دع الخـلـق للخـالـق

26 أكتوبر 2015 21:31
دع الخـلـق للخـالـق

دع الخـلـق للخـالـق

ذ. أحمد اللويزة

هوية بريس – الإثنين 26 أكتوبر 2015

لقد ألِف بعض الخلق أن يردوا على من انتقد بعض الخلق في سلوكات منحرفة ومخالفة لشرع الله، أو دعوة الخلق إلى الاستقامة وترك الانحراف، أن يقولوا «دعوا الخلق للخالق»، بمعنى لا شأن لكم بأمر بمعروف أو نهي عن منكر، وأنكم لستم موكلون للتدخل في حياة الناس…، وعلى قول المغاربة «اديها في سوق راسك».

وهذا مشرب علماني محض تسرب إلى عقول كثير من المسلمين للأسف، على جهل منهم وعلى حين غفلة من أهل الصلاح المزاحمون في ميدان التدافع.

أول شيء تعقيبا على هذا التوجه الخطير عند كثير من الناس أقول:

لو كان ما تقولون حقا معقولا ومقبولا ومشروعا لكنتم أول من التزم به، بمعنى ما دخلكم أنتم بمن ينصح الناس، ما شأنكم بهؤلاء الناصحين دعوهم للخالق.

ثانيا؛ أقول مثل ما يقولون وأقول لهم «دعوا الخلق للخالق»، لكن وفق منظور شرعي وليس لا ديني كما يتصورون.

نعم دعوا الخلق للخالق فهو خالقهم وهم مخلوقاته.

دعوا الخلق للخالق فهو إلههم وهم عبيده.

دعوا الخلق للخالق لا تحولوا بينهم وبين خالقهم.

دعوا الخلق للخالق لا تصرفوهم عن عبادته.

دعوا الخلق للخالق يسبحون في بحر طاعته ويتلذذون بالقرب منه.

دعوا الخلق للخالق يتبعون نبيه عليه الصلاة والسلام ويتمسكون بسنته.

دعوا الخلق للخالق يدل بعضهم بعضا على طريق الخالق طريق الهدى والصلاح.

دعوا الخلق للخالق لا تزينوا لهم الباطل ولا تحسنوا لهم القبيح.

دعوا الخلق للخالق لا تقدحوا في شريعته، ولا تنصبوا لهم العوائق والثغرات، ولا تنثروا الأشواك في طريقهم إليه.

دعوا الخلق للخالق لا تطعنوا في شعائرهم ولا تقدحوا في استقامتهم ولا تستهزؤوا بسمتهم.

دعوا الخلق للخالق فهو أرحم بهم منكم حين أمرهم.

دعوا الخلق للخالق فهو أعلم بمصالحهم منكم حين نهاهم.

دعوا الخلق للخالق أيها المفسدون فلئن عجزتم عن طاعة رب العالمين، وانغمستم في ملذات الهوى والشهوات، فالخلق أحوج ما يكونون لطاعة الله هروبا من جحيم الأهواء.

دعوا الخلق للخالق ذاك الخلق الذي آثر الآخرة على الدنيا، والتوحيد على الشرك، والسنة على البدعة، والاستقامة على الانحراف، فلكم في سواد الضالين غنية، فما بالكم على الطائعين حريصون ولضلالهم طالبون.

دعوا الخلق للخالق فقد أمرهم خالقهم بحب الخير للناس، وأمرهم بدعوتهم إلى ذلك الخير، فكيف تريدون أن تستأثروا بالدعوة إلى الشر وتمنعوا أهل الصلاح من الدعوة إلى الخير، وبأسلوب ماكر تحت لافتة «دعوا الخلق للخالق».

دعوا الخلق للخالق فهو لا يرضى لعباده الكفر ويرضى لهم الشكر.

دعوا الخلق للخالق فلن يقف في وجوههم استفزاز ولا تهديد ولا تضيق، فهم لما يقصدون عارفون، وعلى ما يجدون في سبيل ذلك صابرون، والعاقبة للمتقين.

أيها الخلق لا تتنكب عن سبيل الخالق الكريم المنعم الرحيم الحليم، وإياك وشياطين السبيل فإن لكلامها بريقا خادعا ولكلامها وقعا مخادعا، لكنه باطل سريع الفضح واضح الزيف، ولا يقوى أمام ضربات الحق ولا يخفى على مجهره، “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق“.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M