لمحة تاريخية عن نفوذ اليهود في المغرب..

30 ديسمبر 2013 22:38
شيوخ من اليهود المغاربة في احدى دروب ملاح البيضاء

شيوخ من اليهود المغاربة في احدى دروب ملاح البيضاء

هوية بريس – ذ. حماد القباج

الإثنين 30 دجنبر 2013م

دخل اليهود إلى المغرب في هجرات متعددة ومتباينة زمانيا وكلها اتصفت بصفة التجارة؛ فكانت الأولى قبل دخول الإسلام إلى المغرب، والثانية في عهد مولاي إدريس الثاني عندما دعا الناس ومنهم اليهود إلى الإقامة بفاس وتعميرها قصد خلق وحدة حضرية جعلها عاصمة لدولته، والهجرة الثالثة كانت متقطعة تاريخيا..

والرابعة عندما بدأت محاكم التفتيش في الأندلس تضطهدهم حيث كانت ترى فيهم خطورة اقتصادية واجتماعية كتعاملهم بالربا الفاحشة واللامحدودة، وسيطرتهم على الاقتصاد الأندلسي، ومحاولتهم تقويض الديانة “المسيحية”، وإفساد المجتمع الأندلسي بصفة عامة؛ علاوة على هذا اتهامهم بجريمة قتل المسيح أو ما يسمى بالخطيئة اليهودية.

انتشروا في مدن وقرى المغرب وخاصة المراكز التجارية التي تمر منها التجارة أو تنتهي إليها القوافل التجارية.. وقد نزلوا بأعداد كبيرة ابتداء من القرن التاسع والعاشر الموافق للخامس والسادس عشر الميلادي.

وكان أسلوبهم في التجارة يعتمد على أحط الطرق للحصول على الربح الكبير والسريع؛ كالتعامل بالربا الفاحشة التي تبيحها ديانتهم والخديعة والمكر والغش في التجارة والصناعة.. ولما تفاحشت هده الأمور أبعدوا عن الأسواق التجارية وخصصت لهم تجارة وحرف خاصة والتي لا يؤتمن صاحبها والخاضعة للمراقبة اليومية؛ ومن هذه الحرف والتجارة: صنع القراشيل والحجامة والخرازة وبيع الجلد وصياغة الذهب، وقررت الدولة أنه كل من ضبط عليه الغش يطوف في الأسواق للتشهير به ويبعد عن الاتجار في الأسواق المهمة والهدف من هذا ضبط سلوكهم الدنيء..

ورغم ذلك؛ فإنهم استمروا في أسلوبهم التجاري الاحتكاري كلما أتيحت لهم الفرصة حتى يتمكنوا من الالتفاف حول الحكم وتذويبه لصالحهم بتوجيههم للحكام والأمراء في وضع مخطط سياسي يتماشى مع مصالحهم.

وتم هذا -خاصة-؛ في أواخر الدولة المرينية أيام يوسف المريني الذي نكبهم نكبة منكرة بعد أن أحس بخطرهم، ثم عادوا في عهد عبد الحق المريني بشكل أقوى كما أنهم اعتلوا مناصب مهمة كالوزارة والسفارة في عهد الدولة السعدية..”

المصادر:

– قصة المهاجرين اليهود أو البلديين – لأبي القاسم الزياني (مخطوط)

– الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين – لمحمد حجي

تعليق:

ديننا الحنيف دين التعايش والرحمة؛ وهو ما أصله نبينا صلى الله عليه وسلم في معاملة اليهود حتى غدروا ومكروا..

وقد سارت الدول المتعاقبة على حكم المغرب؛ على ذلك الهدي النبوي؛ فعاش اليهود -ولا زالوا- في أمن ورخاء وحرية..

لكن بعض اليهود استغلوا هذا السلوك الشرعي الحضاري للإضرار بالمغاربة؛ إفسادا للمجتمع والإعلام، واحتكارا لجانب من الثروة وترسيخا للمعاملات الربوية.. والتحكم الخفي في بعض السياسات العامة.. 

وهذا الواقع يستدعي من النخب الوطنية العلمية الثقافية والسياسية والاقتصادية.. يقظة وسعيا لإحداث توازن بين استمرار جو التعايش المجتمعي وصيانة الأمن القومي..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M