الأجوبة الشافية عن الأسئلة المصيرية: من أين؟ لماذا؟ وإلى أين؟ (ح3)

24 أكتوبر 2015 22:41
الأجوبة الشافية عن الأسئلة المصيرية: من أين؟ لماذا؟ وإلى أين؟ (ح5)

الأجوبة الشافية عن الأسئلة المصيرية: من أين؟ لماذا؟ وإلى أين؟ (ح3)

ذ. عبد اللطيف الخيالي

هوية بريس – السبت 24 أكتوبر 2015

تنبيه: أعتذر للقراء الأعزاء عن عدم مواكبة العددين السابقين نظرا لظروف العطلة وغيرها.

توقفنا عند تكون المجرات.

…مع مرور الزمن تتحول غازات الهيدروجين والهليوم في المجرات إلى غيوم أصغر حجما، تنخسف تحت وطأة جاذبيتها الذاتية، ومع تقلصها وتصادم ذراتها فيما بينها ترتفع درجة حرارة الغازات إلى أن تصبح كافية لبدء تفاعلات الانصهار (أي الاندماج) النووي التي تحول الهيدروجين إلى مزيد من الهيليوم…

لقد أيدت هذه النظرية عدة أبحاث وصور تم التقاطها عبر مركبات فضائية وتلسكوبات من بينها صورة إشعاع خلفية الكون وصورة للغبار الكوني…

الجدير بالذكر أن هذه النظرية أكدت أن المادة تخلقت، وهو ما يشكل ضربة قوية للقائلين بأن المادة أزلية (النظرية الماركسية).

إن العديد من الحقائق العلمية التي اعتمدها أصحاب هذه النظرية تتطابق مع ما أشار إليه ربنا في كتابه العزيز منذ أكثر من أربعة عشر قرنا.

من الآيات الكريمة الدالة على هذه الحقائق:

1- يقول سبحانه وتعالى: “وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُون“َ [الذاريات:47].

قال ابن عاشور: والموسع اسم فاعل من أوسع، إذا كان ذا وسع، أي قدرة. وتصاريفه جائية [بتشديد الياء] من السعة، وهي امتداد مساحة المكان ضد الضيق.

لقد اكتشف العالم الفلكي الأمريكي “هبل” “Hubbl” أن المجرات تبتعد عن بعضها البعض كما أشرت إلى ذلك من قبل، وهو ما كان منطلق نظرية الانفجار العظيم. وهي حقيقة أشارت إليها الآية السابقة.

2- يقول سبحانه وتعالى: “أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ[الأنبياء:30].

الرتق: ضد الفتق. قال ابن سيده: الرتق إلحام الفتق وإصلاحه. رتقه يرتقه [ضم التاء] ويرتقه [كسر التاء] رتقا فارتتق أي إلتأم.

وقال ابن منظور الفتق: خلاف الرتق. فتقه يفتقه [ضم التاء] ويفتقه [كسر التاء] فتقا: شقه.

جاء في تفسير ابن كثير: أي كان الجميع متصلا بعضه ببعض، متلاصقا متراكما بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر ففتق هذه عن هذه. فجعل السماوات سبعا والأرض سبعا…

هذا ما تم استنتاجه من طرف مؤسسي هذه النظرية، من خلال الحقيقة السابقة: بما أن الكون يتسع فإن قطره يزداد، وبالتالي كلما عاد الزمن إلى الوراء، سيحدث العكس، أي سينكمش إلى أن ينعدم تقريبا.

3- يقول سبحانه وتعالى: “ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ[فصلت:10].

يقول عبد الدائم الكحيل: فطالما نظر العلماء إلى الكون على أنه مليء بالغبار الكوني، وكانوا كلما اكتشفوا سحابة يقولون إن هذه السحابة أو هذه الغيمة تتألف من ذرات الغبار. ولكن بعدما تطورت معرفتهم بالكون واستطاعوا إحضار هذه الجزيئات التي كانوا يسمونها غبارا كونيا جاؤوا بها إلى الأرض وأخضعوها للتحليل المخبري، فماذا كانت النتيجة؟

يقول العالم الذي أشرف على هذا التحليل في مختبرات وكالة الفضاء الأمريكية ناسا: إن هذه الجزيئات التي كنا نسميها غبارا كونيا لا تشبه الغبار أبدا، وإذا أردنا أن نصف بدقة فائقة هذه الجزيئات فإن أفضل كلمة هي كلمة (دخان).

