رسالة من العلامة بن العربي العلوي إلى أحد الوزراء الذين يؤيدون القبورية..

14 يناير 2014 23:53
رسالة من العلامة بن العربي العلوي إلى أحد الوزراء الذين يؤيدون القبورية..

رسالة من العلامة بن العربي العلوي إلى أحد الوزراء الذين يؤيدون القبورية..

أيوب أبو الوليد

هوية بريس – الثلاثاء 14 يناير 2014م

نوجه هذه الرسالة إلى الذين يدعون أن السلفية مستوردة من الخارج وأنها حركة وهابية متطرفة نقول لهم كفاكم كذبا وتضليلا، فالسلفية نابعة من عمق المجتمع المغربي.

فهذا شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي المدغري يبين موقفه من القبورية والتصوف والبدع في ردّ له على أحد الوزراء الذين يؤيدونها، إذ قال رحمه الله: “حرام عليك أن تحمل على ظهرك لقب وزير الدولة وتطوف به -دون أن يثقل ضميرك- في طول البلاد وعرضها لإحياء المواسم وبعث الطوائف وإشغال المواطنين المسلمين بما هو بعيد عن جوهر الدين؛

وأنت تعرف -وحسب علمي فلك حاسة تاريخية وذاكرة قوية- أن الاستعمار كان يعتمد على الطوائف الضالة وعلى تشجيع المواسم التي يخرج بها أصحابها عن جوهر الإسلام.

وتعرف أن الحركة السلفية التي هي الأم الرؤوم للحركة الوطنية ناهضت هذا الاتجاه، ونجحت في تقويم المجتمع المغربي، فأعطت للمغرب بذلك طابع البلد الإسلامي السليم من الخرافات والأضاليل والطوائف والاعتقادات الفاسدة.

وعهدي بوزراء الدولة أن يشتغلوا بشؤون الدولة لا بشؤون القبور والصالحين الذين أدوا واجبهم الإسلامي وصاروا إلى عفو الله.

وعهدي بالوزراء أيضا أن يهتموا بخبز الأحياء وعمل العاطلين، وتعليم الأميين وصحة المرضى وسكنى المشردين،  وتوجيه الضالين  واستقامة المنحرفين،  وإرشاد المضللين، ومطاردة المجرمين وتحقيق العدل للمظلومين، وردع الظالمين، والجهر بكلمة الحق بين القوالين والنمامين، تلك وظيفة وزراء الدولة في بلاد الإسلام.

وأنت من وزراء الدولة في بلاد الإسلام؛ فستذهب الوزارة ويصير الوزراء إلى عفو الله فكل حي مصيره إلى دار البقاء ومن توفيق الله ألا يترك الأحياء -ولو كانوا وزراء- وراءهم إلا ما يسجل في صفحاتهم البيضاء من توجيه وعي شعوبهم إلى ما هو حق في الإسلام لا إلى ما هو باطل. والباطل يرتكبه الجاهل ومن لا مسؤولية له مغفور عند الله، ولكنه يرتكبه ذو علم بالتاريخ وذو مسؤولية في الوزارة ما أظن أن الله يغفره (لعل الشيخ يقصد من مات على الشرك) وهو الغفور الرحيم.

لا تطعن يا وزير الدولة في السلفية من الخلف فقد شقينا حتى أقمنا لها صروحا في هذه الديار ولا ترضى أرواحنا وأرواح المسلمين الحقيقيين أن يقام للخرافة صرح جديد في ديار لم تصمد فيها الخرافة إلا في فترات الظلام.

أرجو الله لك الهداية والغفران والتوفيق والتوبة بشرط الإقلاع”. 

المصدر: نشرت هذه الرسالة في جريدة: العلم المغربية، بتاريخ: 21/09/1992، وعنها جريدة الراية: العدد:30، بتاريخ: 06/10/1992.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M