«البوسان» في التعليم بين ابن كيران والمعلمين

ذ. يونس الناصري

هوية بريس – الأربعاء 16 أبريل 2014

أنكر رئيس الحكومة على رجال التعليم تقبيلهم للأطفال الصغار، مبررا ذلك بأنه قد يؤدي إلى الإضرار بهم جسديا ومعنويا، وهو كلام لم تقبله الشغيلة التعليمية، معتبرين إياه منقصة لهم وتحقيرا من شأنهم، في سياق حملة شعواء عليهم، ساقها مؤخرا وزير التربية الوطنية، حينما ألصق برجال ونساء التعليم تدهور المنظومة، مما أعاد إلى نفوسهم القولة الشهيرة: إن المعلم حائط قصير يسهل على الجميع تسلقه.

والحقيقة في رأيي أن تقبيل الصغار قد يكون بدافع الشفقة والعطف والحب الفطري لأبناء المغاربة، كما يقبل المرء أبناءه ذكورا وإناثا، فلقد قبل خير الخلق عليه الصلاة والسلام أطفالا صغارا وداعبهم ومازحهم، زرعا للحب الخيِّر في قلوبهم، وهي رحمة إيمانية من نُزِعَها فقد حرم الخير كله.

كما قد يكون بدافع شهوة شيطانية مقيتة، تقشعر لها الأبدان، وتتقزز منها النفوس الزكية المؤمنة، وهذه الثانية هي التي أنكرها ابن كيران على المعلمين فيما أظن، فإنه إن صدقت الأخبار المتطايرة بخصوص وحشية بعض المدرسين مع تلاميذهم، فلا بد أن يرن جرس الخطر، وتُدق طبول الحرب على كل من سولت له نفسه المس بطفل، بله اغتصابه وقتل نفسه ومشاعره.

وأظن أن الأمر إن تجاوز الابتدائي وبعضا من الإعدادي إلى الثانوي، فإن حالات الاغتصاب والتحرش الصريح سترتفع، وانعدام الحياء -الذي أصبح يقل- سيكثر، وتحفيز الذكور على الإناث سينتشر أكثر مما هو منتشر، وهو أمر يوجب قطع الطريق أمام أي مريض شاذ خبيث قد يؤدي أطفالنا وشبابنا.

وأقسم غير حانث أن ظاهرة الشذوذ والزنا وما جاورهما من مناكير، لن تهدأ أو تقل حدتها، مادام شرع الله غائبا في نفوسنا وواقعنا الفردي والجماعي، إن هي إلا ترقيعات ستتلاشى فور مرور موجة الحدث المرتبط بها، كما مرت موجات عديدة، ليعود الشاذ بعدها إلى شذوذه، والزانية إلى حرفتها، وبائع الخمر -التي هي أم الخبائث- إلى متجره، وكل عاص عموما إلى معصيته، أما الداء العضال المتجلي في غياب روح القرآن والسنة، فإنه لم يستأصل بعدُ.

وليس لنا إلا أن ننظر بعين الإيمان والعقل إلى إفرازات الحداثة الغربية، التي نحذو بافتخار حذوها، لنوقن بأننا سنظل ندور في حلقتها المفرغة إلى أن نشاء التغيير الحقيقي النابع من ديننا الحنيف.