقيع أعضاء اللجنة (أنظرها أعلاه).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M