كاريكاتير الإضراب الوطني ليومية أخبار اليوم يعرض بموسى عليه الصلاة والسلام

01 نوفمبر 2014 15:01
كاريكاتير الإضراب الوطني ليومية أخبار اليوم يعرض بموسى عليه الصلاة والسلام

كاريكاتير الإضراب الوطني ليومية أخبار اليوم يعرض بموسى عليه الصلاة والسلام

هوية بريس – إبراهيم بيدون

السبت 01 نونبر 2014

مع خبر “مفاجأة بنكيران للمغاربة في يوم الإضراب الوطني” الذي نشرته يومية “أخبار اليوم المغربية” التي يديرها توفيق بوعشرين في عدد يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2014 (ع:1509)، تم نشر كاريكاتير للرسام خالد كدار (الصورة)؛

وقد جاء الرسم عبارة عن كاريكاتور استهزائي صور فيه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بلباس شبيه باللباس الذي يصوره أرباب السينما في “أفلام المسيح”.

ويظهر بنكيران في الكاريكاتور وهو يحمل في يمينه ألواحا كتب عليها في الجزء العلوي: “pjd” مع رسم لرمز الحزب: “مصباح تقليدي”، وفي الجزء السفلي: “معجزة بنكيران يوم 29″؛ وبشماله يحمل عصا، وهو وسط بحر شق الى فرقتين عظيمين؛ والموج كالطود عن يمينه وشماله، في تعريض جريء بنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام، وألواحه وبمعجزاته التي خصه الله تعالى بها.

فالتعريض الأول بألواح موسى عليه الصلاة والسلام التي كتب فيها الكتاب المقدس “التوراة”، قال الحق سبحانه: “وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ“، وقال سبحانه: “وأَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ“.

فهل يصح أن نشبه أوراق بنكيران التي تحمل الخبر السار الذي وعد بالكشف عنه يوم الإضراب العام للمغاربة، أو كراسة برنامج حزبه الإصلاحي، أو مقرر برامج حكومته المقبلة بألواح كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام التي ملئت وحيا وهي كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟!!!

أما التعريض الثاني فهو بعصا موسى عليه الصلاة والسلام ومعجزة شق البحر التي جعلها الله عز وجل آية لنبيه وعقابا لعدوه، قال الحق سبحانه: “وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ. فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ“، وقال سبحانه: “وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى“، وقال جل ذكره: “وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ“.

وبعد سرد هذه الآيات يمكن أن نطرح بعض الأسئلة:

لماذا يصر معارضو بنكيران على النيل من الجانب الديني والمرجعية الاسلامية لحزب العدالة والتنمية؛ مع العلم أن كل الجهات المنتقدة والمستهزئة أيضا لا تقبل إطلاقا أن يشكك أحد في إسلامها وانتمائها له؟!

ثم ما هو هذا اليم الذي سيكون سببا في هلاك أعداء بنكيران؟

ومن هم أعداء بنكيران الذين يستحقون الإغراق وهذا العذاب العظيم؟

ثم هل يحق لنا أن نشبه تجربة بشر غير معصوم يريد إصلاح دنيا الناس، بدعوة نبي من أولي العزم من الرسل، معصوم يقول: “إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ“، فرزقه ربّه تلك المعجزات.. ليس في الاقتفاء وإلا فإننا مأمورون باتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره والسير على هدي أنبياء الله عز وجل في الإصلاح، لكن من غير أن تكون التجربة وفق الأصل لأننا نخطئ بخلافهم.. فهم مؤيدون بالوحي.

إن هذا الرسم الكاريكاتيري فيه جرأة كبيرة على مقدسات المغاربة، ولا يمكن أن نقبله بحال؛ ولذلك نهيب بمدير جريدة “أخبار اليوم” أن لا يجاري من عرف عنه الاستهزاء بالمقدسات الدينية بالذات من أمثال “خالد كدار”، لأجل أن له خبرة في مجاله، دون أن يحجزه على أن يتجاوز حدوده ليعتدي على حقوق العباد وأن يعتدي على حدود الله جل في علاه..

وقد ينبري بعضهم للردّ علينا بأن مجال الفن والرسم أرحب لاستعارة المعاني والأحداث من غير قصد الإساءة، ولهم نقول: المقدسات الدينية لا تقبل التعريض، بل تستوجب الاحترام والتقدير والتبجيل؛ هذا على أضعف تقدير، وإلا فواجبنا اتجاهها الذود عنها والدفاع عليها، والوقوف في وجه كل من تسول له نفسه تدنيسها أو مجرد المس بها.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M