وفاة العالمة المغربية المكناسية المعمرة الحاجة بهية الفيلالية رحمها الله

24 مايو 2016 00:59
وفاة العالمة المغربية المكناسية المعمرة الحاجة بهية الفيلالية رحمها الله

هوية بريس – إبراهيم الوزاني

توفيت الليلة العالمة المغربية المكناسية المعمرة الحاجة بهية بنت هاشم القطبي الفيلالية رحمها الله، عن سن يناهز 108 عاما، بعد أن تدهورت صحتها وعانت من وعكات صحية متكررة السنوات الأخيرة، رحمها الله تعالى.

وقد لفظت أنفاسها الأخيرة هاته الليلة بعد أن ازدادت حالتها سوء، وكان مقربون منها يودون أخذها لمصحة بالمدينة، إلا أنها فارقت الحياة -رحمها الله- وهم يلبسونها ثيابها، حسب مصدر مقرب.

وحسب نفس المصدر، فإن صلاة الجنازة عليها ستكون غدا بعد صلاة الظهر بمسجد مولاي مليانة بإذن الله تعالى، وستدفن في مقبرة مولاي مليانة بمكناس.
وفاة العالمة المغربية المكناسية المعمرة الحاجة بهية الفيلالية رحمها الله

وهذه ترجمة لها -رحمها الله- كان أعدها ذ. رضوان شكداني”:

“في زيارتي  لمدينة مكناسة الزيتونة التقيت بالعالمة الفقيهة الحاجة بهية الفلالية وجمعني بها مجلس علم ومذاكرة وحديث عن سيرتها وحياتها العلمية فاستغربت أن يوجد في بلدنا مثل هذه المرأة الفاضلة ولا يعرفها كثير من الناس فأحببت أن أنقل ما سمعته منها من ترجمتها وفاء بحقها وتعريفا بجليل قدرها.

اسمها: هي العالمة الجليلة والمسندة الفقيهة الحاجة بهية بنت هاشم القطبي الفلالية المكناسية.

ولادتها: ولدت في عام 1326هـ  الموافق لليوم العاشر من الشهر الثامن (غشت) سنة 1908م بمدينة مكناس.

طلبها للعلم: التحقت بحلق حفظ القران الكريم بالجامع الكبير وهي في سن مبكرة، وختمت حفظه وعمرها أربع عشرة سنة، واجتازت امتحان القرآن على يد القاضي محمد بن أحمد الاسماعيلي العلوي، ثم التحقت بحلق العلم الموجودة حينها بالجامع الكبير وأخذت عن كبار العلماء به.

ثم أدت فريضة الحج وعمرها ثمانية عشرة سنة ولقيت بعض علماء الحجاز، ثم رحلت إلا تونس عام 1374هـ  الموافق لعام 1955م في بعثة طلابية -وكانت المرأة الوحيدة بها- والتحقت بجامع الزيتونة وأخدت عن كبار العلماء والمسندين به، ومكثت هنالك خمس سنوات وحصلت بها على شهادة علمية، وطلبوا منها المكوث في تونس لكنها أبت وفضلت الرجوع إلى بلدها.

شيوخها:

بالنسبة لشيوخها في المغرب فهم:

– الحاج محمد السوسي درست عليه التفسير والبخاري ولم تتمه عليه.

– الفقيه الحاج بن عيسى الخلطي أتمت عليه صحيح البخاري.

– الفقيه الزريهني درست عليه صحيح مسلم وعلم أصول الفقه.

– السيد أحمد بن الصديق المكناسي درست عليه النحو في الأجرومية.

– مولاي الطيب الحريف درست عليه النحو في ألفية ابن مالك والفقه في رسالة ابن أبي زيد القيرواني.

– مولاي عبد الله جمعان درست عليه في الفقه متن ابن عاشر.

– الفقيه محمد العرايشي درست عليه الفقه في مختصر خليل.

– مولاي الشريف بن علي العلوي درست عليه القراءات والموطأ.

– السيد عبد الهادي المنوني درست علم علوم الحديث.

– الفقيه المختار السنتيسي درست عليه التفسير.

– العلامة عبد الحفيظ الفاسي الفهري.

– العلامة تقي الدين الهلالي درست عليه في التوحيد وحضرت دروسه بالجامع الكبير.

أما بالنسبة لشيوخها في تونس:

– العلامة الطاهر بن عاشور درست عليه في البلاغة والتفسير وأجازها بمروياته.

– العلامة الفاضل بن عاشور درست عليه النحو والبلاغة.

