امحمد الهلالي يكتب: المريزق من تزوير التاريخ إلى السطو على الحاضر
هوية بريس – عبد الله المصمودي
الجمعة 16 ماي 2014
كتب النائب الثاني لرئيس حركة التوحيد والإصلاح امحمد الهلالي في حسابه في “الفايسبوك” ردا على أحد أعضاء حزب “الأصالة والمعاصرة”، في قضية اتهام عبد العلي حامي الدين عضو أمانة حزب “العدالة والتنمية” بالمشاركة في قتل “الرفيق” بنعيسى آيت الجيد قبل 20 سنة؛ جاء فيه:
“جهة ما تدفع بأسماء نكرة لم تتعد تجربتها حدود المدرج والكلية ولم تتجاوز اسوار الجامعة التي تابعت فيها دراستها.
المريزق المصطفى نكرة قاده الريع وجرفته مجاذيف “الجرار” لكي يحضر في مستوى محلي لحزب ممخزن خلق لتجديد بنيات المخزن في زمن الربيع العربي وتأسيس جناح حزبي للدولة العميقة في وقت لم يعد مسموحا للمخزن أن يحضر بالوسائل العتيقة.
المريزق ليس له قيمة مضافة في دروب النضال ولا فكرة نوعية في سلم الاقتراح ولم يجد سوى ورقة قديمة تبدو من وجهة نظر نستالجيا شيئا لذيذا قبل أن تصاب بالمرار عندما ينطق شهود الذاكرة الذين لم يبيعوا ولم يبدلوا وما زالوا يعشقون “دربالة المنفيين أو السجون” وما زالوا مبتلون بحب الشعب ايا كانت درجة الاختلاف معهم.
المريزق الذي قفز إلى دائرة الضوء بمظلات الأشخاص النافذين لم يجد سوى دم الرفيق الذي قتلوه في زحمة تنافسهم المرضي على الزعامة وفي حمأة التشظي والانقسام حول أي الشعارات أكثر راديكالية بين مواجهة ما يمكن مواجهته وعرقلة ما يمكن عرقلته وأي ترتيب في سلم الأولويات بين النقد والبناء، وحوكم قتلته بدمه منذ 20 سنة، قبل أن يقبضوا تعويضات مجزية لكي يطووا صفة الماضي بشرط القيام بالخدمة المطلوبة في صفحة الحاضر.
هذا الشخص النكرة لم يجد سوى دم “الرفيق ابن عيسى” لكي يتموقع به في أجهزة ونخب حزب المخزن الجديد الذي يجمع بين “حطام إيديولوجية الحلم والغبار” وشكارات مافيا الريع واقتصاد التهريب بجميع أنواعه.
لكي تحجز مقعدا في المربع الذهبي وطنيا أو إقليميا أو جهويا في حزب صديق الملك، في سبعة أيام بدون معلم فعليك أن تتوفر على ورقة من نوع خاص، وصاحبنا المريزق عثر على قضية رابحة رمزيا حتى وإن كانت بائرة وفاسدة أخلاقيا وقيميا، أنها دم المرحوم بن عيسى ايت الجيد ومعه رقبة من يراد أن يقال له المرحوم عبد العالي حامي الدين على الأقل المرحوم سياسيا.
الشاب عبد العالي حامي الدين الذي راكم إلى سلاح العنفوان والنضال والموقع السياسي الذي بوأه به إخوانه عن جدارة في قيادة الحزب السياسي الأول باحتضان من الشعب وليس من الإدارة الترابية والأجهزة المعلومة، وراكم إلى جانب ذلك سلاح المعرفة الأكاديمية لكي ينحت قاموسا سياسيا مواكبا لمرحلة الربيع العربي، ويبدي برأيه بشجاعة في نقاط التماس بين المؤسسات الدستورية، هذا الشاب وجد اليوم من يتصدى له ومن يتطوع لإيقاف مسيرته ومسيرة كل من يسير في دربه من إخوانه، أو على الأقل يقض مضجعه بفرية كبيرة تشغله ولو لبعض الوقت.
إنه المريزق مصطفى الذي يتكلف في الخطاب ولحن القول، ليقول لأصحاب الحال أنه جدير بإسكات هذا الصوت وإقلاق باله، وذلك بإحياء ملف قديم يعرف المريزق قاليه الفعليين، وقال القضاء كلمته في شق من الملف وحمل المخزن الباقي من المسؤولية التي دفعت هيئة الإنصاف والمصالحة تعويضات عنها لذوي الحقوق.
أنا أزعم أن القاتل الحقيقي هو الكيان السري الذي كان المريزق وما يزال أحد منتسبيه الصغار، وهو اليوم ينتقل من خدمة أجندة صغيرة لأجهزة محلية ولمخبرين صغار إلى أجندات أكبر ورهانات أوسع وهم يساقون “لبناء الأداة المخزنية على هدير نيران العدو الشعبي” الذي دار دورته التاريخية دون أن يأبه للبوريتاريا وديكتاتوريتها.
إذا كنتم فشلتم في بناء الأداة الثورية على هدير نيران العدو فإنه يمكنكم أن تشيدوا الأداة المخزنية على هدير الحراك الشعبي الذي وأد أحلام يقظتكم ونومكم وما يزال.
المريزق الذي يجيش الموتورين ضد هذا الرجل وتفسح له المجال في وسائل الإعلام لكي يحرض عصابة البرنامج المرحلي ضد هذا القيادي وضد الطلاب الذي يشاطرونه القناعات السياسية يقوم اليوم بأخطر جريمة وهي التحريض على القتل والانتقام ضد من برأه القضاء وهيئة الإنصاف من هاته المزاعم.
وها هي تحريضاتكم حصدت روحا وكادت أن تغتال ست آخرين ولم تجدو رادعا وللمن يستجب بعد القضاء للتحقيق معكم حول العلاقة المفترضة بين التحريض ودوافع الاغتيال والقتل التي نفذتها عصابة البرنامج المرحلي
المريزق لا يمكن أن تحول بفدلكات لغوية وقائع بسيطة دارت رحاها في مدرج أو مع أستاذ يدرس مقدمات في الاقتصاد السياسي للسنة أولى في كلية الحقوق أو عناوين كتب وروايات قديمة تعرض نسخ مقرصنة منها للبيع في دهر المهراز لكي تقدم نفسك مناضلا ومثقفا وزعيما وبطلا بلا مجد أو فارسا بلا جواد بل ستبقى نكرة وتضيف إليها بعضا من الخسة ومن الإتجار في الدم كما يتاجر بعض زعماء الحزب المعلوم في سائر الممنوعات والمحظورات.
فرفاقك يعرفون سبب دخولك للزنزانة ولا يمكنك أن تزايد بهاته النستاليجيا الفارغة في غفلة من المناضلين الحقيقيين الذين بعتهم ماضيا وخنتم أفكارهم حاضرا وقد تنبشون رفات بعضهم وتنهشون لحم من بقي حيا منهم إذا كتب لمشروعكم المخزني أن ينجح في خطة الثورة المضاد الذي تعملون لها ليل نهار”.