4- يقول سبحانه:  “وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ“، اختلف أهل التأويل في “..بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ[الحجر14-15].

لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن السماء بناء محكم، تملؤه المادة والطاقة.

العروج لغة: هو سير جسم وفق خط منعطف منحن، فقد ثبت علميا أن حركة الأجسام في الكون لا يمكن أن تكون في خطوط مستقيمة، بل لابد لها من الانحناء نظرا لانتشار المادة والطاقة في كل الكون، وتأثير جاذبية المادة على حركة الأجرام في الكون…

ومعنى سكرت أبصارنا: أغلقت عيوننا وسدت، أو أغشيت وغطيت لتمنع من الإبصار، وحينئذ لا يرى الإنسان إلا الظلام، ويعجب الإنسان لهذا التشبيه القرآني المعجز الذي يمثل حقيقة كونية لم يعرفها الإنسان إلا بعد نجاحه في ريادة الفضاء منذ مطلع الستينات من القرن الماضي حين فوجئ بحقيقة أن الكون يغشاه الظلام الدامس في غالبية أجزائه وأن حزام النهار في نصف الكرة الأرضية المواجه للشمس لا يتعدى سمكه مائتي كيلومتر فوق مستوى سطح البحر.

المطلب الثاني: الفضاء.

1- النسيج الكوني

قال تعالى: “وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ[الذاريات:7].

يقول المهندس عبد الدائم الكحيل: رجعت إلى أقوال المفسرين رحمهم الله تعالى، ووجدت أن أكثرهم قد فهم من كلمة [الحبك] النسيج المحبوك والشديد والمحكم… وتبدأ القصة عندما بدأ علماء الكون برسم خرائط للنجوم والمجرات ولاحظوا وجود مناطق تتجمع فيها هذه المجرات بما يسمى عناقيد المجرات ووجدوا بأن الكون يحوي أكثر من مائتي ألف مليون مجرة. وعندما توفرت إمكانية الحسابات الضخمة باستخدام السوبر كومبيوتر فكر العلماء بإدخال جميع المعلومات اللازمة إلى هذا الكومبيوتر العملاق، والتي تتضمن بيانات رقمية حول موقع المجرة وبعدها عنا بالسنوات الضوئية وشدة إشعاعها، بالإضافة إلى معلومات حول التجمعات المجرية الضخمة ومعلومات أكثر من مليون مجرة، وعندما نفذ الكومبيوتر العمليات الرقمية كانت الصورة الناتجة تشبه النسيج الكوني Cosmic Web.

2- وجود النحاس في الفضاء

يقول سبحانه وتعالى: “يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ[الرحمن:34].

قال ابن عباس: الشواظ هو لهب النار، وعنه: الشواظ الدخان. قال الضحاك: “شواظ من نار” سيل من النار.

يقول الدكتور زغلول النجار: وقد اتصل بي أخ كريم، هو الدكتور عبد الله الشهابي وأخبرني أنه زار معرض الفضاء والطيران في مدينة واشنطن دي سي الذي يعرض الطائرات والمركبات… وفي المعرض شاهد قطاعا عرضيا في كبسولة أبو اللوء، وأذهله أن يرى على سطحها خطوطا طولية عديدة غائرة في جسم الكبسولة، ومليئة بكربونات النحاس (زنجار النحاس)… فذهب إلى المسؤول العلمي عن تلك الصالة وسأله: هل السبيكة التي صنعت منها الكبسولة يدخل فيها عنصر النحاس؟

فنفى ذلك نفيا قاطعا، فأشار إلى زنجار النحاس على جسم الكبسولة وسأله: من أين جاء هذا؟ فقال له: من نوى ذرات النحاس المنتشرة في صفحة السماء التي تضرب جسم الكبسولة طوال حركتها صعودا وهبوطا من السماء…).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M