– العلامة ابن خوجة درست عليه علوم الحديث.

– العلامة محمد العزيز جعيـط درست عليه تاريخ الإسلام.

– العلامة محمد الخضر حسين.

وفاة العالمة المغربية المكناسية المعمرة الحاجة بهية الفيلالية رحمها الله

تلامذتها:

كانت تلقي دروسا للنساء في الجامع الكبير بمكناس وممن درس عليها الشيخ يحي الغوثاني في الموطأ وأجازته كما أجازت بعض إخواننا الفضلاء من أهل المشرق والمغرب.

عقيدتها:

للحاجة بهية عقيدة التوحيد الصافية، فقد كانت تحضر دروس العلامة تقي الدين الهلالي وأثنت عليه خيرا ونوهت بجهوده في مكناس لنشر عقيدة التوحيد وطمس معالم الشرك.

عبادتها وأخلاقها:

رغم تقدم السن بالحاجة بهية إلا أنها لاتزال تحافظ على الصلوات بالمسجد، كما أنها دائمة الصيام للنوافل من الإثنين والخميس وغيرها، وهي كثير الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دائمة البشاشة محبة لطلبة العلم، تنشط لمذاكرته كأنها ابنة العشرين، عفيفة متقللة من الدنيا، كثيرة اللهج بذكر الآخرة.

وهي الآن ضريرة لم تتزوج وتعيش مع أخت لها بمدينة مكناس وقد اعتلتها بعض العلل نتيجة للكبر في السن.

وفاة العالمة الجليلة المعمرة بهية بنت هاشم الفلالية المكناسية

فمثلها من النساء هن اللاواتي يحتجن إلى التعريف والإكرام والإظهار والتقديم.

هم النساء وعيب أن يقال…..لمن لم يكن مثلهن نساء

فهي بحق مفخرة لهذه البلاد وشرف لهذا الوطن أن يكون فيه مثل هؤلاء النساء الكريمات.

لـو كـانـت الـنساء كـمن ذكرنا…..لفُضلت النساء على الرجالِ

فما التأنيث لاسم الشمس عيب……وما الـتـذكـيـر فـخـر للهلال“.

رحمها الله وجعل قبرها روضة من رياض الجنة.

آخر اﻷخبار
8 تعليقات
  1. قليل من يعرف هاته العالمة الجليلة عاشت في صمت وتوفيت في صمت. هكذا هم أهل العلم.

  2. إنَّا لله وإنا إليه راجعون
    اللهم اغفر لها وارحمها وأكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد …
    آمين آمين آمين

  3. التعليق : حسب سنة الولادة المثبتة في هذه الترجمة فإن المترجم لها، رحمها الله تعالى، تكون قد عاشت 110 أو 111 سنة، إذ عادة أهل العلم في التراجم اعتماد التاريخ الهجري. هذا وإن فقد العلماء من أعظم المصائب، كما قال بعضهم:
    لعمرك ما الرزية فقد مال *** ولا شاة تموت ولا بعير
    ولكن الرزية فقد شيخ *** يموت بموته خلق كثير
    وإنا لله وإنا إليه راجعون

  4. اللهم ارحمها و اجعل قبرها روضة من رياض الجنة و اجعل الجنة دارها و اجعلها من السعداء يوم لقاءك ،،،امين
    يجب على رجال الاعلام ان يعرفوا بهذه السيدة الجليلة و يخصصوا لها برنامج عن سيرتها الذاتية و مستوى علمها و جهادها في نشر العلوم الاسلامية .

  5. رحمها الله رحمة واسعة سابغة غامرة، وأسكنها فسيح الجنان.
    وعجبي، ممن يشكك في علمها بل وسماعها!!
    وقد ابتلينا بهؤلاء النفر الذين إن لم يستطيعوا الوصول إلى عالم أو عالمة؛ طعنوا في إسناده أو علمه أو سماعه!
    ونصحي لهؤلاء: أن يتقوا يوما يرجعوا فيه إلى الله، ويعلموا أن من قال في مؤمن ماليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال.
    والله المستعان.
    ١٤٣٧/٨/١٧

  6. نسال الله عز وجل ان يتغمدها برحمته الواسعة ان اليوم بموت هده ابعلمة الجليلة تفتقد النساء الهغربيات اهم نساء ابعاصمة اﻻسماعلية ونرجوا مت الله ان تلد نسائنا مثل هده العالمة الجليلة نسالكم الدعاء لها بالرحمة والمغفرة

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M